جهل إكتسح له مكانا بيننا وسلط ظلامه على عقولنا إلى أن أصبحنا بزمن لا يفرق فيه المرء بين الخطأ والصواب
عقارب الساعة مسرعة، أيام قصيرة، خفقات قلوب مرتفعة، ليل كئيب وشمس صبح حزينة، طرقات مكتظة وتسارع وقت مريب، عيون منبهرة وعقول تائهة وواقع مؤلم، أفواه مبتسمة وأرواح متألمة، إنسانية معدمة وضمائر وافتها المنية، جمال ظاهري زائف وجمال باطني واقعي مختفي، وقت كافي لكن سرعته هائلة، سماء واسعة وأفئدة ضيقة
بهوت وتقمصات،كل مرتدي قناع التشابه والتقليد وكل متجرد من ميزة التفرد والوجه الحقيقي للشخصية
علم ساطع إرتمى، وجهل قاتم إرتدى
طهارة زالت وعفة غادرت وحياء أدار الوجه وإختفى، أي ظلام هذا الذي إكتسح العقول وأفتك بالقلوب وقتل الضمائر ورمى بنا على حافة الهاوية ورسم لنا هذا الطريق المحسوم ؟وأي أفة هذه لحالها الدوام ولخطورتها ما تفوق خطورة وباء إجتاح الأمم؟ وأي شيء هذا الذي يفوق بئرة مِلئها سواد جهل قاتم إحتل له مكانا بين كل العقول وأمسى حاضرا بيننا لليوم المعلوم
جهل فاق الوباء وتخطى الأزمات وعم الأرواح، جهل إقتحم النفوس وحل بيننا في كل زمان ومكان وفرض نفسه علينا، وإنتشر كالعلة بثنايانا،حاربناه ولم نتخلص منه، درسناه ولم نتعلم منه، أخذنا إحتياطاتنا منه ولم نسلم من ظلامه
جهل كالظلام الدامس صعب إختراقه والنفاذ إليه ومعرفة نقط ضعفه، وسهل عليه الحلول والعيش بكل جزء منا، جهل ما إن حملنا سلاح العلم لنحاربه إلى أن كان ظلامه تسلط على أرضية معركة تاركا لِرماد قاتم مخيم على قتلاه وشهدائه، غارسا بأرواح جديدة خرابا وجهلا وظلام
أرواح وإن حدثتها وإن دليتها وبرهنت لها إنهزمت أمام مشعال نيران لهيبة معارضة، ناكرة ورافضة نتاجا لما خلفه ظلام الجهل بالعقول
لكن أي عقول هذه الذي وجد الجهل مكانا له بينها؟
عقول فارغة وإن علمت تضل لا تعلم عن سيرورة الحياة غير الأكل والنوم
عقول سهل إختراقها والنفاذ إليها
عقول إكتسحها الجهل من شدة فراغها وتفاهتها
عقول لم تحمل يوما سلاح العلم لتسموا أو بالأحرى للترفع وتنجوا من سلطة الجهل وظلماته
مجرد جهل عم الأمم وأحدث الفرق بإختراقه الأغلبية وتركه للأقلية القليلة
فقط حاملي شعاع العلم والوعي والثقافة والإيمان والمعرفة
بقلمي أسماء بلغزال
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات