جدي وجدتي علمتهما الحياة ومنهم تعلمت معناها .. حياة تجمع بين كل الصفات، الأحوال، الظروف، المعاني والمشاعر
إن أراد الإنسان الخبرة والحكمة في الحياة يستعن بأصحاب سن الستين والسبعين فهم يتميزون بالمعرفة، بالصبر، بالحق وبالرأي السديد من خلال تجاربهم في الحياة ... عند الحديث معهم تحس بولادة روحك من جديد، في تلك اللحظات بين ضلوعك يتحرك شيئا بداخلك فحديثي معهم علمني معنى الحياة لخص لي كل التجارب دون حاجتي لقراءة مئة كتاب، فقد تعلمت من جدي رحمه الله أن الصحة أهم نعمة وكنز في هذه الدنيا إن خانت الصحة لا وجود للذة في أي أمر، تعلمت أن الدنيا فانية وإن طالت وأن كل ما يجب علي هو العمل لآخرتي واغتنام كل فرصة وكل لحظة في إرضاء الله عز وجل فإرضاء الله غاية لا تترك، أن أفكر معمقا وطويلا قبل أن أفشي أيّ سرّ من أسراري، أن استعن على قضاء حوائجي في الكتمان وأن لا أبرح حتى أبلغ، أن أصبر على الابتلاء وارضى لأن عوض الله جميل يستحق كل الصبر، أن لا أثق ثقة تامة فالثقة كنز لا يأخذه إلا من يستحقه وأن لا أسعى لإرضاء الناس فإرضائهم غاية لا تدرك فكل ما قلّ اهتمامي بما يقولون زادت سعادتي وعلمني جدي أن أكون قوية في هذه الحياة وأتحمل مسؤولية مشاكلها أما جدتي فقد علمتني الكثير وقالت لي احفظي ما أقول لكي تكوني أصيلة وذات رزانة قالت لي ألا أتدخل بين الأحباب إلا إذا نويت الصلح بينهم ولكن لا أسمع لهم لأنهم سيتصالحون وأكون أنا المخطئة، علمتني ألا أتحدث بسوء وألا أخبر أحدا بما يجرحني فالله أعلم، وألا أعطي وعودا وأنا سعيدة، وعلمتني ألا أرد على إنسان عزيز وقريب مني وأنا غاضبة، وأن لا أكثر الحديث والأهم ان لا أتحدث على الناس مثل ما لا أحب حديثهم على نفسي، علمتني ألا أكسر بخاطر أحد لأن الأمور في هذه الدنيا كما تدين تدان، علمتني أن أتعامل بنيتي مهما حدث لأنه مهما قصد الناس لك من سوء نواياك عند الله محفوظة، وأن لا أحاول الانتقام فرب العرش موجود يمهل ولا يهمل، علمتني أنه من ينصحني امام الناس لا يريد لي خيرا وإنما يريد تشهيرا والذي ينصحني بيني وبينه محبته صادقة اتجاهي...
نعم تعلمت منهم الكثير والكثير اللهم ارحم جدي واطل في عمر جدتي
بقلمي أريام ذويبي
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات