مرحلة المراهقة هي مرحلة التحدي الجد والاجتهاد .. فاعلم كيف تبدأ رحلة حياتك وكيف تخوض معاركها ..

مرحلة المراهقة تكون فترة مثيرة للتّحدي وهذا أمر رائع، ولكن يوجد بها الكثير من الاختبارات والعقبات وهذا ليس أمر مقلق لأنها هذه هي الحياة المختلف في هذه المرحلة فقط هو أنه تبدأ في معرفة حقيقة الحياة أنها شريط يمر بحلوه ومره مليء بالامتحانات لأنه في مرحلة الطفولة لا يكون الإنسان يكترث لكثير من الأمور لكن في بداية نضجه يصبح ينتبه لأمور شتّى ففي المراهقة يبدأ بتعلّم تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس كما يعلم أنّه لم يبقى ذلك الطّفل الصّغير المشاغب بل أصبح بالغا وراشدا يتحمل مسؤولية كل الأمور التي في حياته، ونحن نعيش مرة واحدة ولا بد من تبادل الخبرات والحكمة في الدّنيا من الذين خاذوا التجارب وعرفوا العبر لكي نستفيد منهم ولا نهدر وقتنا في تعلّم أمور سالفة العبور على غيرنا فقط نكتفي بأخذ الدروس منهم، فأول أمر لا تستمع لكلام الناس واترك ثقتك بالله قوية وستثق بنفسك فإرضاء الناس غاية لا تدرك وإرضاء الله غاية لا تترك فادرك ما لا يترك واترك ما لا يدرك فلقول الإمام الشافعي:

لم يبق في النّاس إلا المكر والملق شوك إذا لمسوا، زهر إذا لمقوا

فإن دعتكم ضرورات لعشرتهم كن جحيما لعلّ الشّوك يحترق

ستفقد الأمل أحيانا وربما كثيرا لكن إيّاك أن تستسلم لذلك الشعور لأنه سيؤدي بك إلى الهاوية، لا بأس ببعض الحزن في بعض المرّات لأنه هناك أشياء تؤلم، ولكن لا تجعل الحزن هو حياتك لأنّ الحياة فانية وإن طالت، ستمر بأيام ترهقك تتعبك وتحس أنّها النّهاية وأنّك لا تريد العيش أكثر، ولكنها سوف تمر بإذن الله ولا تنسى أنّ الصّبر مفتاح الفرج فقط اكتفي بالفضفضة لله عز وجل وسترى الفرق، فعبادة الانكسار لله بأنّك عاجز والله وحده القادر وهذه الحقيقة ستجعل العوض الجميل يأتي إليك مهرولا، لا تسمح للفراغ باستوطان أيّامك لأنّ الفراغ مفسدة والشغل مجهدة، اهتم بهواياتك وطوّر ذاتك وتقرب من الله عز وجل ففي القرب منه تنال كل التّوفيق في حياتك، إذا حصل لك موقف سيء وتعرضت لخيبة من أصدقائك، احتقار من أقاربك أوأناس قريبون منك، ظلم من أي إنسان أو ربما كلمة جارحة من أهلك كل ما عليك هو الشّكوى لله عز وجل لا تشكو لأحد سواه لأنّ الله هو الأقرب إلينا من حبل الوريد والعليم البصير بما في القلوب والله يمهل ولا يهمل، فضفض لخالقك الغفور الرحيم ولكن إياك والتفكير في الانتقام لأنه لا يجدي نفعا ولا يكسبك سوى الحقد والبغض، وأنت قادر على هذا ولكن اعف عن كل من جرحك فالله عفو يحب العفو فكن رحيما تحصّل الأجر والثواب عند الله وتجبر خير الجبر ولو بعد حين، وكما لا تفكر في الانتقام لا تفكر في الموقف وكيف خذلوك وكيف حصل هكذا إلى آخره من الأفكار السلبية لأنك بذلك تجر نفسك للعزلة والانطواء والكره لكل شيء في حياتك، فنصيحة لا تجلس في قلب المشكلة بل فكّر في الحل فما مضى فات وما ذهب مات فلا تفكر فيما مضى فقد ذهب وانقضى، فكّر في المستقبل الزّاهر والعوض الجميل، احرص على صفاء نيتك مهما لقيت من شر لأنّ النّوايا الحسنة عند الله محفوظة فقابل السيئة بالحسنة فهذه حكمة، قابل البخل بالعطاء وهذا كرم، قابل القضاء بالرضاء لأن ذلك قدر الله، قابل الجدال بالتفاهم لا بالصّراخ لأنّ هذه سدادة رأي وحكمة تفكير، حافظ على دراستك وركّز على تحقيق أحلامك لأنه لا شيء ينفعك بغير علمك وعملك الصّالح، تواضع دائما لأنه إذا زاد الغرور نقص السرور فتواضع في علمك وعملك وحياتك وفي كل أمر، ستتعرض للنّقد كثيرا لكن شتّان ما بين النّقد البنّاء والنقد الهادم فالأول ينفع ويطور والثاني يحبط ويكسر، فخذ الأوّل بعين الاعتبار واترك الثّاني لأنه غيرة وحسد، اختر أصدقائك على معيار أخلاقهم لأنّ الصّاحب ساحب فاجعل صحبتك صالحة، كن ذا حياء فالحياء للرجل فضيلة وللمرأة زينة، فالحياء هو رأس مكارم الأخلاق وهو ليس خفض الرأس واحمرار الوجه بل هو أن لا يجدك الله حيث نهاك، لا تتعلق بالأشخاص لكي لا تكسر قلبك وتدمر نفسك بعد رحيلهم لأنّ التّعلق يجعلك ترفع سقف توقعاتك منهم وهذا ما يعود عليك بالضّرر مرة أخرى فعلّق قلبك بالله وحده ولن تخذل بإذن الله، إياك والكذب عوّد نفسك على الصّراحة والشّفافية والصّدق والنّزاهة حتّى لو لم يكسبك هذا الأمر الكثير من النّاس ولكن كن متأكدا أنّه سيكسبك أفضلهم، عش الحياة كما ينبغي بإرضاء الله محترما حدوده مبتعدا عن ما حرّم ومخلصا لما حلّل.

"الحياة أخذ وعطاء، خذلان ووفاء، قدر وقضاء ... ارضى بكل ما في حياتك لأنّ الفرح لحظة والرّضا حياة فتعلّم كيف ترضى لتفرح"



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أريام ذويبي

تدوينات ذات صلة