ما هو فيروس كورونا و كيف يتصدى جهاز المناعه له و ما هي سبل الوقايه منه

فايروسات كورونا و قوة جهاز المناعه في التصدي

Coronavirus:

فيروسات كورونا هي مجموعة فايروسات تصيب الحيوانات و تنتقل بعض انواعها الى الانسان , و هي من ذوات الحمض النووي الرايبوزي RNA ,المعروفه بقدرتها على التحور , لكن تبقى قدرتها على التحور اقل بكثير من فايروسات الانفلونزا, و كانت قبل العام 2002 أربعة انواع فقط منها يصيب الانسان و كانت الاصابه تقتصر على الجهاز التنفسي العلوي و تسبب الرشح و الزكام , و في اواخر العام 2002 ظهر فايروس السارس (SARS) و هو الفايروس الخامس من فايروسات كورونا التي تصيب البشر , لكن هذا الفايروس كان قد استطاع من تعديل التشفير الجيني له ليتمكن من اصابة الجهاز التنفسي السفلي و يصيب الرئه و يسبب متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد Severe Acute Respiratory Syndrom

و هنا ظهر اول انواع فيروسات كورونا التي تهدد حياة الانسان و اصاب ما يقارب 8000 انسان و ادى الى وفاة ما يقارب 800 انسان اي ان نسبة الوفاه 10% من المصابين .

* و في العام 2012 ظهر الفايروس السادس من انواع كورورنا التي تصيب البشر , و ثاني انواعها التي تصيب الجهاز التنفسي السفلي و يصيب الرئه , و هو فايروس ميرس

(Middle East Respirstory Syndrom (MERS

حيث اصاب 2220 شخصا فقط و توفي منهم 790 حاله , و هي اعلى نسبة وفاه.

* و في اواخر العام 2019 ظهر فايروس كورونا المستجد Covid19 ,و هو سابع نوع من فيروسات كورونا التي تصيب البشر , و النوع الثالث الذي يصيب الرئه , و اصاب هذا الفايروس ما يشهده العالم الان من الجائحة التي امتدت الى جميع دول العالم , و كادت ان تسبب انهيار الانظمه الصحية في دول متقدمه , و جعلها تستغيث و سط حاله من الخوف و القلق تسود العالم الان من تفشي هذا الفايروس .

و تتفاوت شدة الاصابه و ظهور الاعراض جراء هذا الفايروس ما بين خفيفه و غير ظاهره الى الوفاه .

ابرز ما يميز فايروس كورونا المستجد عن سابقيه :

أسرع في الانتشار , اسرع في العدوى , سريع في اختراق خلايا الرئه , حيث ان عملية ارتباط البروتين السطحي للفايروس Spike protein بمستقبلات ACE2

للخليه تتم بصوره سريعه , و بالتالي عبور سريع الى داخل الخليه , و افلات بعض الفايروسات و اختباؤها في داخل الخليه قبل الوقوع المبكر في قبضة الجهاز المناعي.

كما لوحظ تسبب هذا الفايروس بإحداث خثرات دمويه , و هذا ما يفسر سبب الوفاة السريعه في بعض الحالات الشديده المصابه .

طرق العدوى :

تنتقل العدوى من الشخص المريض الى الشخص السليم عبر الرذاذ , إما بطريقة المخالطين و هي الاكثر شيوعا وتسببا في نقل المرض و هي الاتصال المباشر مع المريض و من خلال الرذاذ و المخاط المتطاير و الناجم عن العطس و السعال و الكلام , و اما بطريقه غير مباشره من خلال قيام الشخص السليم بلمس الاسطح و الادوات الملوثه برذاذ المصابين , ثم يقوم بوضع يديه على وجهه حيث ينتقل الفايروس من خلال الانف و الفم و العين , و من هنا جاءت اهمية غسل اليدين جيدا بالماء و الصابون باستمرار و خصوصا قبل لمس الوجه.

تكاثر الفايروس في داخل الخليه :

بعد الدخول السريع الى داخل الخليه , يتجه الفايروس عبر الستوبلازم نحو الشبكة الاندوبلازميه و النواه في عمق الخليه , و يبدأ حينها بتحرير حمضه النووي RNA , الذي يستعمل الرايبوسومات لنسخ الاف النسخ من الحمض النووي الفايروسي , و بذلك ينجح الفايروس في استخدام موارد الخليه و مصانعها في اعادة انتاج الاف النسخ في داخل الخليه حتى يتسبب في اهلاكها و انفجارها , و بذلك تتحرر هذه النسخ الجديده من الفايروسات المتكاثره , و يعمل كل واحد منها على غزو خليه جديده , و بذلك تتمكن الفايروسات بإصابة عدد هائل من الخلايا الاخرى و بنفس الطريقه .

قوة الجهاز المناعي في التصدي لفايروس كورونا

يخوض جهاز المناعه معركة الدفاع عن الحياه , فهو منظومه من العمليات الحيويه الدفاعيه , و يتم التنسيق فيها بين مكوناته بصوره مذهله و بالغه في الابداع , و يتبع نفس الطريقه تقريبا مع كل انواع مسببات المرض البيولوجيه , و تتوزع العمليات الدفاعيه بين خلاليا الجهاز المناعي بصوره فائقة النظام .

و فيما يلي بعض العمليات التي يقوم بها جهاز المناعه في القضاء على الفايروس:

الخلايا البالعه الاكوله Macrophage:

و هي من اوائل المتنبهين لدخول الفايروس و هي نوع من الخلايا البيضاء و جزء رئيسي من المناعه الطبيعيه الغير متخصصه , تقوم بابتلاع الفايروسات الغازيه , و عندما تشتد المعركه ترسل رسائل و اشارات مناعيه كيميائيه تسمى السايتوكاين Cytokines , لاستدعاء انواع اخرى من الخلايا المناعيه , فهناك اعداد كبيره من الفايروسات استطاعت الافلات منها , و الماكروفيج لوحدها لا تستطيع القضاء عليها , لذلك تقوم باستدعاء خلايا اخرى لمساندتها , مثل NK cells.

الخلايا القاتله بطبيعتها (Natural Killer Cells(NK cells:

و هي سلاح فتاك ضد الفايروسات و الاورام و غيرها من مسببات المرض , لما تحتويه من بروتينات خاصه لسحق الفايروسات الغازيه , حيث تهاجم الخلايا المصابه بالفايروس و تثقبها و تصهرها او تدفعها للإنتحار.

و ان كل ما جرى لغاية الان هو نشاط المناعه الطبيعيه Innate Immunity, و يكون سريع الرد و تلقائي و غير متخصص, و نظرا لاندفاع عدد كبير من الفايروسات التي تمكنت من الهرب و الافلات و التكاثر في داخل الخليه و ازدياد اعدادها , تبدأ مرحله جديده اضافيه من مراحل الدفاع و الاسناد التي تقوم به الخلايا البيضاء عبر خلايا وظيفتها اشبه ما تكون استخباريه , و لتمهد الى مرحله اكثر تقدما و تخصصا , و تسمى هذه الخلايا Dendritic Cells : و هي نوع من الحلايا البيضاء التي تقدم معلومات و تفصيل دقيق عن شكل الفايروس من خلال اخذ عينه من الفايروس و تشهره على سطحها

(Antigen presenting cells/MHC class2 )

حيث تذهب بهاذه العينه الى العقد اللمفاويه , و تعرضها على الخلايا التائيه T cells , و تحفزها للقتال , و الخلايا التائيه بدورها تعمل على تحفيز الخلايا البائيه B cells و تعلمها بتفاصيل المعركه و تحفزها على انتاج اعداد هائله من الاجسام المضاده المتخصصه ضد هذا النوع تحديدا من الفايروسات .

و عندما تستجيب الخلايا التائيه المساعده Helper T cells , فإنها تقوم بانتاج الرسائل و الاشارات الكيميائيه السايتوكاينز مثل الانترفيرون و الانترلوكن لكي تستدعي نوعا اخر من الخلايا التائيه يسمى :

الخلايا التائيه القاتله Cytotoxic T cells و التي تقوم بشكل متخصص بالارتباط بالخليه المصابه و قتلها بما فيها من الفايروسات .

و نظرا لخطورة بقاء الخلايا التائيه القاتله نشطه و فعاله , و بعد اتمام مهامها في قتل الخلايا الموبوءه , تأتي الخلايا التائيه المنظمه Regulatory T cells

و تعمل على ازالة و ابعاد الخلايا التائيه القاتله .

إن ما ذكرناه هو جانب مختصر للغايه لبعض العمليات الحيويه التي يخوضها جهازالمناعه لحماية الانسان من خطر الفايروسات القاتله و غيرها من الكائنات الدقيقه , و لاحقا بمشيئة الله سيستمر الحديث عن اهمية جهاز المناعه في محاربة فايروس كورونا و غيره , و كيفية تقوية جهاز المناعه .

دور الخلية المصابه بالفايروس في التعاون مع جهاز المناعه :

تقوم الخلية المصابه بدور مناعي هام , و سنعرض هنا جانبا و احدا من هذا الدور الضروري في التعاون مع جهاز المناعه , حيث انها تشارك في احدى مراحل الدفاع عن الحياة , فهي تقوم بإخبار و إشعار الخلايا المناعية بأن الفايروسات قد اقتحمتها و اصبحت موجوده بداخلها , و ان هذه الفايروسات الغازيه تستغل مواردها لنسخ الاف النسخ من الفايروسات المعاديه و التي ستغزو الخلايا الاخرى , فكيف تستطيع هذه الخليه المصابه عمل ذلك ؟

تتقوم خلية الانسان المصابه بهذا الدور الهام عبر خاصية MHC class 1 , فعند دخول الفايروس الى داخل الخليه , يتمكن بروتين خلوي خاص يسمى بروتيوسوم Proteasome من إلتقاط إحدى بروتينات الفايروسات الغازيه , و يعمل على تقطيعه الى قطع صغيره تنتقل الى الشبكه الاندوبلازميه في عمق الخليه , و عبر سلسله من العمليات الحيويه يتم انتاج مركب بروتيني يسمى MHC class 1 الذي يحمل قطعه من بروتينات الفايروس و يخرج بها الى سطح الخليه , ليخبر الخلايا المناعيه التائيه القاتله بحقيقة الامر , فتقوم الخلايا التائية القاتله بالارتباط بهذه الخليه المصابه , و تعمل على قتلها و ابادتها بما فيها من فايروسات , و بذلك تكون الخليه البشريه المصابه بالفايروس قد أدت دورها في ارشاد جهاز المناعه مكان تواجد و تكاثر الفايروسات بداخلها , فهي في نهاية الامر تضحي بنفسها من اجل حماية بقية الخلايا من الاصابه الفايروسيه , و ياله من عمل فدائي عظيم .

اهمية فيتامين D في تقوية جهاز المناعه و خطورة نقصه :

يعتبر فيتامين دال معدلا مناعيا Immunomodulator , و يلعب دورا عظيما عظيما و مباشرا في قوة جهاز المناعه , حيث تحتوي الخلايا المناعيه البيضاء مثل


T cells , B cells , Macrophage على مستقبلات خاصه لفيتامين D .و اثبتت الدراسات ان انخفاض مستوى فيتامين D يؤدي الى زيادة الاصابه بمختلف الامراض و الالتهابات البكتيريه و الفايروسيه و الفطريه و امراض المناعه الذاتيه , و ان رفع مستوياته ضمن الحدود الطبيعيه يقلل من حدوث الالتهابات التنفسيه مثل الانفلونزا و الكورونا و غيرها من الامراض , كما انه يقلل من احتمالية حدوث العاصفه الالتهابيه , لان فيتامين D يعتبر معدلا مناعيا هاما يعمل على زيادة السيتوكينات المضاده للالتهاب و يقلل من السيوكينات المحفزه على الالتهاب.

و نحن نعتبر بان الجائحه الحقيقيه هي جائحة نقص فيتامين D , حيث يعاني معظم الناس حاليا إما من نقصه او عدم كفايته .

اهمية فيتامين C في تقوية جهاز المناعه :

يعتبر فيتامين سي بالغ الاهميه و تقوية جهاز المناعه و مكافحة العدوى فهو مضاد للأكسده و يعمل على التخلص من الجذور الحره التي تغزو الخلايا و تتلفها . كما يعزز فيتامين سي من قدرة الخلايا اللمفاوية البائية و انتاجها من الاجسام المضاده , كما يعزز من الخلايا التائية , و يعزز من حركة الخلايا المناعيه المتعادله Neutrophils و يعزز من قوتها. و فيتامين سي من الفيتامينات الذوابه في الماء لذلك يجب تناوله بشكل يومي من مصادره الطبيعيه .

اهمية الزنك في تقوية جهاز المناعه :

الزنك من اهم المعادن الضروريه للعمليات الحيوية المناعيه في الجسم , فهو مضاد للاكسده و مضاد للالتهاب و عامل مساعد للانزيمات و صنع البروتينات ,و هو ضروري لوظيفة الغده الزعتريه المناعيه التي تنضج و تهيء الخلايا اللمفاويه التائية , و نقص الزنك سيؤدي الى ضمور الانسجه اللمفاويه و نقص الخلايا البيضاء و بطيء الشفاء و زيادة مدة الالتهابات و العدوى .

نصائح هامه لتقوية جهاز المناعه و خاصه في فترة الوباء:

للحفاظ على جهاز مناعه قوي و متوازن و قادر على التصدي لفايروس كورونا بكفاءه و غيره من مسببات المرض و مختلف الامراض بما فيها السرطان , لا بد من اتباع النصائح التاليه :

1) التركيز على رفع نسب كل من فيتامن D , C و الزنك للحدود الطبيعيه و الحذر من نقصها , بل تعزيزها.

2) تناول الغذاء الصحي الغني بالخضراوات الطازجه و بعض الفواكه و الابتعاد عن الوجبات السريعه و الجاهزه .

3) الابتعاد قدر الامكان عن السكر المكرر و الحلويات و المشروبات الصناعيه و الغازيه , فالسكر سبب لحدوث الامراض المزمنه و اضعاف المناعه .

4) اضافة مقويات المناعه الى الغذاء الصحي مثل البصل و الثوم و الكركم و الزنجبيل و الليمون و زيت الزيتون و منتجات النحل الطبيعيه .

5) النوم الكافي ليلا و تجنب داء العصر المتمثل في السهر .

6) الابتعاد عن التوتر و القلق و الخوف و الغضب و التفكير السلبي , فهي من اشد المهلكات و المضعفات لجهاز المناعه و سبب رئيسي لزيادة الاصابه بالالتهابات و سائر الامراض , و عوضا عن ذلك يجب التحلي بالصبرو بالتفكير الايجابي و التسامح و الشعور بالسعاده و الرضى و التوكل على الله .

7) شرب كميات كافيه من الماء النقي بانتظام .


# المناعه القويه = المناعه المتوازنه = الشفاء من كورونا

و الوقايه خير من العلاج.





ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

أشكرك أخي محمد ، بالنسبه للفيروس فهو لا ينتقل عبر العرق و التعرق

تدوينات من تصنيف صحة

تدوينات ذات صلة