التنفس هو الرفيق الدائم لنا في هذه الحياة منذ الولادة وهو أسلوب حديث يتم من خلاله رفع مستوى وعينا و قدرتنا نتجاوز مشاعرنا المؤلمة ويصبح كل شيء ممكن،،

تلك المعزوفة الحزينة التي كنت اسمعها ياالله كم كانت تزيد من المي وانكساري ، كنت اسمعها والدموع تنهمر على وجنتي مبللة وجهي وأناا أمشي في فناء المنزل...كنت ابكي بأنين وأنا أسير ذهاباً و اياباً كنوع من الرياضة والتفريغ، كنت اتنهد وارفع راسي وأنظر الى السماء الواسعة وافتح ذراعيّ وأُناجي الله بكلماتٍ متلعثمة وصوت خافت خنقتة العبرة.. فتارةً اركض وتارةً أهدأ و يسكن حالي..كنت أشعر في كل لحظة بأن كناك امر ما علي اكتشافه..

كان هناك شيء غريب يناديني من أعماقي. أحاول الإصغاء إليه لكنني لا أفهمه و أحياناً اتجاهله وفي كل مره اتجاهله كان يعلو النداء أكثر و أكثر...

كنت أركض في كل الاتجاهات باحثة أحاول الامساك بطرف الخيط الذي سيقودني لمعرفة السبب لما أنا عليه.

من تخبط من الم من صراع وحزن دفين... طرقت كل الابواب....سألت كل الأصحاب...

ولم أجد الدليل..وبعد كل المحاولات لجأت الى الله واعتصمت بحبله المتين وسألته أن يلهمني ويرشدني وييسر لي السبيل...

ومرت الأيام..وفجأة كنت اتصفح الانستغرام واذا بفتاة كانت تتحدث عن التنفس أهميته لنعيش حياتنا الداخلية والخارجية بحب وسلام وأمان وكانت تصفه بالسحر الذي يحدثه في روح الإنسان وحياته بالكامل.

لم يكن ما رأيته او سمعته صدفة لكنه رسالة الهية كونية..كانت اول مرة في حياتي استمع لما يدور في خلدي،، كانت اول مره اتبع فيها حدسي..

..وقررت أن أخوض التجربة بدون أي توقعات وبلا تردد....

وكانت البداية...البداية الجديدة والجريئة كانت هذه المرة الروح هي القائدة،، وكانت مصرة على التجربة..وكانت تطمئنني بأننا سنكون على ما يرام.

كان عالم بالنسبة لي وتجربة مختلفة بكل المقاييس تعلمت أن التنفس هو الرفيق الدائم لنا في هذه الحياة منذ الولادة وعلى الرغم من ذلك لا أحد ينتبه له أو يلاحظ عملية الشهيق والزفير وعندما ننتبه ونكون واعيين به نعلم أننا في نعمة عظيمة نستطيع من خلالها بعدة تدريبات أن نرفع مستوى وعينا و قدرتنا على تجاوز مشاعرنا المؤلمة وماضينا المزعج، ويصبح كل شيء ممكن،،

تعلمت أن الجسد عبارة عن صهريج (صندوق) تتخزن فيه كل المشاعر التي نكبتها بداخلنا أو نقمعها بارادتنا...

القصة تبدأ منذ أن كنا صغار.

أطفال طاهرين أرواحنا نقية وصافية نعبر بكل صدق عن مشاعرنا لحظة بلحظة دون مبالغة أو تصنع فنضحك تارة وتارة نبكي بحرقة وبعد لحظات نعود للضحك بشكل فجائي وبريء..كنا نعبر بلغة العواطف لحظة بلحظة وموقف بموقف.

.الى أن كبرنا وبدأنا نتعلم الكلمات والحروف والجمل والعبارات المنمقة..بدأت الحياة المادية تغيرنا شيئاً فشيئاً.

وبدأنا نتعلم لبس الأقنعة حتى ترضي من حولنا ونشعر أننا على صواب من خلال رضاهم عنا واصبحنا مع الوقت نمتلك عدة اقنعة نرتدي القناع المناسب في المكان المناسب ومع الشخص المناسب...

علمونا كيف يجب أن نكون حتى نكون مقبولين تخلو عنا عاطفياً وفقدنا شعور الأمان ولبسنا وقتها قناع التعلق ظناً منا بأن وجود شخص ما في حياتنا سيملأ هذا الفراغ العاطفي وسنشعر بعدها بالأمان ولكن هيهات،،ومازادنا الا خوف وفقد وتعلق مرضي..علمونا كيف نخفي مشاعرنا أثناء الفرح مراعاة لمشاعر المتضجرين منهم حتى ارتسمت على وجوهنا ابتسامة مزفية بدون هوية واضحة حتى لا نفقد حب الاخرين اصبحنا ماهرين في ارتداء الأقنعة المزيفة لكل شعور مزيف فأصبحت ملامحنا باهتة لا لون لها..اصبحنا مع الوقت مخلوقات جامدة انحفرت على جباهنا مبكراً تجاعيد الاسى فقدنا حقيقتنا على حساب من استفاد في ذلك الوقت سواء كانو والدينا أو اخ أو معلم الخ. صارت قلوبنا قاسية متبلدة وذلك هروب كي نتكيف ونحمي انفسنا من كل ألم مرت السنين تلو السنين ونحن في نفس الشعور وندور في نفس الحلقة المفرغة بدون إدراك و وعي

وكان يزداد الألم..مع مواقف حياتنا ونحن عاجزين عن تحمل ما نمر به من ضغوطات و التعامل مع أي حدث..فجأة انقشع الظلام وكان التنفس كطوق النجاة بالنسبة لي..

وبدأت أتنفس من جديد، تنفس واعي.

وأبحرت في أعماقي لأنظف صدمات الطفولة المختزنة بتقنيات التنفس التأملي ...وفي فترة زمنية قصيرة جداً أدركت بعد التنفس ما جهلتة طوال الأربعين سنة الماضية من عمري...فهمت قصة شعوري ولم أعد ذلك الشخص المهزوز الذي يتأثر بكلام الناس أو الأحداث، تخليت عن أشياء كثيرة وتجلت لي أشياء أهم وأعضم وأوقفت البحث وامتلأ الفراغ بنور روحي فهي أقرب صديق وأجمل حبيب....

فقط روحك تستطيع أن تقودك للتشافي عندما تكون مستعداً....



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات حديث السكوت

تدوينات ذات صلة