قصة قصيرة أدبيه تصف صراعات مريم الداخليه ,عندما تقف عند مفترق طريق إما البقاء في الماضي أو المواجهه ب الإنغماس بعائله والدها كفرد جديد غريب يتيم الأم

مضت ليلة جديدة من ليالي ديسمبر الباردة ك عجوز متكئ على عصاه يمشي تارة ويقف عمرا تارة أخرى ، الايام والشهور والسنين تتشابه ولا تتوانى ان تخدش في كل مرة قلبها الناعم وتتركه ملطخا بدموعه متوسطا مخدة الريش خاصتها،ينتظر من يربت عليه برفق معلنا هدنة! صباحا أماطت بقايا الندى بيدها ، بانت اسفل آثار الندى ملامح للحياة خارج شباك سجنها، كل شيئ على حاله ,قررت في هذا اليوم ان تكسر صمتها وتخرج للدنيا معلنة ولادتها من جديد لتثبت للعالم انها ما زالت وان محنتها وحزنها ما زادوها الا قوة.في الطريق استوقفها عماد صاحب البقالة القريبه من بيتها متعجبا!

-أهذه أنتي؟!

إستدارت ناحيته والدموع محبوسه أوصدت عليها الأبواب لئلا تفضح ضعفها أمامه، ردت عليه متبسمة بالإيجاب ، - كيف حالك؟

- الحمد لله، لوهلة لم اأعرفك ! ما كل هذا الإنقطاع؟ ربت على كتفها مواسيا

- أشكر لطفك وسؤالك اخي عماد تركته ومضت وهي تقول في نفسها ليس هذا ما أحتاج إليه !ذهبت حيث تركت قلبها آخر مرة تبحث عن مايسكت التساؤولات التي تقيم في رأسها حربا ! توسطت مقعدا مواجه البحر أسفل شجرة صفصاف ممتدة الطرف ، تتأمل القوارب التي تروح ذهابا وإيابا أمام ناظريها ، في كل دقيقه تمر تمسك احدى الأمواج القادمه بتلابيب ذاكرتها تأخذ ما يزعجها وهي مبتعدة ! ساعة من الزمن كانت كفيلة بإنهاء حرب شعواء امتدت لشهرين داخل جمجمتها قلبت حالها رأسا على عقب ، لملمت حاجياتها مستأذنة من البحر واضعة النقاط على الحروف تتجهز للمواجهه .

في صباح اليوم التالي اتجهت حيث يتواجد والدها الذي تعرف أنه اعطاها نسبها واسمها فقط ! دخلت شامخة الرأس عنيدة ك والدتها تماما، عرفت عن نفسها:وسط ذهول كل من كان آنذاك،

- اهلا تفضلي مريم : قال عمها عمران

- أريد رؤية والدي!

- انتظري رجاءا هنا ،سأناديه حالا

بينما هي تنتظر أخدت تنظر من حولها وتتمعن في تفاصيل المنزل تبحث عن شيئ يدلها عليه ،!

- - اخي أريد اخبارك بأن ابنتك مريم تقف في منتصف منزلك تبحث عنك ! ارتعدت مشاعر زيد وخرت قدماه عاجزة عن حمله ، صاح مفزوعا ابنتي مريم هنا ! قلبه هو الذي كان يجري لملاقاتها ، كان اللقاء حارا حضنها بشدة والدموع تتسابق في الخروج ، أما مريم اكتفت بالبكاء على نفسها أمام رجل لا تعرف عنه شيئ سوى انه والدها ! توشحت مريم حزنها ومضت تاركة خلفها ماض وردي اللون لتبدأ اول خطوه بمستقبل وعر لاتدري من اين تبدأ فيه،.أبمن حولها او بنفسها!؟

هكذه هذه الدنيا تباغتك لتدمر ما تفصح عن سعادتك به تأخذه وتوريه الثرى امام ناظريك، تعتريك مشاعر الانهزام لكن ذاك النفس الذي يروح ويجيئ يحول دون ذلك ! لتمضي بنا الأيام تارة كجسد بلا روح وتارة ك روح بلا معالم !


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

احسنتى🌺

إقرأ المزيد من تدوينات الاء شرفا - مدونة اجتماعيه قصصيه وتعديل سلوك

تدوينات ذات صلة