العطاء الغير مدروس يدمر من حولنا ويحرمنا حقوقنا ,في هذا المقال أصف المشكله أعطي أمثله, وأعطي حلول عمليه لتعديل أي سلوك لنفسنا أو لمن حولنا بخطوات قليله
حياتنا كلها مبنية على العطاء , لا إستمرار لأي علاقة تأخذ ولا تعطي , في مراحل طفولة الأبناء علينا أن نعتدل في كمية المشاعر المعطاة لهم, لأنهم تماما كالنبات جرعة ماء زائدة ستودي ليس بحياتهم بل بقناعاتهم وعطاءاتهم وحبهم لنا ولأنفسهم ولمن حولهم , طفلي الصغير سيكتسب في مراحله الأولى ما سيبنى عليه باقي حياته, إما أن يكون طفلا متوازن المشاعر يقاسم اخوته مثلا قطعة الحلوى أو طفلا أنانيا يأخذ ما له وما لغيره.أكبر حافز وُجد لتحفيزنا في تعديل سلوك أبناءنا هو أنفسنا, التجربه التي عايشناها سواءا كانت إيجابيه نقتدي بها, نكررها مع تجديد لتناسب الزمن الذي يعيش به أبناءنا أو سلبيه نتحاشاها, نتجنبها ,نوجد بديل لها نطالع تجارب الاخرين ونأخذ أنجعها.إقتناع من حولك بأسلوب التربيه لا يعني بالأفضليه انه الاسلوب الأصح, لا شك بأن من سبقنا أخرجو لنا مثلا رائعا من الأبناء الذين هم في الوقت الحالي الآباء والأجداد ممن يحملون المسؤوليه ويتمسكون بقيمهم ويحصدون نتاج تعبهم وتضحياتهم فيما مضى,على غرار ذلك نرى جيلا جديدا خالٍ نوعاً ما من أشباه تلك الأمثال, أشرتُ لنوعاً منا هنا تأكيدا على انهم جزء من الكل أي لا تعميم لأي قاعده. يسود على أبناءنا في الوقت الحالي سمة الأنانيه, يأخذون أكثر مما يقدمون , هنا عزيزي القارئ ستتسائل في نفسك : هذا الوضع الطبيعي , أنا اعمل لأقدم لأبنائي حياة جيده, أنا أٌعطي بلا حدود لأن هذا واجبي وهكذا رأيت والديَ من قبل يفعل, ولكن لو تمعنت قليلا لرأيت آباءا يعملون وأبناءا يبددون الأموال على المفيد والغير مفيد, لرأيت كذلك أم تعمل خارج البيت وداخله وأبنتها جالسة تراقبها بصمت بل وتطلب كأساً من عصير أيضاً !لا يجب علينا أن نحزن من أبناءنا لأنهم فعليا طبقو ما تعملوه , منذ السنه الأولى للطفل يبدأ بإكتساب كل هذه الصفات , لو نعود لما سبق سنكتشف بأننا منبع المشكله لاهم !لستُ أفضل أم عندما أُميطُ حاجيات ابنتي وابني وأُرتِبُ أسرتهم وهم جالسون أمامي , لستَ أفضل أب عندما تحمل الأكياس وإبنك بجانبك خالِ الحمل ,لستَ أفضل أب عنما تؤدي مهاهم لأنك تحبهم ولا تود إرهاقهم, لستِ أفضل زوجه عندما تقومين بالسباكه والنِجارة وأعمال ترهق جسدك وتبدد نعومة يديكِ.العطاء الغير موزون لاشك بأنه سيتحول لأكبر نقمة في المستقبل القريب, مع الابناء والاقارب والجيران في الاسرة في العمل في المجتمع , الرضى النفسي هو أسمى مراحل الرضى الذي يجب ان نسعى للوصول اليه وذلك لا يتحقق عندما نشعر بالظلم ,كذلك عندما نطمس حياتنا في العطاء وفعليا لن نجد أي بوادر لأخذ ما نتمنى, لن يكون هنالك كلمة شكر لاننا عودناهم على أن ذلك واجبنا , لن نجد هدية أو وردة لأن ذلك ليس من حقنا وايضا لم نبدي حاجتنا لها مسبقا, لن يكون لرأينا أي أهميه لأنه ما يعطى سابقا, لن يكون لنا الأولويه في حياة ابناءنا بالتالي العيش بوحده أو بيت العجزة هو المستقر النهائي لنا ! تخيلتم فظاعة الشعور؟! كل ذلك لأننا أحببنا أكثر من اللازم وأعطينا أكثر من اللازم.علم تعديل السلوك والإرشاد وُجد لهذا السبب, يمكنني تعديل سلوكي,سلوك أطفالي, كل من يربطني بهم صلة, بخطوات قليله ومتسلسله من خلال توضيح التصرف الخاطئ وتكرار التأكيد عليه,مثلا: طفلي يتلفظ بكلمات بذيئه , طفلي يتطاول علي ويضربني! ,بداية سأوضح له أن هذا التصرف خاطئ وغير مقبول , يجب تذكيره بأني الأم/ الأب وهو الطفل , وقانون الطبيعه يقول "ان الطفل تابع لأهله كلمتهم مسموعه , ويجب التأدب في الطلب والكلام" , بهذه الخطوه إن كان يجهل ذلك مسبقا هاهو الان يعرف وسيحاسب على أي تجاوز من قِبله, الخطوه التاليه تتمثل في تجريب ردة فعله أي من المؤكد أن أي سلوك جديد يحتاج الوقت لإكتسابه, إن أعاد التصرف مجددا سيعاقب بحزم وإن أحسن التصرف سيمدح ويثنى عليه. وعلى هذا النحو كل 21 يوم سنعدل سلوك واحد ننهيه ونبدأ بالذي يليه.في ختام الكلام يجب التنويه على أن صحة الانسان النفسيه هي الأساس, تزيد أهميةً عن المأكل والمشرب والمسكن, عندما أصل لمرحلة الرضى عن حياتي وعن نفسي سأجد مكاناً لي في العالم, سأجد إهتماماتي , أهدافي , سبباً للإستمرار في العيش, ستضمحل سمات الغيرة والحقد والحسد اللآتي سببهن الرئيسي مطب نفسي في الماضي, حق لي أُخذَ عنوة مني , أو حلم تمنيته ولم أحققه , بالتالي لن يهدئ لي بال عندما أرى غيري يحقق ما حلم به أو أعيش أزمة نفسيه وحسرة بقية حياتي ! كل ذلك مربوطٌ بالعطاء الموزون (مبدأ الأخذ والعطاء) . بقلم الاء شرفا
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مقال ممتاز .. بالتوفيق آلاء
رائعه
كلام ولا أروع... سلمت يداكي الاء