الموت جزء لا يتجزأ من الحياة، فكل شيء معرض للزوال،فتموت الأشجار والحيوانات وبالطبع البشر لكن هل هذه النهاية فحسب!
عندما نموت ينتهي كل شيء تُطوى صفحة الحياة والإنجازات والأحلام والطموحات، نغادر هذا المكان لوحدنا كما اتيناه يوما ما وحيدين، نذهب من خط الحياة ونختفي كأن لم نكن شيئا.
هذا ما يظنه البعض فالموت اذا ما ذُكر، جلب لهم القدر الكبير من الإستياء والخوف، لكن نظرتي تختلف عن هذا كله فأنا أجد الموت محطة كغيرها من محطات الحياة، نصل اليها، فنلقي بجميع أحمالنا و همومنا الدنيوية و نصعد بأرواح نقية مطمئنة، مستسلمة و مُسَلمة لله.
كيف نخاف الموت ونحن نعلم وجهتنا، أنه ليس قطار بوجهة غير معروفة، بل هو يأخذنا إلى أجمل وجهة سنصلها اطلاقا وهي حيث الله وحيث نرى أنفسنا لأول مرة على حقيقتها، بعيدا عن أجسادنا المادية و أفكارنا المحبة للتملك، نرى أنفسنا بأرواح نقية و نلمس نفخة الله التي طالما وجدت بنا.
الموت بالنسبة لي ليس النهاية، بل هو مرحلة أخرى، ربما لا نعرفها بالتفاصيل ونجهل كيفيتها إلا أن الأرواح لا تنتهي بل تنتقل إلى بداية جديدة، فكما قال جلال الدين الرومي في قصيدته (حين أموت) :
أنتم فقط ترون أني
أهبطُ القبرَ
الآن انظروا إليّ ارتفعُ
كيف تكون هناك نهاية
حين تغرب الشمس
أو يغيب القمر.
إنها تبدو كالنهاية
إنه يبدو كالغروب
ولكن في الحقيقة
هو الفجر،
هو الفجر بالفعل، الفجر لأرواحنا و توحدنا مع الله، أُعطينا هذه الحياة لنعيشها بكل حالاتها، بالحزن والفرح، بالشقاء والسعادة، ولكن حينما نموت يبقى شيء واحد وهو مقدار إيماننا بحب الله لنا و مقدار الإطمئنان والمحبة التي تسكن أرواحنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات