مُوَاجهَة تحكُمُها مَسَارات عِدَّة عَدِيدَة، يَبدأُهَا رَصُّ رصِيصٍ مِن المَلل ثُمَّ يُنهِيهَا بَصُّ بصِيصٍ من الأمَل.

يُطلَق مُصطَلح "تَمَاس" عَلى العَدِيد مِنَ التَجاوزَات والمُبالغات التَي تَعنِي خُروجاً طوعِيّاً او قسرِياً عَن إطَارٍ مَا مَع وجُود إمكَانِيَّة العَودة مُجدداً والإستِمرَار بِشَريطَة عَدم التَراجُع عند التنفِيذ او التَسجِيل مُباشرة بالشكل العَفوِي او العُنفوانِي، غُموضٌ وإبهامٌ بالتَّعرِيف، يَتّضِح المَعنى قليلاً عِند الحَديث عَن ما تؤدِّي إليه التَمرِيرَات الخَاطِئَة او ربَّما الصَّائِبة مِنها فِي كِلّ مِن المُنافَسات والمُناسَبات عَلى سبِيل المِثال، فالمُواجَهة تَكاد تَنحصِر بَين طَرفيْن "خَصمَين" لِأهدَاف مُحدَّدة مُسبقاً وغَير مُعلنَة لاحِقاً، ، كُلاً حَسب خُطَّتِه، كالبَحث عَن الصَدارة مثلاً، او الاتّفاق على كَبحِ الخِلافَات والإختِلافَات بشَتَّى أنواعِها، أماكِنِها وأسبَابِها، بِدايةً مِن تنازَع العناكِب عَلى سَفح الأرض وصُولاً الى مَا لانِهايَة من تَصارُع الكَواكِب على سَطح القَمر.


يَقترِب المَعنى مِن الوضُوح أكثر عِند مُحاولِة الإستِئنَاف ومُواصلِة الاستِيعَاب المَصحُوبَ بالحَذرِ المُفرِط، تَقارُب واقتِراب، خُطَّة مُحكَمة عَلى ان يَكون ذلِك الاقتِراب سَهل المَنال "مَجازِياً"؛ لا مَانِع مِن ذلِك حتَّى بِوجُود أدوَات إستِفهَام كثِيرَة وغير مُفِيدَة، مَسافَة بَين تَساؤلَات عِدَّة عَدِيدَة تقطعُها خُطوط وهميَّة للبَحث عَن المَقصُود، هَل ارتِكاب المُخالَفات هو السَبب؟ ام ذلِك الإحسَاس المُخِيف عِند ارتكاب البَعض مِنَّا بَعضاً مِنها؟ مَاذا يَدور أثناءَ الخُروج عَن الإِطَار؟ أيّ إطار؟ اجتِماعي، دِيني، نَفسِي ام مَعنوي؟ كثِيرَة هِي الأُطُر فِي حَياتِنا، أهِي كَارثة بِالفِعل؟ مُصَادفَة مُطلَقة بالمُواصَلة وإلتِقاء التَقدُّم بالهَدف؟ لِمَاذا؟ كَيف ومَتى؟ أسبَاب كَثِيرة تَصُول وتَجُول، هَرجٌ ومَرج لا يَزال غير مَفهُوم!!


تَوضِيح آخَر نِسبةً وتَناسُب؛ بالنِسبَة للمُواجَهة مَع الحَياة، فإنَّ للحَياة أهدَافٌ صائِبَة "مِن طَرفِها" أحدُهَا هوَ انَّنا اهلُ الثِقَة والثَقافَة مَهمَا اختلَفت مَراجِعُنا، طوائِفُنا، انتِماءاتُنا وأديَانُنا، ولكِنَّ الخَاطِئ والخَطِيئَة هُو نَحنُ ومَن مِنَّا وفِينا "مِن طَرفِنا"، كيفَ يَفقد البَعض مِنَّا ذلِك الكَبح مَع الحَياة؟ لِماذا يَقبل البَعض ان يُركَل طوعياً؟ هُم مَن خرَجوا عَن إطار المَألوف مُصطحِبين مَعهم الكثِيرين مِن أموَات العقول فِي مُنافَسات ومَساحَات لَا أمَل مِنها غَير الألَم.


هُنا الاقتِراب، هُنا المَعنى ليسَ "مجَازياً" وارتِكَاب المُخالَفة هو أسَاس الخُروج عَن المَألوف، عَن الطوع والتطوُّع، عَن التَرقُّب والتَرصُّد، عَن المُستَقبل، عن مُحَاوَلَات عِدَّة للتَملُّص مِن مَأزقِ الخَسَارة مُقابِل الأمَل، عن مُحاولة نَجاح للنِجَاة مِن مُحاوَلات ألَم عدِيدَة، عَن كُل مَا بَاءَ بالفَشل مِن حِلم الخُصوم، عَن كُلّ تِكرار يُقابِلُه إصرَار، عَن كُلّ فِكرة صَابت هَدف بَعد تَنفِيذ سَريع للمُخالفَة، عَن الشُّعور المُرعب فِي تَحقيق المُستَحيل، وأيضاً، عَن تأكِيد انتِماء، عَن الدِّفاع بَعد الوقُوف امَام هَجمة مُباغِتة وعَلى حِين غرّة، عَن كَشف الخَلل، آهٌ وآهٌ وآه.


هُنَاك ثَغرَة ما قد تُسبِّب خَسارة، ولكِن لحظَة، لا تَفقِدوا الأمَل فلدَينا بَصِيصاً مِنه، ليسَ لأننّا مِن أهل التَفاؤل فقَط، بَل لأنَّنا بَشرٌ أحيَاء القُلوب والعقُولِ معاً، فبالرّغم من أنَّ التفاؤل حَليفاً مُحافِظا عَلى كامِل الأطُر إلَّا انَّ أشباه الأحيَاء لهُم مِن الأهداف تعارض تلك الشَريطَة بالتنفِيذ والتَسجِيل "تماساً لا إلتِماساً" وعَلى حساب أروَاح حُرَّة, لستُ حِيادِياً هذِه المَرَّة بل جَدِيّاً، فالمَفاهِيم كَثِيرة بِدايةً من تَدارُك الفُرصة بَعد ارتِكَاب الخَصم مُخالَفة مِن جِهة، وفَضّ الارتِبَاك مِن جِهة أخرَى وبِالطُّرق المُتعدِّدة للبَقاء فِي إطَار يَجمعُنا مَع الحَياة لنَتبَع جمِيعُنا بروتوكولات عِدَّة اوّلُها طاعَة ولاة الأمر، تالِيها ثَباتاً فِي الرأي والمَوقِف، يدنُوها إعَادة إحيَاء العُقول والبِدء في إحصَاء النِعم بالبُعدِ عن أهلِ النِقم، نَقاءٌ وصَفاء، وضُوح، ثم الانضِمام الى أصحَاب الولاء والفِداء، ليسَ عناء بِقدر مَن يتراقَصُ على حُبِّ الأوطَان مِن أهل النِعم وأصحَاب النَغم.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة