عَن تَسلُّط عدِيمي الحيَاء والأسوَة عَلى النِسوَة دُونَ وَعيٍ وَبِكُل مَا تَحمِلُه مَعانِي القَسوَة؛

يَتنافسُ البَشر هُنا وهُناك بَين الحِينَةِ والأُخرَى وعَلى كَـافَّةِ الأصعِدَة، فالتَحضير للمُنافسَة لَا يَحتاج إلى العَشوائيَّة؛ بَل إلى الإستِعداد، التَخطِيط، التَرتِيب ثمَّ تَحديد الأهدَاف، كِلاهُما عَلى حِدَّتِه ومُدَّتِه، قَد تَكون المُناسَبة هِي مَن تَلحَق بِالمُنافَسة وكُلاً حَسبَ أولوِيَّتِه وتَرتِيبِه، مَنطقيَّة بَحتَة ومِن لوجِستيَّات الحَياة، هِي أساساً مِن مَعانيها وبالتَّأكِيــــد لَا مَانع مِن إضافة الإيمَان فِيها، وعَن النَتائِج فإمَّا بَهجةٌ أو نَهجَة، هِي بِكافّة الطّرق حقِيقَة وواقعٌ يَسرِي بَين لحظَات عِدَّة، قَد تُقلَب فِيهَا المَعايير مُقابِل مُفتَرق الطُّرق المُفتَعل؛ فَإمَّا التَسنُّع أو التَصنُّع.


تَعلَّمنا، فَهِمنَا واحتَوينَا الكثِير، كَم مِنَّا وبَينَنا مَن يَبحَث عن صَمّام الأمَان والسَلامة بينَ كافَّة التَفاصِيل، وحتَّى المُحايِدة مِنهَا، ليسَ فقَط كذلِك، وإنَّما فِي مُواجَهة الظُروف وتَلاكُم التَحديَّات وجهاً الى وجْه قبلَ أن تُنهِي أو تَنتَهي حيَاةُ أحيَاءٍ بِكلِّ مَا تَعنِيه الكلِمة وبِالضَّربةِ القَاضِية، وعَن الأسباب؟ تَرصُّدٌها تِلك المُخيِّلة عَن بُعد وتَتنصَّل مِن الإصرَارِ عَن البَحث مِراراً وتِكراراً على طُرقِ السعادة والكَفِيلة لإثبَات صحَّة النَظريَّة، وحَول العِلاج والتَّعافِي؛ فَلا يَكُون إلَّا بالتَّنازُل عَن القلِيل بِالكَثِير مِن الوَعي ليسَ أكثَر، وأمَّا عمَّن يَنقُض حَقيقة ذلِك فَهو أو هُم على عكسِ الإيجَابيَّة القُصوى ذاتِ الوجُود الإراديّ بالقوَّة المُفرِطَة والتِي تَطرد بَعض الوجُوه المُستعصِية مِن تَطارُد الأرواح السَّائِبة ذات الشُحنَات سَلبيَّة التأثِير عَلى حِسَاب أحد الطرفيْن ضِدّ الآخَر.


لحظَة؛ هُناكَ نُقطَة قَد يَتَّفِق عَليها الجمِيع، بَل وهِي التَّشابُه فِي الحُقوق والإختِلاف فِي الهَيئة، يَعني ذلك أنَّ هُنَاك تسَاويٍ فِي الكفَّة بينَما التَّنافُر يَكتمِلُ فِي لعلَّ وعسَى، بَينهُما، ليسَ علَيْهِما وفِي مَكانٍ مَا يَكشِفُ مَا طبِيعة علاقتِهما، مَا أشبَه ذلِك بِالمُواجَهة؛ طاقَم الحَكم زوجيّ، ذاتّي، ولِكُلٍ مِنهُم طَريقةٌ فِي الأدَاء، أحدهُمَا يُسهِّل تقدِيم البَعض مِن التَّنازُلات للآخر، مُقابِل الحَياة لا الرُّضوخ، وأمَّا الآخر؛ وليسَ التَعميم دلِيلٌ لهُ أو عنه بِأنَّ الشهوَة هِي هدفُ الإرتِباط، نَشوةٌ دونَ أيّ إشتِراط، بالطَّبع هِي أهدَافٌ غيرُ مُتساويَة، فَالنشوة هُنا هِي الرضُوخ، والحيَاة لا تَعنِي غَير الحَياة، السَّعادة، الفَرح، والكثِير مِن الإدرَاك، فِي مُقتَبِل العُمر وريَعَانِ الشَباب حتَّى الكِبَر ووصُولاً الى الهرم، فالشَهوةٌ هِي مَخفيَّة وبالعتادِ قَد تَكاد لفظيَّة وعن غير المُعتَاد، لربَّما يُفسرُهَا البَعض عَلى أنَّها عِنوةً مَحدوديَّة أو تَراجُع مُتأخِّر عَن الجديَّة، خُصوصاً؛ عِند صُنعِ القَرار ومَا يُخالِف العَيش بِكُلّ عقلاَنيَّة، أنظريّة البَحثِ عن غِياب الشّمسِ فِي وضَحِ الكُسوفِ هو تبرِيرٌ يكفِي لِحُضور القَمر فِي البَعض مِن الخُسوف؟


بِالمُواجهَـــة فِي هَذا الشَّأن، هُو و هِي، طَرفٌ يُقابِله طَرف، وهكَذا الآخَر وتِلك الأُخرَى وإلى آخرِه، مَرحلة مِن مَراحل العُمر ولا بُدَّ مِنها، تَجمعُهم سُنَّة الحَياة، تَدرُّج مُنذ الصِغر إلى الكِبَر، فِي كُلّ شَيء، حتَّى فِي بَعض الأهدَاف والمَعاني، فَمن هُو السَببُ فِي الخَلل؟ أمْ هِي التَراكُمَات؟ لنَبحث قلِيلاً قُبيلَ الوقوف أمَام التَراجحٌ والتَباجُح، عَجيبٌ كيفَ أصبحت كُلّ الأدلَّة غَامِضَة! لِمَا كُلّ هذَا التَّراجُع والتَّأخُّر مِن ذاكَ التقدُّم؟ وكيفَ ظهَرت الكثِير مِن الأعرَاض الجانِبيَّة فجأةً؟ كيفَ لِكلّ هَذا تَفسِيرٌ غَير الفَشلِ فِي البَحثِ عَن التّرافُق والتّوافُق؟


عَلى حدّ عِلم المُونولوجيا وبِالمنطِق المُتحدّث مَع كُلّ اللُغَات، يَكمُن الإنسِحاب فِي الكَثِير مِن الأسبَاب وعَلى سبِيل المُحال مِن المِثَال، كالإفرَاط في البِدايات، يعني مِن البِدَاية وعَلى حسَب النوايا، للأسَف بعَكس الطبِيعَة المَنشُودة، خَطوات قَد ابتَدأت بِالشَّكل المُعاكِس، مِن النَفير الى المَصير، لِتُصبِحَ وتُمسِي حياةً سريعة كالسُويعَات المُتَسارِعة مِن هولِ الآهات وإكتِمال المُلهِيات، عَن النُمو، عَن النُضج والوَعي نتحدَّث، هو إضمِحلالٌ أمامها ولا بَديل عَنه، ولَا لَهُ أيضاً، أيُّ نُضجٍ هَذا وقَد إمتَلأ الحُبُّ بِالنّقص؟ بِالخيَانة؟ بِالنِفاق؟ والكثِير الكثِير، غَرائِزٌ لا تَكفِي ولَا تَكتفِي مِن فَضّ الكِتمان، والبَحثُ دائِماً عمَّا يَصنع القسَاوة بِالرّغمِ مِن لِين الأزمَان، نَبتٌ وكبتٌ، كالأرواحِ المَحبوسَة بِداخِل قَارورة فارِغة مِن الهَواء والمُعرَّضة للإنفِجار فِي أيّ وَقت، لرُبّما تأثِيرَات وأسبَابٌ جذريَّة؟ أو لرُبَّما سَطحِيَّة؟ حتَّى وإن كَان ذلِك فَكيفَ بِالفِطرة تقِفُ أمَام الفِكرَة؟ أحيَاةٌ هِيَ بِلا أملٍ؟ أمْ هوَ أمَلٌ بِلا حيَاة؟ كَم هِي قويَّة كَانت تِلك النّاعِمة قبلَ التعرّض للخدشِ بتِلك اللكمَات مِن الكَلٍمات، أَمُناسِبة هذِه المُناسبَة لِنُطلِق عليها حُكمَ الحَكمِ والتّحرِيم بَعد إنتِصار القَسوةِ عَلى النِّسوَة؟

هِي اللميَاء، حَسنةُ المَظهرِ ومَن للقلبِ مِن مَعبَر، رَقِيقةٌ ولا يَلِيق بِها إلا الرِّفق، فَراشَةٌ اختَارت التَحليق بِكامِل حُريَّتِها وبَعيداً عَن أيّ ضوضاء، مَا بَالُ تِلك المَلامِح البشريَّة ذات الطابِع الهُجومي؟ ما الذَنب المُقتَرف غير أنَّها والكثيرِ مِن أمثَالِها اختَاروا أن يَكونُوا أحراراً في عالَمٍ اعتقَدوا انَّ الأمَان حلِيفه القرِيب، هَيهَات هَيهَات! كَم لِذلِك التَحالُف تَقلُّبات غيَّرت المَعنى بَعد اجتِماع لذلِك الشتات الأخلاقيّ والإستِماع للرّاقي الذكوريّ بِشكلٍ طارِئ وعشوائيّ لاَ يَنمُّ إلَّا عن جَهلٍ وحياةٍ بِلا وعيٍ ولا حتَّى كالإنسَان.

هِي الأنُوثة، النُعومَة، الدَلالُ والدَّلِيل فِي الحَياة، فَلِما لِتلكَ العَظمة أن لَا تَعيشَ إلَّا سَعِيدةً وبِكلّ سِلميَّة؟

تذكَّروا دائمـــاً مَن هِي، ولا تَنسُوا أنَّ المَعاني تَختبِئ بَينَ السُطور، كالحَياة، كالخُصوصيَّة، كُلّ شيءٍ قَيدُ الإنشَاء كَما يُقال، وبِالكِنَايَة عَنهُنَّ فالقَوارير هُم وصيّة السَّماء، أمَانَة مِن أمانَات الأنبِياء، مِيزانٌ مِن مَوازين الأرض والعَليَاء، فالمحبَّة والمودَّة تُشبِه كثيراً الأديَان، بَل هِي هُم وهُم هِي، لا يَعرِفُ أحدَهُما الآخر مِن البَوصلة إلَّا الإتّجاه نَحو السَّماء، جَمِيعُهم على الدَّربِ سائِرون، مَصيرُهم واحدٌ أحَد، رحمَةٌ وهو الصَّمد، وللحيَاة بَقيَّة ،،،



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد البطران "بطرانيات"

تدوينات ذات صلة