تحويل الفشل من خلال التجربة التي نخوضها وتحويلها إلى نجاح وتحتاج الأنفصال الكلي للبدء من جديد وإبراء ذمة من الفشل
إنّنا نخشى الإصابة بأمراضِ القلب والرئة في سنِّ الشباب، لكن المريض لا يَخشى شيئًا، بل يتمنّى أشياءً لم تكُنْ بالحُسبانِ، كَعجوزٍ يُعاني من مرضِ الزّهايمر، ينتظرُ أن يرزقَه الله أولادًا بعدما أصبح جِدّاً لأحفادٍ بالعشرينيات، كَرَاهبٍ ينتظرُ حَبيبته العَذراء على أبوابِ الكَنيسةِ المُغلَقة، كَمُخطِّطٍ لبناءٍ هندسيٍّ أوقفتْه الحكومة قَيْد الإنشاء، كَعودةِ فلسطين إلى ريّ الزيتون، والعراق إلى نَخيلِهِ، وسوريا إلى الياسمينِ الدمشقيّ، والعُروبة إلى شموخِها، وفتاةٍ إلى بيتِ أبيها بعدَ فضّ غِشاء بكارتها على يدِ سَكرانٍ وحَكمَ القاضي بالزّواج، كَعَودةِ الأيّامِ إلى مُدمِنٍ في جُرعاتِهِ الأخيرة، كَجُدرانِ المنازلِ المُهترِئة من أصواتِ الخلافات.
يقولُ أدولف هتلر:
"أصْعب خِيانة أنْ تخونَكَ صحّتُكَ والباقي روايات تافِهة"
كهذِه الروايات التافهة، التي نكتبُها بأيدينا ويسُطّرها الكاتبُ بكلماتِه المُزخْرفة، وتُخرِجُها القنوات الفضائيّة، ويُمثِّلها الأبطال، وتُصبِحُ قضيةَ الرأي العام، يتدخّلُ أصحابُ الاختصاصِ، وبالنّهايةِ نُصفّقُ لأنفسِنا على هذه الروايات بدلًا منْ حَلِّها، واستئصالِ جُذُورِها!.إنّنا نذهبُ للعملِ مُجبرين، نحن الكادِحونَ للحُبّ كما الفقر،
المُحبَطونَ بِكمٍّ هائلٍ من القراراتِ العشوائيّة، تلكَ الأجندة الخاصّة في قاعِ الدّرج تُحاكِي واقعًا مريرًا نجده كلّ يومٍ في عناوين الصُّحف، الاختلاس الماديّ، الرشوة أو مَا شابَه، تحويل ملفّاتٍ مُغلقة إلى مُكافحةِ الفساد، أعتقدُ أنّ الفسادَ في المجتمعاتِ له جذورٌ مُتأصِّلة، يُحوِّل المزارعين إلى كَفيفين صامِتين للحديث عن المحاصيلِ الفاسدة
إنّنا دائِمًا نبحَثُ عن البدائِلِ في كلِّ تجربةٍ نخوضُها؛ كالاستمرارِ بالدراسةِ أو البحث عن الوظيفة المثالية، أو اختيار شريك الحياة، نجِدُ أنّ الفشلَ لديه العَقَبات المُلازمة في تحقيقِ كلّ شيء، وأحيانًا تعُطيني القُوّة الكامِنة بِتخطّيها والوقوف من جديد، لكن في مرحلةٍ من المراحل تقفُ عاجزًا عن التخطّي أو القفز أو البدء من جديد، تحتاجُ الانفصال الكُلّي عن كلّ شيء، تحتاجُ إلى تفريغِ جميعِ الذّكريات والأفكارِ السلبيّة، إبراء ذمّة من الفشل، براءة اختراع في قضيّةٍ مُعيّنة، إنّ الذي يُعاني من الحرب سَيَصنعُ سلاحًا لها؛ لذلك ستجد الأطفال في غزّة أسلحتهم الحجارة بدلًا من استغلالها في بناء المنازل، ونُعطي الفقير خبزاتنا سيُقاسِمها مع فقيرٍ آخر.
التعليقات