لا شيء يبقى على حالِه نأخذ كُل شيء ونذهب , لكن كان علينا أن نقول وداعًا ونتذكر تاريخ صَلَاحِيَّةالصداقة

متى تبدأ الصَّدقات ومتى تنتهي ؟


في مرحلةِ المدّرسة


متثبت بوالدتي خوفًا من أعدادِ الطلبّة الضخمة أصرخ بصوتٍ لا أريد هؤلاء الطلاب

لم أكن أعلم أن المقعدَ ذو اللون البُني سوف يولد أول مكنونات الصّداقة

ستبدأ حكايات التواصل الفطرية في بساطةِ الشيء , شاركنا أقلامنا والحقائب

وأحيانًا سترة المدرسة الزرقاء خوفًا من عقابِ ذلك الصديق ,

من هُنا بدأت فكرة إنتاج أول مكنونة صداقة وتجربة شعور " التّضحية " للأصدقاء

لعصا المُعلم خطة إستراتيجية بتكوين السلوك في إعطاءِ ذلك الصديق السترة الزرقاء

أو تعلم الكذب في إخفاء تصرفاته الحمقاء وكلماته النابية أو تشتيت بعضنا البعض عن الدرس

كُل هذهِ التصرفات كانت من أجلِ عهد الأصدِقاء ومضى الوقت كالسيف وقطع أصدِقاء المدرسة جميعًا

مع إنتهاء تاريخ الصلاحيّة


في مرحلةِ الجامعة


تغيروا أطفال الحي واحِد تِلوَ الآخَرِ وجاء من احياء وقرى الأُردن بمختلفِ الأعمار والثقافات

وأصبحت المقاعد منفردة كُلٌ في مقعدِه لكن الإختلاف في المقعد لا يفسد للصداقة قضيّة

ستبحث عن شبيه لكَ أو لكِ يتقاسم تجارب المراهقة الفاشلة أو هروب المحاضرات

أو باكيت السجائر الأزرق وأقلام الشفاه ذي اللون الأحمر في المرافقِ الخاصه بالزميلات

من أجل ذلك الزميّل الوسيم , من هُنا بدأت فكرة إنتاج ثاني مكنونة الصداقة وتجربة شعور " الأمانة " للأصدقاء

ومشاركة التجارب السيئة من السجائر وأقلام الشفاه وحتى نقود المواصلات رُغم شح الحال

لهذهِ المشاركات خطة استراتيجية بتكوين شعور التقاسم في كُلِّ شيء وكانت من أجل عهد الأصدقاء

وذهبوا إلى اللاوعي مع الذكرياتِ الجميلةِ وتنتهي الصلاحية مع نزع روب التخرج .



في مرحلةِ الحياة


تلد لكَ الأم عشرات الإخوة بينما الأيام تلد صديقًا واحدًا

تغيروا الجميع منهم من سافر ليكون نفسه ومنهم من تزوج ومنهم من ضمهم القبر

وكبرنا مرة واحدة ولم يسمح لنا بأن نُحصي عدد الأصدِقاء على مهلٍ لنجلس وحدنا نُفكر

متى يبدأ الاِنفصال ومتى تنتهي الصَّداقة ؟

من كان الصديق البّاقي ؟ من كان الصديق الذاهب ؟

هل الصديق الذاهب هو المُذنب أم الظروف ؟

في الواقع الصديق الذاهب ترك كُل شي من الصداقة وذَهَب

قد يكون الصديق الذاهب بسبب الظروف لهذا السبب قد ذَهَب

لا شيء يبقى على حالِه نأخذ كُل شيء ونذهب ولكن كان علينا أن نقول وداعًا ونتذكر تاريخ صَلَاحِيَّة الصداقة



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد يوسف دبش

تدوينات ذات صلة