قصتي مع كتاب (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ)لمؤلفه لأستاذ جهاد الترباني
قبل ثلاث سنواتٍ من الآن كانت مادة التاريخ التي أدرسها في المدرسة أبغض مادة إلى قلبي بعد الرياضيات، و كلُّ من رأيتُهُ حينئذٍ يتكلم عن التاريخ من زملاء الدراسة كنتُ أفارقه حتى ينتهي من كلامه ذاك، و لذلك كانت نقاطي في تلك المادة ضعيفةً لدرجة أنني كنت أستطيع التنافس بها على لقب أضعف نقطة في المادة!
و لكن سبحان مغير الأحوال و مقلب القلوب، فعلى حين غرة أبصرت كتابا الكترونيا على سطح مكتب الكمبيوتر جذبني شكل غلافه و ألوانه الزاهية، و لفت انتباهي إليه عنوانه الكبير اللافت، و قد كان عنوانه (مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ)..
نعم.. ذلك الكتاب الذي ألفه الأستاذ الشاعر الفلسطيني الرائع جهاد الترباني كان باكورة الكتب التي طالعتها، و هو الباب الذي ولجت منه إلى عالم القراءة و المطالعة، و لكن أكثر شيء غيَّره ذلك الكتاب الجميل في نفسي هو تغييره لنظرتي نحو التاريخ!.
لقد كان ذلك الكتاب فاصلا حاسماً بين مرحلتين من شبابي.. فاصلاً حاسماً بين مرحلة العبث و الطيش و الضياع، و مرحلة الوعي و الثقافة و حبِّ التاريخ و كلِّ ما له علاقة بالتاريخ، فمنذ تلك اللحظة التي اكتشفتُ فيها عظماء الإسلام الذين لم أكن أعرف أسمائهم قط فضلا عن أن أعرف شيئا عن سيَرِهم و إنجازاتهم، منذ تلك اللحظة أدركتُ حجم ما أنا فيه و الشباب المسلم ككل من الجهل المعرفي و الخواء العلمي، فكانت تلك هي الانطلاقة نحو تقليب صفحات أمهات كتب التاريخ و التراجم الإسلامية للاطلاع على ما شاء الله أن أطلع عليه من الأحداث الرائعة و الشخصيات المؤثرة، و هأنذا اليوم أملك رصيدا تاريخيا و معرفيا لا بأس به ربما سيطول الأمر على كثيرين غيري لتحصيل مثله في ظرف ثلاث سنوات.. أقول ذلك إخبارا لا افتخارا، و كلُّهُ بفضل كتابٍ-و الفضل لله- وجدته دون إرادة مني على الكمبيوتر قبل ثلاث سنوات ففتحته و أنا الذي لم يكن يفتح الكتب، فقرأته و أنا الذي لم يكن يقرأ الكتب، فيا له من اتفاقٍ ذلك الذي يكون دون موعدٍ مسبقٍ ليجعله الله تعالى سبباً في تغيير حياة عبدٍ من عباده!!
و ما قلته آنفا لا يعني خُلُوَّ الكتاب من الأخطاء علميةً كانت أم أدبية، بل فيه منها الكثير، و قد بيَّنها كثيرٌ من الإخوة على اليوتيوب و مواقع التواصل الاجتماعي.. و لكن من غير الإنصاف و العدل أن نُبرز تلك الأخطاء و نتغاضى عما في الكتاب من روائع و إيجابيات.. و لذلك فإنَّني أعتبر الكتاب مما لا ينبغي على مكتبةٍ في بيت مسلم أن تخلو منه، و هو الذي أنصح الشباب ما بين (12-22) بقراءته خصوصا إذا لم يكونوا ممن اعتادوا على القراءة و المطالعة.
فجزى الله الأستاذ جهاد الترباني خير الجزاء، و زاده الله توفيقاً و نجاحاً على ما قدَّمه للأمة من عملٍ و جهدٍ كبيرين..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كأنك تصف حالي بالضبط مع مادة التاريخ في المدرسة ..... هنالك كتاب اخر يشبهه الى حد ما هو كتاب كيف اصبحوا عظماء ... شكرا لك