قمت بتلخيص رؤيتي عن الضرائب و طبقات الشعب الأجتماعية , مع تشبيه الحكومات كروبن هود تارة و الشعب كروبن هود تارة اخرى.

نحن نبحث دائما عن روبن هود الذي سيأخذ من الاغنياء ليعطي الفقراء و يغامر بحياته لينجد المحتاجين.


و ها نحن ننظر الى الضريبة في دول العالم لتكون الحكومة هي روبن هود الذي ياخذ من الاغنياء ليعطي الفقراء، و لكن هل هي فعلا روبن هود؟ هل هي فعلا تأخذ من الأغنياء لتعطي الفقراء؟


لو نظرنا إلى أنفسنا كاشخاص دخلنا حلبة المدمار الدائرية بالحياة بدورتها الطويلة التي تمتد ٣٠ يوم ،تبدأ مع أول وظيفة لنا و عند حصولنا على اول راتب نشتري اول هدية لأنفسنا و هكذا يبدأ مشوارنا بالصرف على الحكومة و عند صرف اي مبلغ صغيرا كان او كبير, حتى عند شرائنا رغيف خبز ندفع نسبة الضريبة المخصصة للحكومة، و كل ما اشترينا اكثر يرتفع المبلغ الذ تدفعه للحكومة, و كل ما ازداد راتبنا و دخلنا ارتفعت معه ضريبة الدخل و ازدادت دفعاتنا للحكومة، و يستمر السباق كل ٣٠ يوم دورة و كل سنة ١٢ دورة.


هنا سألت نفسي، هل فعلا انا ما ادفعه للحكومة سيعود للطبقة الفقيرة في المجتمع؟ هل اصلا انا ضمن الطبقة الفقيرة؟ اما انا من الطبقة الوسطى؟

المشكلة هي اننا جميعا نعمل لاجل ضريبة للحكومة و نحن جميعا طبقة فقيرة او وسطى، و الشيء الاساسي الذي يجب أن نتوقف عن فعله هو التوقف عن الشراء لأنك تقوم بالدفع لروبن هود مزيف و هنا اقصد الحكومة.


و نحن للأسف نسينا تلك الشركات و الموسسات و البنوك الكبيرة التي لا تدفع تلك الضريبة لأنهم بكل بساطة يملكون المال لتوظيف محامين و محاسبين يستطيعون تمليصهم من الضريبة لأنهم فقط يعرفون ثغرات القانون، فكم مرة سمعت عن مستثمر عليه قضايا ضريبية و خسرها و دفع للحكومة المبلغ المستحق عليه؟ كم مرة سمعت ان الحكومة فرضت على مستثمرين البنوك و الشركات الكبيرة مبلغ او نسبة ضريبة على ارباحهم النقدية و العينية؟


فالطبقة الغنية تقوم بالتحايل على القانون و نحن نقوم بدفع الضريبة, و هنا اشير بنحن كطبقة فقيرة و طبقة متوسطة.


و مع مرور الوقت استمرت هذه المعضلة إلى ما وصلنا عليه الآن، نحن نعيش في عصر تكبر الفجوة بين الطبقة الفقيرة و الغنية و الطبقة الوسطى تندثر يوما بعد يوم.

و يدور ببالنا دائما متى سيأتي روبن هود لينقذنا؟

و نسينا اننا نحن روبن هود أنفسنا.


وكوننا نحن روبن هود انفسنا , سأتحدث لكم عن حل هذه المعضلة المعقدة في تدوينات اخرى قريبة.


يزيد داود

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات يزيد داود

تدوينات ذات صلة