تدوينة تتحدث عن بعض المشاكل التي مررت بها في حياتي المهنية خلال 8 سنوات عمل في الأردن, شاركتها ليستفيد من يقرأها و يتعلم و يستفيد من تجربتي.


المقدمة:


نحن نعيش بمجتمع مشبع بكلمات محبطة تبقيك في مكانك مواجها تلك الضغوطات النفسية و الجسدية التي تتعرض لها بالعمل لانك تسمع دائما انه في حالة تركت عملك لن تجد عملا افضل،

او انك اذا تركت عملك سياتي شخص اخر يكون بمكانك بوقت قصير.



بسبب هذه المقولات و الهواجس التي بنيت عليها, عملت بشركة في الأردن من ٢٠٠٩ الى عام ٢٠١٧، متحملا تلك الضغوط النفسية التي وصلت الى حد التنمر و التسلط من مدير الشركة و الذي كان مؤسسها ايضا، كنت ارى و اسمع تلك السادية في كلامه و توجيهاته لبعض مدراء الأقسام مثل انه طلب منى اعادة الأجتماع باحد الموظفين و توبيخه مرة اخرى لانه و بكل بساطة "ما كان مبين عليه انو متدايق من كلامكم " تلك الضغوط خلقت عندي حالة نفسية صعبة من القلق لانني مهما عملت جاهدا لاتمام اي مهمة موكلة الي، للاسف لم تكن النتيجة النهائية مرضية لمديري و كان دائما يكرر "اذا ما بتعرف تعملها بجيب غيرك" او "انا مستعد اروحكم كلكم و اشتغل لحالي احسنلي".



و بشكل دائم كان هناك تشكيك بقدراتي الادارية و القيادية و المهنية، مثل هذا الموضوع خلق لدي نوع من انعدام الثقة بالنفس، هل انا جيد باي شيء؟ هل انا سيء لهذه الدرجة؟


الى ان جاء اليوم الذي تم انهاء مسيرتي المهنية بتلك الشركة، ثمان سنوات من العمل تم انهائها باجتماع مدته ٨ دقائق.


لقد حزنت حزنا كثيرا و لكن سؤالي كان،،


ما الذي حدث؟


البداية كانت مثلي مثل اي شاب عشريني يبحث عن وظيفة براتب مجزي لتلبي احتياجاتي الشخصية و الدراسية لاني كنت عازم على اتمام دراستي الجامعية, و كنت على مقاعد الدراسة الجامعية بذلك الوقت فرضيت بالعمل و اوقاته المتضاربة مع دراستي و جميع تفاصيله و قدمت الكثير من التنازلات تحت مبدأ ان مديري هو صديقي و سيقف بجانبي اذا احتجه. فكانت العلاقة كما اشبهها بشهر عسل مدته 3 شهور و بعد ذلك بدأ التعامل و الأسلوب و التصرف يتغير لاني اصبحت الموظف الخاضع و هو اصبح المدير الذي انا بنفسي سلمته السلطة المطلقة علي بتلبتي لأي طلب عجيب او غريب كان ردي دائما نعم سيتم عمل ذلك خلال 5 دقائق!.


هناك عدة نقاط كانت مسببة بشكل رئيسي على استغلالي بالطريقة التي تم وصفها و وصلت الى التنمر الإداري، و هي معرفة مدير الشركة بكل خفايا حياتي الشخصية و وضعي و حالتي الاجتماعية و حتى كان يعرف عن حياتي العاطفية مما ادى الى نوع من استغلال تلك الظروف بسبب معرفته باني سأبقى معه مهما حدث،


و عليه تم اتخاذي كعنصر مضمون دائما مهما حدث سابقى الشخص المخلص للشركة. ومن هنا اقدم النصيحة الأولى لكم اعزائي و هي: "طالما انت كتوم بحياتك الشخصية، ستكون اقوى بحياتك المهنية." لانه و بكل بساطة مديرك سيتلاعب بك و بمشاعرك لتنفيذ ما يريد او ابقائك بالعمل , و حتى كنت بكل مرة اطلب فيها زيادة بالراتب كان الرفض هو الجواب ,و هنا اريد ان اقدم لكم نصيحة اخرى و هي : اذا اردت ان تناقش مديرك بالمعاشات و الراتب فلا تخطئ و تدخل مديرك بدوامة حياتك الشخصة , استخدم ادائك و واجباتك و خبراتك و نتائجك و مستواك التعليمي للنقاش.


النقطة التالية و هي بسبب قلة الثقة بالنفس بيني و بين نفسي التي تراكمت خلال تلك السنين المنصرمة ادت الى الإقتناع المطلق بأن اي مشكلة يجدها مديري خاطئة بمهامي فهو صح و انا خطأ، جوابي كان دائما باني ساصلح الخطأ او الخلل خلال 5 دقائق, و جملة "اصلاح خلال 5 دقائق" كان كارثيا علي و على مسيرتي المهنية, لانه كان من واجبي ان اناقش مديري، فهو ليس مخلوق يملك الصحة المطلقة و انا ليس مرتبط معي الغباء المطلق، كان يجب علي ان احاوره و احاول ايصال وجهة نظري و اوجد نقاط مشتركة بيني و بينه. و و اتخذت قرارا مهنيا باني لن اقول اذا اردت اصلاح شيء باني سافعله خلال 5 دقائق لان ذلك يقلل من قيمة عملي و وقتي و ايضا يجعلني ابدوا مزعزعا كأني اوافق مديري على جميع نقاطه.


و ايضا كان الخوف من الفواتير و هاجس الألتزامات، هناك دائما فواتير قادمة لي بنهاية الشهر و هي كانت جزء لا يتجزأ من حالة القلق التي ادت الى الرضا بالموجود حتى لو كان حسابي الشخصي و التنازلات المهنية التي قدمتها خصوصا باني كنت على مقاعد الدراسة و كانت مصاريفي هي مسؤوليتي.


و هنا اقدم النصيحة التالية وهي مهمى كان حجم فوتيرك فلا تتركها تأكل تفكيرك، حياتك المهنية مفصولة عن فواتيرك و التزاماتك، فاذا لم تشعر بالانصاف بعملك فلا تجعل فواتيرك تبقيك مكانك و تجبرك على تحمل تلك الضغوطات.



مديري متنمر:


نعم كان مديري متنمرا , و انا لا الومه على ذلك لان المدير المتنمر يتغذى على ضعف و خوف الموظف الذي يقابله, فللاسف نعم انا قمت بفتح باب التنمر على نفسيى لاني سمحت بذلك,, و مديري كشخصية متنمرة قام بعمله على اكمل وجه و هو استغلال حالة الضعف و الأنكسار و الخوف الذي كان يراها من ردة فعلي عندما يناقشني باي موضوع.

نصيحتي لكم اعزائي هي لا تسمح بشعور الأنهزام او الخوف او الضعف يسيطر عليك , قم بما انت قادر على القيام به بوضع مديرك عند حده وجها لوجه , لانه في اسواء الحالات ستبدأ العمل عند مدير جديد.


ما مررت به هو الأن خبرة و عبرة سأرويها للجميع و سأبدأها بكم لانه ليس من العدل ان يمر اي شخص بما مررت به, و ارجو تكون هذه المدونة رسالة لاي شخص يمر بمثل هذه الضغوطات بأن ما يحدث معك الأن هو لفترة وجيزة و بعدها سينتهي و لكن لا تطيل هذه الفترة و لا تعطيها اكثر من حقها, افتح جناحيك و حلق فالعالم مليء بالفرص التي تنتظرك.


و شكرا


يزيد داود

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

جميل جداااا ان يبقى الانسان منصف من نفسه ويعرف غيره الاخطاء اللي وقع فيها عشان ميقعش غيره فيها...استفدت جداااا من المقال

قصة محزنة

إقرأ المزيد من تدوينات يزيد داود

تدوينات ذات صلة