ما الذي يبني العلاقات القوية؟ هل هو الحب؟ أم هناك أساس أقوى تُبني عليه كل العلاقات البشرية وخاصة بين الأزواج.

شرارة الحب القوية التي تنشأ بين شخصين، تجعلهم يرغبون في الأوقات الجميلة والسهلة، ومن أجل تلك الأوقات الجميلة قد يتهربون من المسؤوليات أو لا يرونها،فهم يريدون كل ماهو رائع ولامع، ومن ثم نجد أن ذلك الحب اللامع جدا حين ينطفئ ولو قليلًا يفقد الشخص القدرة على رؤية من أمامه كليًا، ويبقى على كل منها الجزء الذي تهربوا منه في البداية وهو مسؤولية تلك العلاقة، ما يجعلها في النهاية علاقة صعبة على الطرفين، فالحب قد يقيم علاقة مؤقتة أو انجذاب وقتي ولكنه لا يبني حياة، إذن ما الذي يقيم العلاقات القوية بين الناس عمومًا وبين الأزواج خصوصًا؟


إنها الرحمة والمودة، وهي درجة أعلى بكثير من مجرد الحب، إنها المرحلة التي يتكون معها كل ما سبق عن جمال وروعة الحب مع تحمل المسؤوليات، وأن نحافظ على المشاعر الجميلة بيننا في الأوقات الصعبة والأوقات السهلة، أن نحب الأخر ليس لمجرد كل مافيه من أشياء تلمع ولكن نحب ذلك الجزء المنطفئ ونحاول أن نمده بالضوء، إنه يبني علاقة يكون فيه كل شخص سكن للآخر يهدأ فيه كل الآلام والمخاوف والصعوبات التي تكون في خارج ذلك السكن، فالعلاقات القوية لا تُبنى إلا على الرحمة!…


على الحب أن يتخطى مجرد الحب إلى مرحلة المودة والرحمة وهي أعلى بكثير من الحب وتتطلب الكثير من الوقت والتعرف العميق على الشخص الآخر.


ماذا عن الرحمة؟

تأتي الرحمة في كل موقف صعب يواجهه الأزواج فتجعله سهلًا وتغلفه بغلاف المودة ليزداد القرب:


_ فهي التي تتجلى وقت الخصومة ، فالزوجين شخصان يعرفان بعضهما البعض جيدًا كل منهم يعرف احتياجات الآخر وما يحبه وما يؤلم قلبه، تأتي الرحمة هنا لكي لا يتوقف الزوجين عن فعل أمر يحبه الطرف الآخر ويعلم أهميته بالنسبة له، وأيضًا لكي لا يُقدم على فعل يكرهه ويعلم أنه سيؤلم قلبه لمجرد أنهما متخاصمان، لأنهما يعرفان أن على هذا الخصام أن يرحل، وما عليه أن يبقى هو الحب والمودة بينهم،.


_ ورحمة أخرى في مسؤوليات كل منهما، فحين يراها متعبة لا يثقل عليها في أعمال المنزل ويساعدها، وحين يكون في ضائقة مالية لاتثقله بالطلبات بل كل منهم رحيم يعلم حال الآخر وكيف يقف بجانبه.


_ والرحمة التي تجعلنا نتفهم النقص البشري، فالجميع قد يخطئ في بعض الأحيان وقد يقصر ، الرحمة تجعلنا لا نتوقع دائما الكمال والجمال، نتغاضى ونسامح ونساعد في إصلاح الأخطاء بالتحاور الودود مع المحبوب، حتى نبني لنا حياة نرحم فيها بعضنا بعضًا ونحب، ومساحة أمان وإطمئنان لا تشقى قلوبنا فيها.


يبقى الكثير من الصعوبات التي حين تتوافر الرحمة تقف أمامها،وتهون كل ما قد يحدث في رحلة بناء علاقة قوية، لذلك لا تكون العلاقات القوية إلا مع شخص رحيم.



ليس الحب أن يضحي المحب بحياته من اجل حبيبه بل ان يصنع معه تلك الحياة بكل تفاصيلها ومابها من مسار ومصاعب، أن يكون ذلك جنتهم في الأرض الذي يقودهم معًا إلى جنة السماء.



من أجمل الفيديوهات التي لابد أن تشاهدوها👇




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ولاء صلاح عبد الكريم

تدوينات ذات صلة