يا أميرةً حفظت نفسها، وعملت بشرع ربها، فلم تكسرها أمواج الفتن العاتية، ولم تضيِّعها بحارُ الحرام الهائجة!
يا أميرةً حفظت نفسها، وعملت بشرع ربها، فلم تكسرها أمواج الفتن العاتية، ولم تضيِّعها بحارُ الحرام الهائجة!
أخاطبك بكلِّ الحب الكامن في قلبي تجاهك، وبكل الفخر الذي يعتلي فؤادي لصبرك على ضنك هذه الحياة المريرة.
تعجز الحروف أن تسطِّر شجاعتك، قوتك، إيمانك العظيم بأقدار الله وحكمته.
إليك يا فتاة الإسلام، يا من حفظت قلبها وصانت عهد ربها، فرفعت شأنها في العالمين بثباتها وإيمانها بحكمةِ الله وقدره.
لا تغرنَّك أقوال السفهاء من الناس، الذين لم يسْلَم من ألسنتهم كل شريف،
الذين قالوا لك بنظرة ازدراء واحتقار " عانس"!
وكأنَّ بيدك عصاةً سحرية تتزوجين من أردتِ وقتما شئتِ!
هؤلاء لا يفهمون أي شيء، هم مجرد شوكة في حياتنا، علينا أن نقتلعها ونمضي كأنها لم تكن.
سيتحدثون مراراً وتكراراً عن عنوستِك!
بل أقصد فخرَك وإرثَك!
إذ كيف لفتاةٍ في عمرك تحمَّلت مشاق الدنيا، وصانت قلبها عن ذئاب هذه الغابة المفترسة!
سيحاولون خداعك، والإيقاع بك، ثم لا سمح الله إن وقعتِ في وحلهم لن تسلمي أبداً من حداد ألسنتهم!
لا عليك، المهم ألا تستسلمي لأقاويلهم التافهة!
إن الزواج، عقدٌ مقدَّس، وشرعٌ لصون النفس من الانجراف والانحراف نحو الحرام.
لكن ليعلم كل فردٍ فينا، أنَّ مالك الملك جل جلاله يختار لنا الأفضل دائماً.
فلا شك إن تأخر عنكِ الزواجُ لخير!
ربما بهذا التأخير صرف الله عنكِ ما لا تطيقين تحمله!
وربما أنجاكِ وأنقذكِ، لأنه يعلم بزواجك هذا من فلانٍ أو غيره سيصيبك ضرٌّ أو أذى!.
أنت حبيبة الله، لا يفرط الله بك لمن لا يستحقك!
وربما تأخر زواجك لأن الله يريد أن يكرمك في الأربعين برجلٍ ينسيك كل سِنِي عمرِك الماضية!
لقد قلتُ "الأربعين" لأنني استحضرت حالاً أمّنَا سيدة نساء العالمين وزوجة خاتم النبين صلى الله عليه وسلم ورضي عنها وأرضاها، التي تزوجت ثم طلقت ثم تزوجت فمات زوجها ومضى بها العمر دون زواجٍ وقد كان مثلُها مثلُك، تطمح بزوجٍ يحبها ويحفظها ويكرمها وتبذل كل مشاعرها الحانية له.
فصبرت وصانت نفسها، وجزاءُ صبرها أن أكرمها الله بأعظم رجل في العالمين!
وأنت كذلك صبرت، وستنالين بإذن الله وكرمه رجلاً يصونك ويحبك ويكرمك وتكونين ملكة في بيته أميرةً له.
وإنني أخاطبك لأوصيك أن ممرات الدنيا مليئة بالشهوات، والشيطانُ لكِ بالمرصاد!
سيفتح لك من الحرام أبواباً، ويغريكِ بنظرة من أحدهم ثم كلمة، ثم اتصال فلقاء فجريمة بحق دينك ونفسك!
إياك أن تُسَلِّمي قلبك لمن لا يستحق!
مشاعرك غالية ثمينة، صانها الله لتبذليها لزوجك، ولا مكان لما يسمى حبيبك قبل الزواج!
لو كان يحبك لخاف الله وطرق باب بيتك!
لو كان يحبك ما أغرقك في بحر المعاصي وذنوب الخلوات!
ولو أحبك بصدق لأتاكِ.
لأتاكِ هرولةً!
والحبُّ حبٌّ في طاعة الله ومرضاته، وكل حبٍّ سواه يغضبه، وإن غضب الله منكِ ابتلاك!
أعلم أن الطريقَ صعب، والمهمةَ شاقةٌ، لكن عليكِ أن تجاهدي نفسك.
لا تفتحي للشيطان باباً.
كلما طرق باب قلبك، أغلقي الباب في وجهه، وتذكري على الفور أن الله سيعوِّضك ويكافئك على مجاهدتك.
كم من لصٍ سرق قلب فتاةٍ ثم رماه في مكب النفايات بعد أن أشبع غريزته الحيوانية!
كمن من شيطانٍ فعل ذلك!
وأظنك سمعتِ كثيراً من الفتيات ممن تعرضن لهجمات من شياطين الإنس، كانوا يوهمونهم بالحب والزواج، ثم إذا ما جدَّ الأمرُ وطالبت الفتاة حبيبها بالزواج بعد الكثير من التجاوزات المحرمة، قال لها " أنا لا أتزوج فتاة مثلك"
تخيلي كسرة القلب وطعنته المميتة!
لك أن تتخيلي حقارته ومدى ندمك حينها، أن أرخصتِ نفسك من أجل من لا يستحق!
عدا أنك أغضبت رب العالمين الذي أمرك أن تصوني نفسك وتغضِّي بصرك، وتحفظي جسدكِ!
فتاتي العزيزة، إن من الضروري أن تعلمي يقيناً أن الإسلام لم يشرِّع حكماً إلا لأنه يعلم الخير فيه لك.
فالحجاب فرضٌ لأنه يقيكِ من النظرات العفنة الحقيرة من بعض النفوس المريضة.
و التزين ووضع مساحيق المكياج في الشارع وأمام غير المحارم محرمٌ لأنه يقود لفتنة!
يقود لطريقٍ كلنا يعرف نهايته!
ولبسك للقصير وكشف ساقيك وإبراز مفاتنك وعورتك باللباس الضيِّق كله محرم!
محرَّمٌ لأن الله لا يريد لك أن تكوني رخيصة.
يريد عفتك وطهارتك كمريم الصديقة عليها السلام.
يريدك أن تكوني كعائشة رضي الله عنها أم المؤمنين.
يريدك كزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكصحابياته.
يريد أن يحفظك من الأعين المترصدة، يريد لك الجنة وصحبة النبي صلى الله عليه وسلم.
لا تغتري بمن يقول لك أن مساحيق التجميل تلك تزيدك ألقاً وجمالاً!
أنت جميلة بطبيعتك، على الهيئة التي خلقك الله عليهاـ
جميلة بملامحك الساحرة، ببشرتك البرونزية والسمراء، وحتى البيضاء!
لا فرق عند الله بتلك الألوان، لا فرق أبداً، فالغالي عند الله من يتقيه ويخشاه!
وخسارةٌ ثم ندم وحسرة لكلِّ من تزينت لأجل أن يراها الشباب فيعجبوا بها!
الشباب يا عزيزتي لا يعجبون بالمتبرجة!
فهم يعلمون حقيقة وضعك لتلك المساحيق، وإن التفت انتباههم لك فسيلتفت غيرهم و غيرهم، كأنك تعرضين نفسك بثمن بخس!
كأنك بضاعة تروِّجين نفسك، وإبليس لا شيء أحب عنده من ذلك، والذئب إن رأى ذلك منك ووقع في نفسه، اتخذها فرصة بالمجان!
فرصة لا تعوض عنده!
فتاة ملفتة، وجسد رخيص!
إن الرجل مهما كان مستوى دينِه والتزامه، عندما يريد الزواج، يرتبط بمن عندها خلق ودين، فتاة لا تضع المساحيق التجميلية ولا تتعطر عندما تخرج من بيتها.
فتاة تخاف الله، تؤدي فرضها وتهتم ببيتها، حتى إذا خرج من بيته وغاب عنه، اطمأن قلبه أن في البيت زوجة تخاف الله فيه وفي نفسها!
فتاة تكون في كامل زينتها وألقها وجمالها لزوجها فقط!
أما عن الذين لا يهتمون لمثل ذلك فهم ليسوا بشراً، ديُّوثون هداهم الله!
والوقوع في شراك أحدهم مصيبة!
مصيبة لن تخرجي منها بسهولة، فربما يوقع بك ويجعلك فريسة لغيره، وربما يصل الأمر به لتهديدك إن رفضت له طلباً، فتظلين عبدةً يساق بها إلى الحرام حسب هواه.
أشغلي وقتك بما ينفعك، اطلقي العنان لروحك أن تزهر في بساتين الإيمان، لا تمنحي قلبك لأحدٍ إلا في الحلال.
وإن زلَّت قدمك وتعثرتِ مسبقاً فلا بأس عليك، توبي وتمنعي عن فعلتك وانهضي من غفلتك، وتوقفي عن إيذاء قلبك الرقيق الحاني، واتقِ الله.
ارضِ بما كتب الله لك، سيرضيكِ و يراضيكِ في الوقت الذي يراه خيراً لك ولمستقبلك.
أنا أقدِّرُ صبرك، وأعلم حقيقة مشاعرك الذهبية، تلك التي تخبئينها في قلبك وتنتظرين اللحظة التي تقعين فيها في الحب الحلال.
لذا أوصيك حباً أن تحافظي على صبرك وإيمانك وتحفظي مشاعرك، لأن الله سيكرمك.
سيدهشك برجلٍ يكون جنتَك.
فقط اصبري، فالصبر دواء، والجزع داء، ورحمة الله إن نزلت بالعبد بعد صبره زرعت السكينة في قلبه.
وداومي على الدعاء والاستغفار، كوني قريبة من الله حتى يكون قريباً منك ويكرمك بفضله.
فما ينفع أن تطلبي من الله شيئاً دون أن تلحِّي في الدعاء!
ما نَفْعُ ذلك إن لم يكن في الليل والناس نيام مع الكثير من البكاء!
كل الذين صبروا نالوا، تأكدي أن الله يحبك، حتى وإن تأخرَّ نصيبك، فهو وحده يعلم الخير لك، أين سيكون وأيَّ وقت!
إن كان لك نصيبٌ في شيءٍ ستنالينه وإن بدا لك استحالتُه!
حياتنا كلها ملك لله، سلِّمي أمرك له، فهو أرفق وأحنُّ عليك من نفسك!
قال تعالى: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب"
وقال: " إنَّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا"
وقال أيضاً: " إن مع العسر يسرا"
وقال: " وبشِّر الصابرين"
الله يبشرك!
تمسكي بحبل الله ولا تلتفتي لوساوس الشيطان، وتذكري أنَّ الأمر كله بيد الله، متى شاء سيكرمك، ولا تنسَيْ أن تُلحي في الدعاء، ألحِّي دون أن تملِّي، فوالله ما خاب من علَّق أمله ويقينه بربه، وحاشا لله أن يرد عبداً تمسك به ورجاه!
وفاء
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
عزيزتى وفاء تحية طيبة وبعد .. أنا لا أعرفك ولكن بعد قراءة كلماتك اسمحى أن اقول لك أنتى نصابة تبعين الوهم في كلمات براقة ولغة عربية ثرية بمعاني أخاذة رائعة الجمال ولكنها لا تصيب هدفا ولا تغنى ولا تسمن من جوع فرجاء توقفى عن هذا الهراء واغلقى أذنك وعيناك عن كل ما قرأت في الكتب والمؤلفات السابقة من حياتك وامسحى كل ما خزن في ذاكرتك وقلبك واعلمى أنه لا شيء واحد يقال في أى احتياج بشري إلا شرح لأسباب وكيفية الوصول للمراد غير هذا فمجرد هراء وزبد سيذهب جفاء ولا بد كما ذهب كل من تكلم قبلك بمثل هذا الكلام
أشكرك جداً عزيزتي سلسبيل
مقال رائع٠٠٠٠٠٠ استمري