الروح لها علاقة بالجسد والنفس والعقل، فالروح مع الجسم السليم والنفس المستقرة والعقل الراجح، لا تكون هي الروح مع الجسم الفاسد والنفس المضطربة والعقل المنكوس
الروح مخلوق لطيف شفاف يتشكل حسب جسم صاحبه، ومع ذلك فحجم الروح ليس هو نفس حجم الجسم، فالجسم قد يكون ضخماً والروح صغيرة، والجسم قد يكون صغيراً والروح كبيرة، والروح قد تكون ثقيلة وقد تكون خفيفة فمن الناس من إذا حضر في المكان سحب الهواء الموجود في الغرفة وشعر الناس بضيق في التنفس، ومنهم من إذا دخل انشرحت صدورهم وتنفسوا بارتياح، بل والأدهى من ذلك أن ثقيل الروح قد يُعدي خفيفها فتثقل روحه باطراد إن لم يتداركها بالانفصال النفسي والكف عن التشاعر مع الثقلاء، والتوقف الفوري عن محاولة تحبيب الناس فيهم أو إصلاح ما بينهم، وامتدادات الروح تطول، والروح تنمو باطراد وتنكمش، ولها أحوال عجائبية، وهي تلتقي بمن غادروا الحياة، وتحدثهم عندما ترتفع عن الأجساد في المنام، وتنبعث لعوالم أخرى ثم تعود، هذه الروح لها علاقة بالجسد والنفس والعقل، فالروح مع الجسم السليم والنفس المستقرة والعقل الراجح، لا تكون هي الروح مع الجسم الفاسد والنفس المضطربة والعقل المنكوس، لذلك بالإمكان تزكية هذه الروح وتطهيرها وغسلها بالماء والثلج والبَرَد، عن طريق تنظيف العين والأذن واليد والرجل واللسان من المفاسد الفكرية والأخلاقية، وتغذية النفس بنور الوحي، وملئ الحياة به حتى يستولي على مجامع النفس ومنافذ تفاعلاتها، ومن خلال ترتيب العقل وحراسته من الأفكار الفاسدة، والإلزامات غير اللازمة والعودة به إلى الحالة الفطرية الأولى، واطراح ما زاحمه من تقاليد غير نافعة وعادات غير سوية، وبهذا يتفرغ الإنسان لغسيل روحه بالنور وقناديل الحكمة البشرية التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيرا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جزاك الله كل خير
شكراً أمارا
ابدعت