لأول مرة.. عدسات لاصقة "ذكية" صينية تعالج الغلوكوما
ابتكر علماء صينيون عدسات لاصقة "ذكية" يمكنها تتبع الدواء وتوزيعه في العين ذاتيا وفقا لجدول زمني محدد.
وبحسب البحث المنشور في دورية "نيتشر كومينيكشن" (Nature Communications)
فهذه العدسات تراقب تغير الضغط داخل العين وعلى ضوء ذلك تطلق الدواء الذي يتوغل في مقلة العين ويخفض الضغط بمساعدة تيار كهربي ضعيف.
جدير بالذكر أن هذه هي المرة الأولي التي يتمكن العلماء من جعل العدسات اللاصقة حساسة بهذه الدرجة لتغير الضغط داخل العين وعلاجه.
الغلوكوما
الزَّرَقُ أو المياه الزرقاءأو الغلوكوما أو الجلوكوما هي أسماء لمرض ينشأ نتيجة ارتفاع الضغط بالعين فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري وإذا لم يعالج المرض يحدث تلف كلي في العصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار.
الغلوكوما (الزرق) مرض خطير جدا. فالضغط داخل العين يمكن أن يتغير عدة مرات خلال النهار بسبب الاجهاد وكمية السوائل في الجسم والتمارين الرياضية وفترات النهار، ما يخلق صعوبة في تشخيصه وعلاجه في الوقت المناسب. وهو مرض يصيب العين عند التقدم في السن بسبب تلف العصب البصري في العين مما ينتج عنه ارتفاع ضغط العين ومشكلات في الرؤية والإجهاد العيني. الزرق هو السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص كبار السن ويمكن منع الإصابة بالعمى بسبب الزرق لو بدأ العلاج مبكرا بما فيه الكفاية.
الكثير من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري. وفي حالة التلف الكامل للعصب البصري فإن ذلك يؤدى للعمى الكامل. لذلك فإن التشخيص والعلاج المبكر للزرق هما العاملان الرئيسيان للوقاية من الإصابة بالعمى بسبب هذا المرض.
المياه الزرقاء أو الجلوكوما (Glaucoma) هو مجموعة من أمراض تصيب العصب البصري تؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية للشبكية بطريقة مميزة.
يؤدي عدم العلاج من مرض المياه الزرقاء إلى تلف في العصب البصري ونتيجة لذلك يفقد المريض رؤية جزء من حقل بصره وهو ما يزيد تدريجيا وقد يؤدي إلى فقد البصر بالكامل..
ويؤدي ارتفاع الضغط داخل العين تدريجياً إلى إتلاف العصب البصري الذي ينقل المعلومات المرئية إلى الدماغ. وهذا هو السبب في فقدان الملايين في العالم حاسة البصر. وعادة ما يعالج الغلوكوما بقطرات العين أو بالليزر أو الجراحة. جميع هذه الأساليب يمكن أن تقلل من ضغط العين وتحسن دوران السائل فيها.
تكمن خطورة المرض في أنه يسبب فقدانا دائما للبصر (عمى)إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكرا، وللأسف فإن هذا التلف غير قابل للعلاج حتى ولو أمكن التحكم في معدل الضغط بعد ذلك وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ويبقى العصب البصري في حالة جيدة.
آلية العلاج
يمكن أن تساعد العدسات اللاصقة على علاج هذا المرض. إذا كانت حساسة لتغير الضغط داخل العين، ما يمنع فقدان البصر. واختبر الباحثون العدسات اللاصقة المبتكرة على الخنازير والأرانب، واتضح أنها ذات حساسية عالية يمكنها تحديد جرعة الدواء اللازمة.
هذه العدسات تتكون من طبقتين بينهما طبقة هوائية رقيقة. فعندما يرتفع الضغط داخل العين يتغير شكل مقلة العين قليلا، وهذا يغير حجم الطبقة الهوائية، وترصد الإلكترونيات هذا التغير وتصدر الأمر بإطلاق الدواء.
وهذه العدسات مطلية بدواء بريمونيدين المضاد للغلوكوما، فعندما يرتفع الضغط داخل العين ويصل إلى مستوى عال من الخطر، تطلق المنظومة اللاسلكية الدواء من الجهة السفلى للعدسة ويتوغل عبر القرنية في العين تحت تأثير تيار كهربائي في عملية يطلق عليها " الإرحال الأيوني " (Ionotophoresis).
تثبت هذه المنظومة داخل العدسات اللاصقة، وتحتوي على دوائر كهربائية ومستشعرات، مرنة جدا ولا تحتاج إلى سلك للتغذية، ولا تحجب الرؤية ولا تهيج العين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات