لطالما حدثتنا جداتنا عن الأزمان الماضية، عن الحرب والسلم،عن الثوراث العالمية والعربية وثورات الطبيعة أيضاً،
وأنا أكتب لكم الآن من زمن الكورونا.
من زمنٍ كنا نعيش فيه حاملين هواتفنا الذكية، ونلعن الروتين ونطلب دوماً الأشياء التي تُضيف لحياتنا الأكشن والتغيير،
ثم زارنا، زارنا فيروس صغير أغلق علينا الحدود والشوارع والأسواق، حتى أنه أغلق علينا بيوتنا ونوافذنا، ولكنه علمنا أن نفتح قلوبنا.
قبل فترة ليست ببعيدة كنا نضرب الأمثال ببعد المسافات عن الصين، الدولة التي كبر فيها الفيروس، ونستبعد أن يصل إلينا، ولكنه وصل كيف ولماذا المهم أنه وصل.وأعتقد بأن هذا الفيروس يحمل رسالة معينة ل 8 مليار إنسان في العالم، كلٌ باسمه وبلغته ودينه وجنسه ولونه، ولكنه يحمل رسالة أكبر وهي أننا جميعاً نقف مشكلين دائرة ورغماً عنا نمسك بأيدي بعضنا البعض، حتى لو لم نتصافح،
وبعدها دوائر أصغر وأصغر، حتى نصل لتك الدائرة التي علاها الغبار في قلوبنا. انفض غبارك عنها انفض معتقداتك عن الإنسانية والوطن والعائلة،
واحذر أن يأتي يومٌ عليك تحدث فيه أحفادك عن هذه الأزمة وتبدأها "بكان يا مكان" ثم انتهت الحكاية، كن بطل نفسك في هذه القصة بأبسط ما تملك، ابحث عن ذاتك عن حلمك عن ما تريد، هناك رسالة ما لك اصغي لها جيداً لعل فيها نجاتك.
البعض كان ذكياً لم يجلس ويتابع الأخبار ويندب حظه، فكثيرون استغلوا هذه الأزمة لصالحهم رغم جميع سلبياتها، صنعوا خلالها أنفسهم، وجدوا الأجوبة على أسئلتهم التي لم يجدوا لها جواب منذ سنوات، عندما أخذتهم أعمالهم وضجيج السرعة ونسوا ذاتهم.
التاريخ يروي قصصاً كثيرة عن أشخاص صنعوا من أزماتهم معجزات، في الحروب في الكوارث الطبيعية أو في انتشار الأوبئة، وهذا لا يعني أن نعيش في أحلام وردية ولا نٌلقي بالاً لكل ما يحصل، لا يغيبُ عن بال أحد أن هذا الفيروس سيغير الكثير من الأشياء بل ربما يغير التاريخ كله،
ولكن في خضم كل ما يحصل علينا أن لا ننسى أنفسنا، الحياة لن تتوقف كما لم تتوقف من قبل فالإنسان خٌلق قادراً على التكيف مع جميع الظروف.لا تجلس وتنتظر وتسأل متى ستنتهي هذه الأزمة، لأنها ستنتهي لا محالة يوماً ما، وعندما تنتهي حاول أن لا تكون في نفس مكانك
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات