هل يمكن لروح أن تشعر بألم روح أخرى؟ وهل من الممكن أن تحس بانقباض صدر شخص… ليس لأنه قريب منك فقط، بل لأنه نصفك الآخر؟

بقلم: د. طارق قابيل

________________________________________

🔹 من أين تبدأ الحكاية؟


هل يمكن لروح أن تشعر بألم روح أخرى؟


هل من الممكن أن تحس بانقباض صدر شخص… ليس لأنه قريب منك فقط، بل لأنه نصفك الآخر؟

وإن كان بينكما آلاف الأميال… هل يمكن أن تمر عليك لحظة غريبة تشعر فيها بمشاعر ليست لك، بأفكار لا تخصك… بل تخص شقيقك التوأم؟


في زمن صار فيه الإنسان يتحدث مع الذكاء الاصطناعي أكثر مما يتحدث مع نفسه، تظل بعض الروابط البشرية أعقد من أن تُفكّك ببرمجيات أو تحلّ بمعادلات… منها ما يسمّى بـ "تليباثي التوأم" أو التخاطر التوأمي.

لكن… هل هذا علم؟ أم خيال؟ أم مجرد حكايات جدات؟

________________________________________

🔹 توأمان في حلبة الحياة… وحركة واحدة!

دعونا نبدأ بحكاية خفيفة، ظريفة، واقعية تمامًا…

في إحدى مباريات منتخب مصر، التقطت الكاميرا صورة شهيرة لحسام حسن وأخيه إبراهيم، وهما في مدرجين مختلفين، وكل واحد فيهم بيضرب برجله الأرض في نفس اللحظة، بنفس الزاوية، وبنفس تعبير الوجه!

الناس ضحكت وقالت: "أهو التوأم بيتصرفوا كأنهم ريموت لبعض".

لكن الحقيقة إن المشهد ده بيتكرر، مش بس عند التوائم المتطابقة، بل حتى عند توائم ما شافوش بعض من سنين!

ولو كملت السهرات الرمضانية مع منى الشاذلي، أكيد شفت اللقاء اللطيف مع رانيا منصور وتوأمتها نورهان.

نورهان قالت جملة قوية:

"أنا بحس بمشاعر مش بتاعتي… بتاعت رانيا، وبعيشها وكأني أنا اللي فيها. ومش دايمًا ده كويس. ساعات بيتعبني نفسيًا جدًا."

لكن رانيا ردت بحبّ خفيف الدم:

"أنا مش بحس بكده بنفس القوة… نورهان هي الـ«Wi-Fi» الأقوى فينا!"

________________________________________

🔹 وماذا يقول العلم؟ هل التوأم فعلاً بيتخاطروا؟

العلماء ما يحبوش الكلام اللي فيه رومانسية زايدة… أو على الأقل، ما يصدقوش غير اللي يثبتوه بالورقة والقلم والمختبر.

تم إجراء تجارب كثيرة:

• توأم في غرف منفصلة

• أحدهما يتعرض لمحفز (ألم – صورة مفزعة – صوت مفاجئ)

• والآخر يتم رصد موجات دماغه (EEG)

النتائج؟

👎 معظم التجارب ما أثبتتش وجود تزامن غير طبيعي.

👍 لكن البعض أشار إلى احتمالات مثيرة للاهتمام… بس مش كافية لاعتبارها ظاهرة علمية مؤكدة.

________________________________________

🔹 تفسير ولا تليباثي؟

فيه تفسيرات أكثر واقعية بيقدمها علماء النفس والوراثة:

1. تشابه الجينات: التوأم المتطابق عنده نفس الحمض النووي، فبيتفاعلوا مع العالم بشكل شبه متماثل.

2. البيئة المشتركة: تربوا في نفس البيت، سمعوا نفس الحكايات، شافوا نفس المواقف.

3. نمط التفكير وردود الأفعال: تتشكل مع الوقت بنفس الطريقة، فبيظهروا وكأن في «بلوتوث» شغال بينهم.

لكن… هل ده يفسّر إن واحدة تحس بتشنجات أختها وهي في بيت تاني تمامًا؟ أو إن واحدة تختار فستان أختها من غير ما تشوفه؟ 🤔

________________________________________

🔹 حكايات أغرب من الخيال

• سنة 2009، "جيما" حست بضيق وقلق مفاجئ، جريت على بيت أختها "ليان" بدون سبب… لتجدها في البانيو مغمي عليها.

• توأمتان، واحدة في أمريكا والتانية في بريطانيا… الأولى حست بألم مبرح في بطنها، تبين لاحقًا أنه نفس توقيت انفجار الزائدة عند أختها!

• توأم يحلمان بنفس الحلم في نفس الليلة… قصة مسجلة من القرن 18!

________________________________________

🔹 وماذا عن العالم العربي؟

في مجتمعاتنا، أغلب حكايات التوأم تنتقل شفهيًا:

• "فلانة كانت قاعدة، فجأة قلبها قبض، قالت أختي حصلها حاجة"

• "دخلت المطبخ لقيت توأمي بيحضر نفس الأكلة اللي كنت بفكر أعملها"

• "قلبي حس… وطلع إحساسي في محله"

لكن للأسف، ما عندناش دراسات عربية علمية موسعة ترصد الظاهرة، أو تتابع سلوك التوأم عبر الزمن.

________________________________________

🔹 أين يقف العلم؟ وأين نقف نحن؟

العلم بيقول: لا أدلة قاطعة.

القلب بيقول: في رابط غريب فعلاً.

والتجربة بتقول: اللي ما حسّش بده، مش هيقدر يصدّق.

والفيلسوف مصطفى محمود كان يقول:

"الروح لها قوانين غير قوانين الجسد… والعقل لا يفهم كل شيء، لكنه يشعر."

أما أحمد مستجير، فيبتسم من طرف قلمه ويقول:

"بين الجين والوجدان… في مساحة إنسانية اسمها: الغموض الجميل."

________________________________________

🔹 في النهاية…

هل التخاطر التوأمي حقيقة خفية؟

أم وهم جميل خلقته الجينات والذكريات؟

أم أن هناك خيطًا رفيعًا بين الأرواح لا تلتقطه أجهزة العلم… لكنه يُحس بالقلب فقط؟

■ اختر الإجابة التي تشبهك…

■ وابقَ منفتحًا على الحكايات التي لا تزال تبحث عن تفسير.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة