وجدت اليوم الآلة الكتابة هذه فسمعت فوراً في مخيلتي صوتها في عصرٍ قديم وكتبت هذا النص

‎ماذا لو عُدنا للوراء ، نافذة يتسلل الهواء منها خِلسة ليراقص ستارة بيضاء بكل رقّة ، وغُرفة هادئة من كل صوت ماعدا صوت آلة الكتابة ، حيث كانت الكتابة بذلك الوقت تحديداً فنّ يصعب مناله ، فحين تكتب لصديقك او جارك او لشخصٍ. بعيد جداً رسالة ، فأنت تكتبها بكل مافيك من جهد وحُب ، تكتب لأجل أن تكتب ، لأجل ان تعبّر عن كل الاشياء وكأن مسؤليتك هي أن تحوّل الحياة بما فيها لحروف حروف تعاد قرائتها مراراً وتكراراً ‏ممتلئة برائحة الريحان ، تَكتب بكل حواسك وتُشكل صوت أزار تلك الآلة معزوفة هادئة ترسخ بذهنك للأبد ، في ذلك الزمن تحديداً ماكنّا نعبث بالأبجدية وكنّا نحبها وتحبنا تساعدنا بطريقتها الخاصة ان نُحِب ونُحَب كانت وسيلتنا الوحيدة لنترجم الشعور بسطر اوسطرين او عدد من الأوراق اللامتناهية ، ظرف يحمل بطرفه رائحة عِطر ، ووردة يابسة في منتصف الأوراق كأن الكتابة هي الحُب راقية وشاعرية وعفيفة وباقية في ادراج الذكرى لاخر العهد ، نُحن ترجمان رسائل ابائنا نحمل في وجوهنا اثار الكلمات وبأعيننا ماتبقى لهم من الشِعر ، نحنُ لانرى آلة الكتابة على انها مجرد " انتيكه " وانما نراها طريقُ اهلنا للحُب للقصص التي يقصونها علينا قبل النوم ، نراها زمناً حُلواً رحل ولكنه باقي فينا ، نراها تُشبهنا ونشبهها ولو كنّا من عصرٍ غير عصرها هي منا ونحن منها تاريخا طويلا كتبته لنا , وأغاني كثيرة وشعراً وفير هي ليست مجرد آلة للكتابة هي آلة للحب للفن للأغنية الأصيلة لحب أبي وأمي لكل البدايات الجميلة وكل النهايات المبكية هي ليست صانعة للظرف الذي يحمل بطرفه رائحة عطر فقط وأنما صانعة للذكرى باقية في ذهن كل من لمسها , المجد للآلة الكاتبة .

قالت فيروز : كتبنا وماكتبنا وياخسارة ماكتبنا كتبنا مية مكتوب ول هلا ماجاوبنا




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعة ❤️❤️❤️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات طِيب العمَد

تدوينات ذات صلة