- مش هتلاقي زيي ... - هو أنا تاركك عشان ألاقي زيك؟!
في دراسة لجماعات الشمبانزي تم نقل فرد من مجموعة تستخدم طريقة فعالة لكسر الجوز لجماعة أخرى تستخدم طريقة أقل فاعلية، ثم لاحظوا بأن فرد الشمبانزي هذا تجنب استخدام الطريقة الأكثر فعالية، واستعمل الطريقة الأقل فاعلية، في محاولة منه للاندماج مع المجموعة.
الأمر ليس مقتصرًا على الشمبانزي، ففي عام 1971م حين كانت الحرب في فيتنام في عامها السادس، كان أكثر من 15% من الجنود الأمريكيين الموجودين هناك مدمنين على الهيروين، و 35% جربوا تعاطي الهيروين، وأكثر من 20% كانوا مدمنين، وعلى عكس المتعارف عليه في ذلك الوقت بأن إدمان الهارويين هو أمر سائد ولا يمكن التعافي منه، فإن نحو ٩ من أصل ١٠ جنود أدمنوا الهيروين في فيتنام تخلصوا من إدمانهم عند عودتهم لديارهم بين عشية وضحاها تقريبًا!
كلمة السر هنا هي"البيئة المحيطة"، فما واجهه هؤلاء الجنود هو عكس ما يواجهه المدمن التقليدي الذي يصير مدمنًا في وطنه وبين أصدقائه، ثم يذهب لمصحة خالية من المحفزات فيقلع عن الإدمان، ثم يعود للبيئة التي سببت له الإدمان في المقام الأول، فيعود حوالي ٩٠% من مدمني الهيروين المتعافين للإدمان بمجرد عودتهم إلى بيئتهم الطبيعية من المصحة.
وربما أنت لست شخصًا ولد بطباع كئيبة وحزينة على الدوام ، قد تكون فقط عالقًا داخل بيئة عمل تعزز الكآبة وتغذيها، وقد تدهش لكم السعادة التي بإمكانك توليدها فور مغادرة هذه البيئة.
إذا كنت تمتلك العديد من العادات السيئة مثل التدخين أو الإدمان أو شره الطعام، أو كنت تجد صعوبة في في الالتزام بعادة جيدة، فقد لا يكون السبب هو ضعفك الأخلاقي أو ضعف عزيمتك وقدرتك على ضبط النفس كما يخبرك من حولك، بل ربما يكون السبب البيئة التي أحطت نفسك بها.
تذكر ليس الطبيعي أن نكون دومًا في حرب من أجل سعادتنا، لسنا ملزمين بإقامة حرب داخل أنفسنا وضد من حولنا في كل مرة نحاول اتباع حمية معينة، أو الالتزام بعادة مفيدة.
وبالتالي هذه المرة بدل إعادة محاولاتك الفاشلة لتغيير نفسك وتمني أن تصبح شخصًا أفضل وأكثر انضباطًا قم بخلق بيئة أكثر انضباطًا، بيئة يكون فيها سلوكك المنشود هو السلوك الطبيعي، فسواء أكان هذا عادلًا أم لا الحقيقة تقول بأن البيئة تلعب جورًا عظيمًا في ما نحن عليه، فنفسك تفرض عليك ضغوطًا داخلية شديدة للامتثال مع معايير المجموعة.
المصدر: كتاب العادات الذرية
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل :)