اللعنة! هل سبق أن راودتك رغبة في إطلاق سلسلة من البذاءات؟ أو ربما شعرت وكأنك تريد أن تركع على ركبتيك وتلعن العالم
نحن في عصر من الخلاف اللامتناهي حول ما هو مسيء أو غير مسيء
لماذا نسب؟ ولماذا نقمع أو لا نقمع الرغبة في إطلاق سلسلة من البذاءات؟
يقول عالم النفس تيموثي جاي: "إذا لم تدرس هذا النوع من اللغة، فأنت تفتقد جزءًا مهمًا من كونك إنسانًا".
من الناحية العلمية لا يبدو الميل للألفاظ النابية أمرًا سيئًا تمامًا، فبعض الأبحاث تشير إلى أنه قد يكون من الأفضل ترك القاذورات تتطاير، فما العلم من وراء السب؟
إلقاء الشتائم بدلاً من اللكمات
لماذا نختار أن نسب؟
يعتقد "تيموثي جاي" الأستاذ الفخري لعلم النفس في كلية ماساتشوستس للفنون الليبرالية أن: "هناك نقطة يكون من الأفضل فيها قول" F * & ^ you "بدلاً من ضرب شخص ما"،
الكلب أو القطة سيخدشانك أو يعضانك عندما يكونان خائفين أو غاضبين، بينما "تسمح لنا الشتائم بالتعبير عن مشاعرنا بشكل رمزي دون أن نفعل ذلك بأسنان وأظافر."
فالألفاظ النابية توفر ميزة تطورية يتيح لنا السب من خلالها التعبير عن المشاعر بسرعة مع تجنب التداعيات وحماية أنفسنا من الأذى الجسدي
العلاقة بين السب والذكاء
غالبًا ما يُنظر إلى استخدام لغة بذيئة على أنه علامة على عدم تمكن الشخص من التعبير عن نفسه بطريقة أقل هجومًا، أو افتقار المتحدث إلى المفردات أو حتى إلى افتقاره للذكاء.
ولكن أظهرت الدراسات أن الشتائم قد تظهر في الواقع استخدامًا أكثر ذكاءً للغة وليس أقل.
فنحن نختار أن نسب في سياقات مختلفة ولأغراض مختلفة: للتأثير اللغوي أو لنقل المشاعر أو للضحك أو ربما حتى نكون بغيضين عمدًا.
وجدت دراسة أجراها علماء النفس من كلية ماريست وجود روابط بين مدى طلاقة الشخص في اللغة الإنجليزية ومدى طلاقة الشتائم.
وتعد موسيقى الراب من المجالات التي تظهر فيها هذه النقطة بشكل واضح، فاللغة في الراب عنيفة غالبًا بسبب الحياة الصعبة لمغني الراب في الأحياء الفقيرة، هذه ليست قاعدة العامة ولكنها السائدة.
ويعتبر الراب من أنواع الفنون التي تظهر ذكاءً لغويًا في استخدام الكلمات والتلاعب بها وإعطاء معانٍ مزدوجة.
تسكين الآلام
هل سبق لك أن وجدت نفسك تسب بفظاظة بعد اصطدام إصبع قدمك أو علقك داخل زحام مروري؟
وفقًا لدراسة نُشرت في Frontiers in Psychology، قد تكون هذه الاستجابة أكثر من رد فعل غير عادي فقد تساعدنا في التعامل مع الألم.
كشفت الأدلة من الدراسات السابقة عدة تفسيرات لسبب هذا التأثير وتشمل هذه نظرية "تعديل الانتباه"، التي تفترض أن النظام المثبط للألم يستخدم عمليات إدراكية (أي تشتيت الانتباه عن كل ما يسبب الألم) لتقليل الإدراك العام للألم.
واقترحت بعض الأبحاث أن استخدام الكلمات البذيئة تثير استجابة عاطفية، مما يزيد من معدل ضربات القلب وتوصيل الجلد، مما يقلل بدوره من الألم.
في ضوء ذلك قارنت دراسة عام 2020 تأثيرات استخدام الكلمات البذيئة التقليدية "مثل كلمة F"، وكلمات مصطنعة للشتائم "مثل fouch"
درس الباحثون مجموعة من 92 فردًا سليمًا بمتوسط عمر 28 عامًا. تعرض المشاركون لمحفزات الألم غير الضارة، بما في ذلك غمر اليد في الماء المثلج.
سُمح للبعض باستخدام الكلمات البذيئة بشكل متكرر ، بينما سُمح للبعض فقط باستخدام كلمات الشتائم المصطنعة، بينما سُمح للبعض الآخر باستخدام كلمات محايدة فقط.
قام الباحثون بقياس تقييم العاطفة للأشخاص وتقييم الفكاهة وتقييم الإلهاء وعتبة الألم وتحمل الألم ودرجة إدراك الألم والتغيير من معدل ضربات القلب أثناء الراحة.
وجد الباحثون أن الشتائم التقليدية أدت إلى زيادة بنسبة 32٪ في درجات عتبة الألم وزيادة بنسبة 33٪ في تحمل الألم. كما أدى استخدام الكلمات النابية إلى زيادة تصنيف الأشخاص من حيث العاطفة والفكاهة والإلهاء، مقارنة بمجموعة الكلمات المحايدة.
على الرغم من أن الشتائم المصطنعة زادت من تصنيف الأشخاص من حيث العاطفة والفكاهة، إلا أنها لم تظهر أي تأثير على عتبة الألم.
يشير هذا إلى الاستجابة العاطفية للشتائم وتفعيل الاستجابة للقتال أو الهروب، فآلية الدفاع الطبيعية لا تطلق الأدرينالين وتسرع النبض فحسب، بل تتضمن أيضًا تسكينًا طبيعيًا للألم يُعرف باسم التسكين الناجم عن الإجهاد.
علاقة عاطفية ثنائية الاتجاه
في دراسة طُلب من المشاركين ممارسة لعبة فيديو إطلاق النار من منظور الشخص الأول من أجل إثارة الإثارة العاطفية في المختبر. لقد لعبوا لمدة عشر دقائق واكتشفوا خلالها بيئة افتراضية وقاتلوا وأطلقوا النار على مجموعة متنوعة من الأعداء.
كانت هذه الطريقة ناجحة لإثارة المشاعر ، حيث أفاد المشاركون بأنهم شعروا بمزيد من العدوانية بعد ذلك عند مقارنتهم بأولئك الذين لعبوا لعبة فيديو جولف.
قام المشاركون بمهمة الطلاقة في الشتائم، وكما كان متوقعًا تمكن المشاركون الذين لعبوا لعبة إطلاق النار من سرد عدد أكبر من الشتائم مقارنة بأولئك الذين لعبوا لعبة الجولف.
هذا يؤكد وجود علاقة ثنائية الاتجاه بين الشتائم والعاطفة لا يمكن أن تثير الشتائم استجابة عاطفية فقط كما هو موضح في دراسة المياه المثلجة، ولكن الاستثارة العاطفية يمكن أن تسهل أيضًا مزيدًا من الطلاقة في الشتائم.
في حين أن الشتائم قد تثير الازدراء بين البعض، تشير الأبحاث إلى أن هذه الممارسة تساعدنا في إدارة التوتر وربما توفر فوائد صحية قابلة للقياس. من تحسين تحمل الألم إلى تعزيز القوة البدنية والأداء الرياضي.
لماذا ندرس الشتائم؟
بعض علماء الاجتماع يخبروننا بأن الطريقة التي تؤثر بها الألفاظ النابية علينا تكشف عن عناصر من طبيعتنا ككائنات تطورية، يقول عالم النفس تيموثي جاي: "إذا لم تدرس هذا النوع من اللغة، فأنت تفتقد جزءًا مهمًا من كونك إنسانًا".
لماذا يدرس علم النفس الشتائم؟
الخبرة في مثل هذا المجال لها أهمية عملية مختلفة داخل وخارج مجتمع العلوم النفسية.
فهي مبرر للتشاور المتكرر حول القضايا المعاصرة الدائمة: هل السبّ ضار؟ هل يجوز للأطفال أن يسبوا؟ هل الشتائم لدينا تزداد سوءا؟
بالإضافة إلى تلك المتعلقة باستخدام الكلمات المحظورة في التلفزيون والإعلان والرياضة المهنية والراديو والموسيقى والأفلام.
فبالإضافة إلى التشاور مع وسائل الإعلام ، هناك حاجة إلى شهادات الخبراء في القضايا التي تنطوي على التحرش الجنسي والكلمات الهجومية وتعكير صفو السلام والازدراء.
بالنظر إلى الحاجة المستمرة لخبير للتشاور بشأن القضايا المذكورة أعلاه ، فمن الغريب أن مئات الأوراق حول الشتائم منذ أوائل القرن العشرين، تميل إلى نشأتها من مجالات خارج علم النفس مثل علم الاجتماع واللغويات والأنثروبولوجيا، وعندما يكون السب جزءًا من البحث النفسي، فإنه نادرًا ما يكون غاية في حد ذاته.
هل يسب الرجال دائما أكثر من النساء؟ وإذا كان الأمر كذلك ، فلماذا؟
بالطبع لا! "على الأقل في اللغة الإنجليزية"، حيث يصف مؤرخو اللغة الإنجليزية كيف أن النساء متعادلات مع الرجال في قيادتهن للإهانات والشتائم التعبيرية.
وفي عام 1673 عندما نُشر كتاب بقلم ريتشارد أليستري بعنوان "The Ladies Calling "، يقول فيه أن النساء اللاتي يشتمن يتصرفن بطريقة غير متوافقة بيولوجيًا مع كونهن نساء، ونتيجة لذلك سيبدأن في اكتساب الشخصية الذكورية.
اليوم ما زلنا في نفس المكان، فعلى الرغم من أن المرأة لا تزال تعتبر أقل استخدامًا لهذه الألفاظ من الرجل، إلا أننا نعلم من الدراسات أنها لا تفعل ذلك.
لكن الدراسات الاستقصائية حول المواقف تظهر أن كلا من الرجال والنساء يميلون إلى الحكم على المرأة بشكل أكثر قسوة، ويمكن أن يكون لهذا الحكم آثار خطيرة.
على سبيل المثال عندما تسب النساء المصابات بسرطان الثدي أو التهاب المفاصل نتيجة لحالتهن، فمن المرجح فقدانهن لأصدقاء وخاصة صديقاتهن.
وفي حين أن الرجال الذين يسبون على حالات مثل سرطان الخصية يميلون إلى الارتباط الوثيق مع رجال آخرين باستخدام نفس المفردات. إن فكرة أن السب وسيلة للتعبير عن المشاعر السلبية هي فكرة مقيدة بشكل أكبر بالنسبة للنساء.
لكن!
بالطبع ، لا تكون الكلمات البذيئة مناسبة دائمًا، ولا يؤدي استخدامها دائمًا إلى نتيجة جيدة، كما هو موضح في دراسة نشرت في مجلة اللغة وعلم النفس الاجتماعي، فإن استخدام الألفاظ النابية يمكن أن يؤدي إلى جعل الآخرين يفكرون بك بشكل أقل. ووجدت الدراسة أن أولئك الذين يسبون يميلون إلى إعطاء انطباع بأنهم أقل ذكاءً وجدارة بالثقة.
يقول بيرغن مثل أي أداة قوية يمكن استخدام هذه الكلمات "لأغراض بناءة أو هدامة"، وهي مستوحاة بشكل عام من المجالات التي تنتشر فيها المحرمات: الجنس ("*f") ، والوظائف الجسدية ("*sh") ، والدين ("الجحيم")، والكلمات التي تصف مجموعات أخرى من الناس (الكلمة n).
الكلمات في الفئة الأخيرة تميل نحو الهدَّامة لأنها "بُنيت حقًا للإهانة والتسبب في الأذى والانقسام والتشويه"، كما يقول بيرغن في الدراسات صنف الأمريكيون كلمات الشتائم الجماعية على أنها الأكثر هجومًا.
وفي الواقع هناك مجموعة من الكلمات الأخرى التي قد تكون أكثر هجومًا بكثير من "الكلمات البذيئة"، كلمات مثل غبي وأحمق، أو كلمات تسيء إلى المعتقدات الدينية لأي شخص، أو التعليق سلبًا على مظهر الناس أو حجم أجسامهم أو اختياراتهم للموضة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات