عُمق التواصل والشراكة من أهم عوامل إنجاح العلاقات واستمراريتها
لو سعينا في إنجاح أيّ علاقة كانت، يكون الهدف الأساسي منها هو تحقيق ذواتنا وضمان الإستمرارّية، نحنُ لا نُحقّق إرادتُنا فيها، فليست الإرادة هي التي تُصبح قوةً ودافعًا إنما القوّة والدوافع كُلها تُكمن في الأسباب التي تدفع بنا إلى القيام بعملٍ ما أو إحداث تبديل في السلوك الشخصي، فأيُّ علاقة كيفما كانت نوعها سواء حُب أو صداقة لا تُصبح أقوى وأعظم ولا تستمر إلّا بالتجاوزات
فكُلما سَعينا وتعلّمنا أن نتجاوز عن أخطاء بعضنا البعض وتجاهلنا قدر الإمكان زلّاتنا واخطائِنا كُلما ستزيد ثقتُنا في بعضنا أكثر فأكثر
فالأخطاء وحدها لا تُبرهن هشاشة العلاقة، وليس هُناك إنسان معصوم عن الخطأ ولو كُنّا نحاسب بعضنا البعض على خطأٍ قُمنا به لما استمرت علاقة على وَجه الأرض ولو لم نكُن نُخطئ لما نزلنا من الجنةِ إلى هذه الأرض، فالأخطاءُ تولِد المواقف وفي المواقف يظهر معدن كُل شخص، فالمواقف تُبرهن لكُ من يُحبٍّك وانت بكامل عيوبك وزلّاتك ومزاياك، لأن صدق المشاعر هي أن أقبل مواقفُكَ بإخلاص واتقبّلُك كما انت وأن أخلع اقنعتي واحجُم عن التمثيل فأظهَر لك على حقيقتي واتقبّل حقيقتُكَ واتعاملَ معك بشفافيّة وصدق وانفتحَ عليك لأُشعركَ بأمانٍ تامٍ معي، أنا لا أقصد أن نُهمل الأخطاء، ولم أقصد أنه لا يُمكنُنا أن نُحاسب بعضنا عن التصرّفات غير المقبولة، ما أُريد أن أُوضّحه أنَّ كَثرة التدقيق والتركيز في عُمق المواقف والأشياء والوقوف عِند كُل تصرُّف لا نُريد أن نراه في بعضنا البعض قد يُفسد جَمال الأشياء حتى لو استمرت العلاقة فلن تَستمر مُتعتها، فمواجهة الواقع على حقيقته بصِدق وشجاعة يبقى السبيل الوحيد إلى النُمو الشخصي والنُضج الإنساني.
ما مِن إنسانٍ على وجه الأرض معصومٌ عن الخطأ أو يملك الحقيقةَ كُلها، ولكن إذا ما تجاوزنا وكُنا على استعدادٍ لأن نُشارك الآخر في بعض الحقيقة التي لدينا، آنذاك يُصبح كُل منّا على بيئة أَكبر من الحقيقةِ كُلها، ولا شكّ أنّ الإنسانَ يُخطئ ولكن كُل إنسان فريدًا في عُمق كيانه، فلا تنسوا أنّ حَلاوة القهوة في مرارتها
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات