ربما تبدو عبارة مبتذلة، ولكنني سأقولها على أي حال: إرضاء الناس غاية لا تدرك
عندما يتعلق الأمر بمحاولة إرضاء الجميع وإدخال السعادة إلى حياة الآخرين، فإني أستطيع القول بثقة أنني قد اجتهدت بلا هوادة.
حملتُ في قلبي رغبة صادقة في رؤية الناس سعداء ومرتاحين، وكانت كل مبادرة تهدف إلى ذلك معلقة في ذهني كمشروع نبيل لا يقبل الفشل.
ولكن ,gللأمانة، النتيجة لم تكن على قدر التوقعات.
في سعيي المستميت لإرضاء الجميع، وجدت نفسي في تضارب مستمر للأولويات، كلما حاولت أن ألبي رغبة شخص ما يطلب المزيد، ويتوقع المزيد والمزيد. وكلما حاولت إرضاء الجميع عاطفيًا، زادت الطلبات الغريبة والمطالب اللا منطقية.
عندما يعرف الناس أنك متحمس لإرضائهم، يتم استغلال ذلك بلا رحمة، يطالبونك بمزيد من الجهد والتضحية، ويتجاوزون حدودهم المعقولة. ثم فجأة، يتركونك وحيدًا ومحبطًا، غاضبين ومستائين، لأن كل ما قدمته لم يكن كافيًا. ثم تندم على كل الوقت والطاقة التي استهلكتها في سبيلهم، وتشعر بالذنب والتأنيب الذاتي لأنك لم تستطع تلبية كل المطالب.
هناك حقيقة لا يمكننا تجاهلها، وهي أن مشاعر الآخرين ليست من شأننا، لا يمكننا التحكم في غضبهم أو سعادتهم أو استيائهم، توقعاتهم ومشاعرهم هي مسؤوليتهم الشخصية، فهي أمور تنبع من داخلهم وتتعلق بتجاربهم وآمالهم الشخصية، نحن لا نملك القدرة على إرضاء الجميع وليس من واجبنا ذلك.
لقد أدركت في النهاية أن هناك أمرًا أكثر أهمية بكثير من محاولة إرضاء الجميع، وهو أن تتبع مبادئك وتعمل وفقًا لما تؤمن به، قد يكون من المستحيل أن تجعل الجميع سعداء وراضين في كل الأوقات، فالأفراد لديهم احتياجات ورغبات مختلفة. لكن عندما تصبح وفيًا لنفسك وتتبنى أسلوب حياة يعكس مبادئك وقيمك، فإنك تبني صداقات حقيقية ومستدامة مع الأشخاص الذين يشاركونك نفس الروح والتفكير، قد تثير هذه المبادرة غضب بعض الناس، وقد يشعرون بالحزن، ولكن في النهاية، ستجذب إلى جانبك الأشخاص الذين يحترمونك ويقدرونك على أساس حقيقي.
فلنعترف بأنه من المستحيل أن نرضي الجميع، ولنتحرر من العبء الذي يفرضه علينا ذلك السعي المحموم. دعونا نفعل ما يتوافق مع قناعاتنا ومبادئنا، سواء أرضى ذلك بعض الناس أم لا. فالصداقات الحقيقية والسعادة الحقيقية تأتي عندما نكون أصادق مع أنفسنا ومع الآخرين.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات