حكاية غريبة عن النجاح المتأخر جداً والتحولات المفاجئة رغم الزمن
البحث عن رجل السكر
ذهبت ذات يوم إلي صالون ثقافي بمركز شباب راق خاص يدعي "بيت الرصيف" وكان بعنوان "البحث عن المُلهم" لعرض الفيلم الوثائقي "البحث عن رجل السكر" للمخرج السويدي مالك جلول. لست من مدمنين الأفلام التسجيلية أو الوثائقية وإن كنت أقدرها وأقدر صناعتها وقليلاً ما أشاهدها. ما جذبني في الأمر أن الدعاية عن الفيلم كانت أن هذا الفيلم عن الفرص الضائعة الغير مقدرة وكان النص الدعائي "الفيلم بيحكي قصة مغني الروك الأمريكي سيكستو رودريغز اللي ظهر في السبعينات بطريقة جديدة للغناء لكن الناس وشركات تسجيل الاسطوانات الموسيقية تجاهلته ولم ينجح فأختار إنه ينسحب ويختفي. لكن في مكان تاني بعيد، في جنوب أفريقيا أصبح رودريغز نجم أسطوري وموسيقته أصبحت رمز لمقاومة العنصرية وأنتشرت أغانية واسطوانته رغم أن حكومة الأقلية البيضاء منعتها، كل ده والرجل الذي يعشقون سماع أغنياته وملهم نضالهم، مجهول في بلاده."
كان موعد عرض الفيلم في السابعة وكعادة الأفلام التسجيلية بدأ بأحداث هادئة رتيبه قد يملها البعض ولكن الصابر دوماً هو المستمتع بالنهاية. لن أحرق الفيلم للراغبين بمشاهدته أو من يفكرون في الأمر فالفيلم ممتع ومثير يحكى عن فنان لاتيني ذو صوت بديع وموهبة براقة أنتج البومين غنائيان فشلا فاختفى وقيل عنه أنه انتحر في أخر حفلاته، ورغم ذلك انتقلت الاغاني عن طريق مستمع ما لجنوب أفريقيا ونجحت هناك بشدة في بلد بقارة أخرى بل وأصبح بطل شعبي لدى من لا يعرفونه هناك. أمريكا بلد الفرص قتلت فرصته في النجومية وأجهضت حلمه ونجح في بلد فقير ممل بعيد دون أن يعلم. صانع الفيلم أصر أن يبحث ويعرف أكثر عن هذا الفنان المغمور والغريب ليعرف التفاصيل الحقيقية لقصته ليفاجأ بعدة أمور كانت بعيدة عن التخيل أو الحسبان وخلال الفيلم تعرف من هو الرجل السكر، وللمفارقة ليس هو المغني.
بعد مشاهدة الفيلم جلسنا لنتناقش في تفاصيل الفيلم الممتعة والحقيقية ونتبادل أفكارنا عنه. الحدث ممتع ومشاركته في هذا المكان المميز أمتع وعلمني أن أفتح مداركي للجديد وأثق أن المجهود مقرون بالنجاح دائماً حتى لو فصلتهم عن بعض السنوات وأن الله إن حبا شخص بموهبة ما فذلك لسبب أكيد، وان لكل مجتهد نصيب حتي لو لم يلمسه في البدايه ولم يعرف عنه شئ بعد ذلك، الله سيسبب الأسباب ويرسل له من يخبره عنه. يذكر كذلك إن هذا الفيلم الوثائقي فاز بجائرة افضل وثائقي للعام 2012 خلال حفل توزيع جوائز السينما البريطانية البافتا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات