هل تعاني من الشعور بأنك الضحية الأكبر في هذا العالم الصغير؟؟!


هل تعاني من الشعور بأنك الضحية الأكبر في هذا العالم الصغير؟ هل ترى نفسك وحدك من يحمل همومًا لا تطاق في هذه الأيام العصيبة؟ إذاً، فأنت لست وحدك! يبدو أن الجميع في هذا العصر مظلوم ومقهور وروح معذبة لم يدرك العالم كم هي نقية وبريئة!


حتى النجوم والمشاهير يعيشون في بؤرة الألم والمعاناة هذه الأيام، ولا يكفون عن الشكوى والتذمر من همومهم الفريدة، من مشاكل الطفولة والصحة النفسية، إلى التعامل مع أزمة "ماذا أرتدي اليوم"، يعتقد هؤلاء النجوم العزيزون على قلوبنا أنهم يعيشون في جحيم حقيقي. لذلك قررت أنا أيضًا أن أتحدث عن همومي في هذا المقال، قد لا تكون بحجم همومكم أو هموم نجومنا، ولكنني أؤمن بحق كل امرئ بالتعبير عن نفسه!


في عالم مليء بالمتاعب والمشاكل، يوجد تحد يسكن قلبي وأومن بأنه يسكن قلب الكثيرين غيري ويثير قلقهم الدائم، وهو كيفية موازنة أكل السندويشة وإنهاء العصير في الوقت نفسه.

قد تبدو هذه المهمة بسيطة وتافهة، ولكن الحقيقة أنها قد تكون مهمة شبه مستحيلة.


بداية، دعونا نتطرق إلى السندويشة. فالسندويشة هي ذلك المنتج السحري الذي يجمع بين الخبز واللحم والخضروات لتشكيل وجبة لذيذة ومشبعة، وما أجملها من لحظة عندما تلمس السندويشة بيديك، وتستعد لإدخالها إلى فمك، لكن هنا تأتي الصعوبة الأولى: كيف تحمل هذه الوحشة الشهية دون أن تفقدها التوازن؟ فالأمر ليس بهذه السهولة، إذ تبدأ العناصر المكونة للسندويشة في الانفصال عن بعضها البعض، لتتساقط الخضروات على طاولتك وتنتشر الصلصة على يديك، وفي نهاية المطاف تجد نفسك تحتفظ برغيف خبز مفتوح مع قطعة دجاج معلقة على الحافة، إنها فعلًا مأساة حقيقية!


وبالطبع، لا يمكننا نسيان قضية الجمع بين أكل السندويشة وشرب العصير في الوقت ذاته، عندما نحمل السندويشة في يد والعصير في يد الأخرى، نكتشف أنه من الصعب حقًا القيام بكليهما في آن واحد، إما أن نبتلع لقمة من السندويشة دون شرب العصير، أو أن نشرب العصير بسرعة مذهلة دون أخذ أي لقمة، إنها مأساة تحدث أمام أعيننا.


فعلى الرغم من كون السندويشة والعصير اختيارًا سهلاً ومريحًا، إلا أن الجمع بينهما في نفس الوقت يمثل تحديًا حقيقيًا، لا يمكن للبشر أن يعملوا كسدادات للعصير المتدفق، ولا يمكنهم تمديد فمهم بشكل غير محدود لاحتواء السندويشة!


وهذا التحدي المأساوي يتكرر يوميًا في حياة العديد من الناس، في حياة الموظفين الذين يحاولون تناول وجبة سريعة خلال استراحة الغداء، أو حياة الطلاب الذين يسعون للتمتع بوجبة خفيفة بين الحصص المدرسية، كلهم يجدون أنفسهم في حالة من الفوضى.


بالنظر إلى هذا السيناريو الكابوسي، يمكن القول إن صعوبة موازنة أكل السندويشة وإنهاء العصير في الوقت ذاته قد تكون مأساة القرن الحادي والعشرين. فما الحل؟ هل يجب أن نستسلم ونتنازل عن إمكانية الاستمتاع بكليهما في آن واحد؟ أم أنه يجب علينا أن نجد حلاً إبداعيًا لهذه المشكلة المستعصية؟


قد يعتقد البعض أن استخدام الأدوات المساعدة قد يكون الحل الأمثل، مثل الشفاطات أو أدوات تثبيت السندويشة بشكل آمن بينما نشرب العصير، أو استعمال الأطباق المضادة للتسرب والأكواب المزودة بأنظمة ذكية للتحكم في تدفق العصير، أو ربما يكون الحل في إنشاء أداة مبتكرة تسمح لنا بتناول السندويشة والعصير في آن واحد دون حدوث أي كوارث، ولكن هذه الحلول قد تبدو غير عملية ومحرجة للغاية، هل يجب أن نحمل أدوات معقدة لتناول وجبة بسيطة؟ هل يجب أن نبدو كمخترعين عبقريين لكي نستطيع تناول الطعام بطريقة صحيحة؟


لذلك وفي الوقت الراهن ربما يكون الحل في البساطة، ربما علينا أن نستمتع بكل جزء من السندويشة والعصير بشكل منفصل، فلماذا لا نأخذ قسطًا من الوقت للاستمتاع بقضمات السندويشة بشكل مريح وبطيء، ومن ثم نستريح لحظة لنستمتع بالعصير بكل روعته؟ إنها فكرة بسيطة تجعلنا نستمتع بكل جانب من جوانب الوجبة دون تحمل أي ضغوط غير ضرورية، وعلينا أن نكون مستعدين لقبول الفوضى والفشل من حين لآخر.


وربما، فقط ربما، يأتي يوم تتحقق فيه أحلامنا ونتمكن من الاستمتاع بوجبة ساندويتش مع عصير دون أن نفقد التوازن.


ولكن حتى ذلك الحين، فلنستمتع بتناول السندويشة والعصير بشكل منفصل ونتمتع بكل واحدة بشكل مستقل.

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة