تريد تغيير العالم بلا مال ولا اسم؟ أوه، ها هما والداك يناديانك


لقد بدأت رحلتي كرحلة أي بطل خارق يحاول جعل العالم مكانًا أفضل، لقد كان لدي رؤية عظيمة وأفكار مبتكرة، لكن بمجرد أن أطلقت أفكاري المبتكرة، أدركت أن العالم يريد المزيد من المال، وليس فقط الأفكار الجيدة، من الصعب جدًا تغيير العالم عندما تفتقر إلى محفظة سميكة، لا يمكنك أن تطلب من الناس السعي للتغيير وهم يتضورون جوعًا ومنشغلون بفواتيرهم.


في البداية حاولت أن أحضر مؤتمرات وندوات، ولكن الحضور كان محدودًا للغاية، ولم يكن هناك أي محاولة للتغيير الحقيقي الذي أسعى إليه، كانت مجرد أحاديث مصفوفة ومكررة والكثير من الصور المحرجة لصفحات السوشال ميديا والتي لن يراها أحد أصلًا!


بعدها خطرت لي العديد من الأفكار العظيمة للتغيير الاجتماعي، مثل إقامة مطعم يوفر وجبات مجانية للفقراء، لكن بدلاً من ذلك، أصبحت أنا الفقير الذي يحتاج إلى وجبة مجانية!


وماذا عن فكرة إنشاء مدرسة للأطفال الفقراء؟ كانت فكرة رائعة حقًا، إلى أن أدركت أنني لا أمتلك حتى المال الكافي لشراء أقلام الرصاص، فكيف ببناء مدرسة بأكملها!


لذلك، قررت تغيير العالم بطرق أكثر بساطة، مثل الكتابة عن التغيير الاجتماعي على الإنترنت، ولكن لسوء الحظ، لم يقرأ مقالاتي سوى والدي!


ثم قررت اللجوء إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على دعم، قمت بإنشاء صفحة على فيسبوك وإنستغرام، ولكن للأسف، والدي كانا هما المتابعين الوحيدين! وكل ما حصلت عليه كانت ردود الفعل من والدي قائلين: " لقد نشرت صورة جديدة، هل تستطيعين أن تضعي إعجابًا؟"


كنت على وشك الاستسلام، لكنني جمعت شفات نفسي من جديد وقررت الانتقال إلى المرحلة التالية من خلال إنشاء لعبة فيديو تعليمية لتغيير العالم، اعتقدت أنها ستكون طريقة رائعة لجذب الشباب وتعليمهم قيم التغيير الاجتماعي. ومع ذلك، اكتشفت أن صناعة الألعاب تحتاج إلى فريق ضخم واستثمارات مالية ضخمة. لم أكن أملك سوى كمبيوتر قديم وبرمجة ضعيفة تستخدم في تشغيل متصفح الإنترنت.


وها أنا الآن، فاشل في محاولتي لتغيير العالم بلا مال وبدون أن يعرفني أحد إلا والدي! لكن دعوني أخبركم بسر: والداي لا يعرفان أنني فاشل!

تقوى يوسف

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات تقوى يوسف

تدوينات ذات صلة