فلسطين كانت بقيت وستظل الحبيبة الأولى والأخيرة. و ستبقى كريمة . شامخة عالية الجبين مرفوعة الراس رغم انف الاحتلال فلسطين حرة كالطير في السماء
والتاريخ يسخر من ضحاياه ومن أبطالهم،يلقي عليهم نظرًة ويمر._محمود درويش.يمِرُ مُرورَ الكِرام وَيُلقيّ نَظّرة على جثثهم المصفوفة على جوانب البلاد وحدودها، على أرصفة الطرقات والشوارع.يمر تاريخهم فتاريخ البلاد والتاريخ أجمع عليهم، يسحق كل ما يمر عليه دون أن يحفل ل ضحايا أو أبطال، فهم مجرد أدوات استخدمها ومضى عليها الدهر، ليسوا سوى معدات حربية لاستخدامٍ واحدًا فقط، بالطبع لن يذكر أن سلاح هو الذي نصر جيشًا بأكمله ولن يذكر اسم أحد الأبطال في سبب الانتصار على عدو البلاد، فإن قُتل سيُنسى كأنه لم يكن جنديًا مدافعًا يومًا، وإن بُتِرَ عضوًا فيه فلن يلزم بعد للاستخدام، يُنسى كأنه قُتل ويصبح نسيًا منسيا، ويمر التاريخ على فؤاد الزوجة ك رش الملح على الجرح الجديد ضاحكًا ساخرًا لما تستشعره من المرور عليها، وفؤاد الأم كالفتات لفقدانها وليدها العريس الذي زفته بالأهازيج والغناء والزغاريد مع فؤادها المهشم وفتاته لفراقه، فطفلُ الشهيد فؤاده بُني على حب الشهادة لرؤية والده وتقبيل جبينه المرفوع عاليًا، فَحالُ التاريخ الساخر قد زرع صفة القسوى على قلوب الشعوب للبلاد، بلادٍ حُكامها حالها ك حال التاريخ الساخر، تمر الحكامُ ساخرةً لكن بوجهًا مقنعٌا بالشفقةِ والعطف المُزيفِ تمسح على رأس اليتيم وتُقبل جبين الأم ذات فتات القلب وتعصر ليمونًا مملحًا على فؤاد زوجة البطل لكنه يرتدي قناع المواساة، فيبقى التاريخ ساخرًا والحاكمُ تابعًا لتاريخ بلاده، ويبقى الفؤاد ذو جرحًا لن يلتئم ليكبر الفتى ويصبح بطلًا منسيًا ويمر التاريخ ذاته على افئدة أحبته، فيمر التاريخ ويمرُ مرًا.
فلسطين,
كانت
بقيت وستظل، الحبيبة الأولى والأخيرة.
إننا من فلسطين وإننا إليها لراجعون، رغم الوقت الذي مضى والذي سيمضي بعيدًا عنها سنحى لها دومًا.
فلسطين لنا.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات