التعلم المصغر (NANO LEARNING) يرتبط بالتكنولوجيا وما توفره من وسائط متعددة ،،،،

من منا ليس لديه حسابا على وسائل التواصل الاجتماعي من فيس بوك أو تويتر أو انستغرام او تيك توك أو غيرها من الوسائل التي تربطنا بهذا العالم المترامي الأطراف أو حتى بريدا إلكترونيا ، كما أن نظرة العالم لمفهوم الأمية تغير إذ أصبحت الأمية الحديثة تعني الأمية التكنولوجية .ولكن هل فكرنا بكمية المعلومات التي تصل إلينا باستخدام تلك الوسائل ؟ التي قد تكون على شكل صور أو فيديوهات أو مواضيع مختصرة موجزة يسلط فيها الكُتاب على بعض الأفكار ، ونحن هنا لسنا بصدد أن نحقق في مدى مصداقية المعلومات التي نحصل عليها من وسائل التواصل الاجتماعي ، ولكن الفكرة هي أن حجم المعرفة والمعلومات التي تصل لنا عبر تلك الوسائل ضخم جدا لا يستهان به، فكل ما نفعله على السوشيال ميديا يعتبر تعليم وتعلم مصغر أو ما يطلق عليه NANO LEARNING ،

فالتعلم المصغر يكون من خلال جزيئات لا تقدم المعلومة بشكلها المتكامل، ولكن لابد لنا من التحقق من مصداقيتها قبل تداولها فهذا دورنا كأناس نتحمل المسؤولية ولدينا وعي تجاه أنفسنا وتجاه غيرنا، كما يمكننا أن نبحث في شبكة المعلومات عن المعرفة الواضحة والصحيحة ومحاولة ربط تلك الجزيئات التي تصل لنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي مع بعضها البعض لتحقيق معرفة متكاملة عن موضوع ما وبشكل صحيح .

وبالعودة لمفهوم التعلم المصغر نجد أنه من ضمن المصطلحات الحديثة التي تتداول في الوقت الحالي بكثرة، ويعني التعلم من خلال الأجزاء الصغيرة، وأصل كلمة نانو هي كلمة إغريقية قديمة تعني المتناهي في الصغر أو الشيء المقزم وهي مشتقة من كلمة (نانوس) . نستطيع أن نتعلم بشكل أفضل عند تقسيم المادة أو المحتوى العلمي إلى أجزاء صغيرة وتسليط الضوء على كل جزء للوصول لفهم متكامل وهذا ما أكد عليه خبراء وعلماء التربية ويسمى التعلم من الجزء إلى الكل أو من البسيط إلى المعقد ،

فالمعلم مثلا يستطيع أن يضع هدفا واحدا في الحصة الدرسية ويجزئه لعدة أهداف صغيرة حتى يسهل الفهم على الطلاب لكل هدف على حدا، ومن ثم ربطها مع الهدف الرئيسي الذي وضع في بداية الحصة الدرسية وبالتالي تحقيقه لدى الطلبة ،و هذا يعتبر تعلم مصغر.والذي ساعد المعلمين على تقسيم المحتوى والأهداف إلى أهداف صغيرة ومحاولة تحقيقها بشكل أسرع وأسهل هو استخدامهم للتكنولوجيا بما تشتمل عليه من وسائط متعددة كالصوت والصور الثابتة أو المتحركة والنصوص والفيديوهات ،التي باتت وسائل أساسية في الحصة الدرسية ، لا يمكن الاستغناء عنها لتسهيل وتسريع عملية الفهم لدى الطلبة وتحقيق الأهداف ،كما أن استخدامها ساعد المعلمين على مراعاة الفروق الفردية ووضع تصورات للمفاهيم المجردة لدى المتعلمين ونقلها إلى المحسوس ، فالتعليم التقليدي لم يعد مجديا أمام هذه التكنولوجيا التي تعتبر هبة للمعلم والمتعلم ، و يبدو أن مقولة ( أنا تكنولوجي إذا أنا موجود)، جاءت في محلها ومناسبة للعصر التكنولوجي الذي نعيش فيه.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات سهير الخواجة Suhair Al khwaja

تدوينات ذات صلة