دورات تدريبية لا تأخذها. لتعرف أكثر عن الدورات والبرامج التدريبية الوهمية وذات القيمة صفر ،فضلا اقرأ هذا المقال.

احترف التسويق الرقمي في اسبوع. تحدث الانجليزية بطلاقة بخمسين دينار فقط. سجل معنا لتصبح مدير موارد بشرية في اسبوعين فقط. سجل الان في الدورة الشاملة المتكاملة في العلاقات العامة والتسويق والمبيعات. عنوانين واعلانات براقة أصبحت تلاحقنا عبر منصات التواصل الاجتماعي لدورات تدريبية بأسعار خيالية، رخيصة بشكل مريب مهما اختلفت مدة الدورة ومستواها ومحاورها! دورات وبرامج تدريبية بأهداف ووصف مبالغ فيها، متناقضة، ومغرية للكثير من الشباب والشابات الباحثين عن عمل أو العاملين الباحثين عن فرص وظيفية أفضل أو مسمى وظيفي أعلى.

فوضى الدورات التدريبية

للأسف أصبح مجال التدريب والتطوير والدورات التدريبية فرصة لكل من يريد الربح السريع والانتشار السريع دون اي مجهود أو خبرة أو ادراك لأهمية هذا المجال ومتطلبات دخوله وأصبح العديد منا يقع ضحية عمليات الاستغلال التي تقوم بها ما تسمي كيانها أكاديميات أو مراكز التدريب المنتشرة بكثرة في الآونة الأخيرة. اعلانات ومحتوى رقمي يبيع الوهم والكذب والاحلام الزائفة والوعود بأرباح خيالية ووظائف والكثير غيرها بمجرد اتمامك للبرنامج التدريبي مع المدرب او المحترف مقدم البرنامج التدريبي والأكاديمية الممولة له. ولسنا هنا بصدد اطلاق احكام أو اتهامات لكن الهدف من هذا المقال تسليط الضوء على هذه الانتهاكات والاخطاء التي أصبحت في ازدياد مستمر في مجتمعنا للاسف، وتوعية شبابنا وجميع المهتمين بتطوير وتنمية مهاراتهم وقدراتهم في اي مجال عبر الدورات والبرامج التدريبية والتأهيلية المختلفة، كيف يمكنهم تقييم اعلانات وعروض البرامج التدريبية وكيف يمكنهم التمييز بين ما هو حقيقي وماهو مبالغ فيه او دون اي جدوى حقيقة تذكر؟ مع التأكيد أننا لا نقف هنا موقف الحكم لكن موقف التوجيه والتقييم بعد خبرة تتجاوز العشر سنوات في مجال تدريب وتطوير الموارد البشرية.

كيف تعرف اذا كان هذا البرنامج او الدورة التدريبية ذات محتوى حقيقي ومفيد لك؟ وكيف تقييم جودة هذا البرنامج وجدوى الاستثمار فيه قبل التسجيل؟

  1. ابدأ بمعرفة احتياجاتك الحقيقة وتقييم مهاراتك، لا تنتظر ان يقدم لك أحد او يقرر لك ماذا تحتاج لتنمي من مهارات أو تكتسب من معارف. أنت قادر على تقييم مهاراتك ومستواك سواء في عملك او في اي مجال آخر تهتم به
  2. اذا كنت صاحب عمل أو مؤسسة فيجب أن تحدد ماهي الاحتياجات التدريبية للموظفين؟ قيم عملهم، أدائهم، ومهاراتهم وبعد ذلك قرر ماهي احتياجاتهم التدريبية لتختار البرنامج التدريبي المناسب والمدرب المناسب للجهة
  3. "Do your homework" ابحث : ونقصد هنا أن تبحث باستخدام محركات البحث مثل جوجل او منصات التواصل الاجتماعي عن الدورة أو البرنامج التدريبي الذي ترغب في الالتحاق به، ابحث عن مراكز وأكاديميات تدريب تقدمه ولكن عملك لا يتوقف هنا بل يجب أن تبحث بعد ذلك عن المحاور والمحتوى التدريبي المرفق بهذا البرنامج التدريبي وتقارن بين أفضل خيارين مثلا لنفترض انك تبحث عن دورة في مجال التسويق باستخدام منصات التواصل الاجتماعي ووجدت العديد من المراكز التي تقدمها لكن مركزين فقط رسوم البرنامج معهم تناسب ميزانيتك أو موقعهم مناسب وقريب أو المدرب المسؤول شخص ذو اسم ومكانة شجعتك للتسجيل معهم، كيف ستختار؟ ابحث؛ هذا هو الجواب استعرض اهداف ومحاور البرنامج، ثم سيرة المدرب وخبراته التدريبية وبعد ذلك ابحث عبر جوجل عن محاور واهداف برامج مشابه في أكاديميات أخرى وفي دول أو لغات آخرى، وفي النهاية والأهم أن تبحث عن تقييمات ومراجعات آراء لمشاركين أو متدربين سابقين تعاملوا مع هذه الاكاديمية أو المركز التدربيبي قد يكونوا شركات أو أفراد. اقرأ آرائهم وتقييمهم للمحتوى والمدرب والاكاديمية وكادرها سواء عبر منصات التواصل الاجتماعي أو المواقع الخاصة بذلك.
  4. Don’t fall into the brand-name trap " لا تقع في فخ الاسم المشهور، أو العلامة التحارية: المقصود هنا أن تتذكر أنه ليس بالضرورة أن الأكاديمية أو المركز التدريبي أو المدرب، المحاضر صاحب الاسم الأشهر أو صاحب العلامة التجارية الأقوى والأكثر انتشارا وشهرة، أن يكون هو الأفضل، أو أن الدورة التدريبية معه ستكون أكثر قيمة، أو اعلى جودة. الأهم في العملية التدريبية هو المحاور والأهداف والمخرجات التي تناسب احتياجاتك أو احتياجات موظفيك، وفي مجال التدريب خصيصا لا ترتبط الجودة دائما بالاسم الاشهر أو العلامة الاقوى
  5. المدرب، محتوى الدورة التدريبية (الأهداف، المحاور، المخرجات المتوقعة، مكونات البرنامج، منهجية وطريقة طرح البرنامج) ثم الاكاديمية أو المركز (الشهادة والجهات المعتمدة والتصديقات والرسوم) هذا ما يجب أن تركز عليه ولا ننكر أهمية الشهادة وتصديقها واعتماداتها المحلية أو الدولية لكن شهادة دون محتوى ودون مهارة مكتسبة لن تؤهلك في سوق العمل وسرعان ما سيتم معرفة عدم قدرتك على آداء المهام المطلوبة منك وعدم جدوى هذه الشهادات التدريبية.
  6. لا تنبهر بعروض الدورات القصيرة والاسعار المخفضة، فمعظم هذه الدورات ان لم يكن جميعها "دورات مايكروويف" أو دورات "وجبات سريعة" تفتقر للمحتوى العلمي المناسب ولا يوجد لها أي أهداف أو قيمة مضافة تقدمها لك، فمن المستحيل وغير المنطقي أن يصبح أي شخص محترف لمهارة معينة في اسبوع او شهر حتى. وهدفها الأول والأخير هو جمع المزيد من الأرباح باستغلال حاجات الشباب للعمل واستقطابهم بالاسعار المنخفضة والعروض الاخرى
  7. لا تسعى لجمع الشهادات التدريبية والتقديرية، للأسف في اغلب حواراتي مع الشباب اكتشف انهم مهتمين جدا بجمع العديد من الشهادات التدريبية لغايات التوظيف والفكرة الشائعة عند الاغلب أن هذه الشهادات تزيد من قوة وقيمة سيرتهم الذاتية وأن هذه الشهادات هي كل ما يهم أصحاب الشركات، وهذه فكرة خاطئة حتى وان كانت شائعة وموجودة عن العديد من أصحاب الاعمال لكنها ليست صحيحة، فعدد الشهادات التي حصلت عليها لا يثبت أنك شخص صاحب مهارات أفضل أو أعلى من غيرك بل عملك ومهاراتك وانتاجيتك هي التي ستثبت ذلك، أو قدرتك على تحويل هذه المعلومات والمعرفة التي اكتسبتها من هذه الدورات التدريبية الى مهارات وأساليب تساعدك في أدائك الوظيفي وفي تأدية مهامك الوظيفية باحترافية أعلى ووقت أقل وانتاجية أعلى هي ما يميزك عن غيرك
  8. الاحتراف يأتي من العمل والعلم والتدريب معا ولا يمكن ان تصبح محترف في مجال لم تمارسه عبر الدورات التدريبية فقط، فالدورات التدريبية لا تصنع محترف العلاقات العامة او محترف التسويق والمبيعات وغيرها الكثير من المسميات، لكن التدريب المقترن بالممارسة والعمل في المجال والفشل والنجاح هو من يصنع المحترف، الاحتراف ليس شهادة

الدورات والبرامج التدريبية جزء مهم وفعال جداً في حياة أي شخص، لكن الأهم من ذلك هو تقييمك لنفسك وقدراتك ووضع خطة واضحة لمسارك العملي لتساعدك في استثمار وقتك وفكرك ومالك في دورات تعطيك العائد الاستثماري الامثل في نفسك ومستقبلك العملي لاحقا. لا تبحث عن شهادة أو اعتماد. ابحث عن قيمة مضافة وحقيقة وعن شخص قادر على تقييم مهاراتك و تزويدك بأهم المعارف والمهارات التي تحتاجها وتمكينك في مجال عملك، ابحث عن مدرب أو مركز لا يبيع قوالب جاهزة.




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات افهم تسويق مع منى المصري

تدوينات ذات صلة