هل تتشابه أيام الأسبوع بالنسبة لك؟ أم أن يوم الخميس يوم مختلف عن جميع الأيام؟!

ننتظر يوم الخميس على أحر من الجمر، ونعد الأيام بدءاً من يوم الأحد مروراً بالاثنين وعندما يصل الثلاثاء نقول (هانت)، ثم يأتي الأربعاء فيزداد شوقنا ونترقب شروق شمس يوم الخميس والصبر يكاد ينفذ، وأخيراً يصل الخميس وما أن يُعلن عن انتهاء ساعات الدوام الرسمي حتى نغلق أجهزة الحاسوب ونترك الملفات والأوراق مبعثرة على المكاتب ونغادر سريعاً مكان العمل فلا يرى منا إلا غبار أقدامنا منطلقين لإجازة نهاية الأسبوع التي انتظرناها بشوق منذ يوم الأحد.

وكأن الحياة تبدأ في مساء يوم الخميس، وكأن بقية أيام الأسبوع أيام عجاف لا روح فيها ولا حياة، والغريب أن الجميع على اختلاف أعمارهم ومستوياتهم وطوائفهم موظفين أو طلاب يتفقون على ذلك! عندما أفكر في هذا الأمر وأتأمل فيه جيداً أجد أن السبب الرئيسي لذلك هو ضغوطات العمل فساعات العمل تصل إلى 8 ساعات بمعدل 40 ساعة في الأسبوع وقد تتجاوز ذلك، موزعة خلال 5 أيام متواصلة أو 6 أيام، كما أن ساعات العمل قد تمتد للفترات المسائية عند البعض، والبعض الآخر يحمل ما تبقى من أعمال وملفات لإكمالها في المنازل، يا للهول! إذاً لا شك بأننا سنمجد الخميس ونبجله!!

فكر معي هل نحن بحاجة لمزيد من أيام العطل؟! في ديسمبر من عام 2019 قدمت رئيسة وزراء فنلندا (سانا مارين) اقتراحاً بخفض أيام العمل إلى 4 أيام بدلاً من 5 أيام وتقليل عدد ساعات العمل اليومية إلى 6 ساعات وقالت: "أعتقد أن الناس يستحقون قضاء المزيد من الوقت مع أسرهم وأحبائهم وهواياتهم وأشياء أخرى في الحياة".نعم الناس بحاجة للترفيه بحاجة لوقت يطلقون به أفكارهم، يبدعون، يبتكرون يمارسون حياتهم الاجتماعية، بحاجة لأن يشاهدوا العالم بنظرة مختلفة يرتحلون في بقاعه بأجسادهم وتفكيرهم لا توقظ مضاجعهم رسائل البريد الإلكتروني ولا تحاصرهم اجتماعات لا طائل منها ولا تقف في وجوههم ساعات العمل الطويلة.

إن عدد ساعات العمل يتناسب عكسياً مع الإنتاجية فأخذ فترات راحة أثناء العمل يساعد في الحفاظ على التركيز ورفع مستوى الأداء مما يرفع الإنتاجية، فكيف لو تم تقليل عدد أيام العمل؟! إن فترات العمل الطويلة مرهقة جداً وتتسبب في شعور الموظف بالملل من كل ما يقوم به، كما أن سعادة الموظف وراحته في حياته الاجتماعية تنعكس بشكل ايجابي على حياته المهنية مما يجعله مقبلاً على العمل بكل رضا وأريحية.

بعض الأعباء الوظيفية لا تضيف لسير العمل شيئاً هي مجرد اضافات لا جدوى منها ولا نفع بل على العكس ترهق الموظف وتشغله عن أمور أهم وهذا ما أكدته الأوضاع في ظل جائحة كورونا حيث وجدنا أن الكثير من الأعمال ماهي إلا أعباء روتينية وضعتها شخصيات متزمتة ومتمسكة بتقاليد بالية فيمكن الاستغناء عنها أو استبدالها بأعمال أنفع تختصر لنا الجهد والوقت.

لو كنتُ من صناع القرار لما ترددت في وضع قانون لتقليل أيام العمل كالاقتراح الذي وضعته (سانا مارين) لأنني أؤمن أن عودة الموظف لعمله بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة سيكون عوداً حميداً محملاً بالطاقة الإيجابية والهمة العالية، عندها لن ننتظر الخميس لكننا سنقفز فرحاً عند قدوم يوم الأحد.

شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

رائعه
فعند اخذ ايام عمل طوال النهار وبفترات الليل وبساعات طويله كما قالت سنحتفل بالخميس ونبجله ، فهذا سيساعدنا اذا سيكون المزيد من ايام العطل واقتراح سانا مارين هو اقتراح جيد ،
حقًا كما قلتِ: " فأخذ فترات راحة أثناء العمل يساعد في الحفاظ على التركيز ورفع مستوى الأداء مما يرفع الإنتاجية"

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة