في كثير من الأوقات أشعر بأن أربعة وعشرون ساعة في اليوم لا تكفيني وبأنني بحاجة لساعة اضافية أو أكثر انجز فيها كومة الأعمال التي تعترض طريقي أينما ذهبت.

في كثير من الأوقات أشعر بأن أربعة وعشرون ساعة في اليوم لا تكفيني وبأنني بحاجة لساعة اضافية أو أكثر انجز فيها كومة الأعمال التي تعترض طريقي أينما ذهبت. أكثر ما يضيع وقتي هو عدم إلمامي بما أريد الانتهاء منه، أنسى كثيراً، فأعتقد أنني انتهيت من انجاز أعمالي وفي الحقيقة هناك قائمة طويلة غير مدونة ستظهر بأي وقت وستفاجئني.

هناك أيضاً لصوص الوقت الذين يداهمونني ويسرقونه مني فتضيع الدقائق والساعات في مكالمة هاتفية طويلة بلا هدف أو تتبدد في قاعات الانتظار المملة أو على تويتر وانستجرام وأخواتهم من وسائل التواصل الاجتماعي.وبعض لصوص الوقت يسببون لي انهيار عصبي هم أولئك الذين يقولون ما لا يعنون بمعنى أن يطلب منك أحدهم انجاز المهمة (أ) ولكنه في الحقيقة يقصد المهمة (ب)، أو أن يكون أكثر عشوائية مني فلا يطلب مني انجاز المهام إلا في الوقت الضائع.

وأحيانا أقضي وقتاً طويلاً في انجاز مهمة غير مهمة أو أنها قابلة للتأجيل على حساب مهام أخرى مستعجلة ولا أعي ذلك إلا بعد أن يهرب مني الوقت ويتبدد.طبعا كل هذا يعتبر مصيبة وكارثة خطيرة تفوق خطورتها خطورة التسمم الإشعاعي أو الاحترار العالمي لأن الوقت عندما يرحل لا يعود أبدا وأربعة وعشرون ساعة في اليوم لن تتحول لخمسة وعشرون ساعة حتى ولو أبديت الندم وقبلت القدم، وستتراكم الأعمال وستحاصرني الضغوطات وسأضطر لتناول المنشطات كما يفعل بعض الرياضيون في الأولمبياد لأحقق أرقام قياسية في انجاز المهام الضرورية لكنها لن تجدي نفعاً فأدائي سيتأثر وجودة أعمالي ستنخفض.

لذا كان لابد من خطة استراتيجية تنقذني وتنقلني لبر الأمان ومن أهم الطرق التي اتبعتها لإدارة الوقت وفعلا كانت طريقة مجدية هي طريقة تدوين المهام اليومية والأسبوعية، حيث أحرص كل ليلة على كتابة جميع الأعمال والمهام التي أود إنجازها في اليوم التالي مع تحديد وقت اتمامها وكذلك أسبوعيا أقوم بتدوين المهام التي يجب أن انهيها في هذا الأسبوع وأقوم بشطب كل مهمة يتم الانتهاء منها وأحرص أن تكون هذه القائمة أمام عيني كأن أسجلها في ملاحظات الهاتف حتى اذكر نفسي بها.وفي قائمة المهام تلك أضع المهام المستعجلة على رأس القائمة وأتدرج في كتابة المهام حسب أهميتها ففي آخر القائمة أضع المهام غير المستعجلة وبذلك أكون حددت أولوياتي.

ولاحظت أنني كلما بدأت في انجاز مهمة أستمر في العمل عليها فالخطوة الأولى هي أهم خطوة فبمجرد أن تبدأ فلن تتوقف إلا عند الانتهاء. كما أن تجزئة المهمة يساعد في اتمامها على أكمل وجه.لا أبالغ أن قلت بأنني في بعض الأيام وبعد اتباع هذه الطريقة أوجدت وقتاً للفراغ أمارس فيه هوايات تناسيتها بسبب عدم امتلاكي للوقت.

وليس من الخطأ أن تقف في وجه لصوص الوقت وتقول لهم بالصوت العالي لا، فالوقت محدود وهو يمضي بسرعة ولا ينتظر أحد.

جميعنا نمتلك الوقت نفسه فقط نختلف في طريقة إدارتنا له يقول سينكا: ( ليست المشكلة أن حياتنا قصيرة، بل أننا نضيع كثيراً منها).

شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام رائع من شخصية مميزة ومثقفة👍👍إلى الأمام شعاع الظنحاني❤️❤️

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة