لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.

اليوم التاسع من ذي الحجة 1443 هـ، اللهم لك الحمد أن بلغتنا يوم عرفة، اللهم لك الحمد حمداً كثيراً طيباً ًمباركاً فيه، هذه الأيام الشريفة تثير فيني أجمل المشاعر، أتذكر يوم كنتُ هناك في عرفة، يوم تركتُ كل حياتي خلف ظهري وتوجهت لله سبحانه وتعالى أدعوه أن يغفر ذنبي ويصلح حالي ويبارك لي فيما تبقى من عمري وأن يجعل الجنة مثواي وداري وقراري.


كان مشهداً مهيباً يومها حين رأيت الأرض وقت اكتست باللون الأبيض، بياض على مد البصر، وما كان هذا اللون إلا ملابس إحرام الحجاج، إنها أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله.


يوم من أيام العمر قضيته بين سجادتي ومصحفي، وجمعت أمنياتي في دعاء رددته طوال اليوم، وحين غابت شمس عرفة اجتاح قلبي السكون وخشعت كل جوارحي، لذة لم أعرفها قط وأنا أستشعر قربي من الله، هو مكان مبارك ويوم مبارك حين ينزل الله جل وعلا للأرض ويباهي ملائكته، فيقول: (انظروا إلى عبادي، أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم)، ترقرقت الدموع في عيني كنت أرجوا من الله تعالى أن أكون مع من غفر لهم في ذلك اليوم.


ثم إلى مزدلفة ارتحلت، وكلما تقدمت شعرت بقربي من انجاز عظيم، كنت أتنافس مع صويحباتي في جمع الجمرات، كنت كطفلة مندهشة أتلفت هنا وهناك أخشى أن تفوتني متعة من متع هذا اليوم فعلى كثر قراءاتي عن الحج وخطواته إلا أنا الواقع أجمل بكثير، انتقلنا بعد ذلك لمنى لرمي جمرة العقبة، وبتسهيل من الله انجزنا كنت أحمد الله على كل خطوة ننهيها بيسر، وعدنا إلى مكة إلى الحرم وطواف الإفاضة أتذكر وقع خطواتي وكأنني أخطوها الآن ارهاق ممزوج بفرحة، تعب ممزوج بنشوه، لن أستطيع وصفه بالكلمات ذلك الشعور الذي لازمني هناك، ثم انتهينا من أصعب المراحل صلينا العيد وعدنا بعد ذلك لمنى لقضاء أيام التشريق لم نغفل فيها عن الذكر والتسبيح والتهليل والاستغفار ثم ودعت مكة ودعت الحرم ودعت كل زاوية فيه ودعت طيور الحرم وهواء الحرم، ودعته ورحلت لكن قلبي بقي معلق فيه.


شعاع

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات شعاع

تدوينات ذات صلة