التأثير السلبي لاستخدام الشاشات المفرط على الأطفال وصحتهم العقلية وسلوكهم والوقت المناسب لكل مرحلة عمرية للقضاء أمام الشاشات
لا يوجد اليوم منزل خالي من الأجهزة الإلكترونية المختلفة مما يؤدي إلى تعرض الأطفال الى الشاشات بشكل مفرط نظرا لوجودها الأساسي في نظام حياتنا اليومي كبالغين وصغار دون القدرة على الاستغناء عنها. فطوال يومنا نعمل على شاشات الكمبيوتر، نشاهد التليفزيون، نلعب على الموبيل والآي باد، نتحدث مع ذوينا وأصدقائنا عبر مكالمات الفيديو، أو نتصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
وكثيرا ما نترك أطفالنا يستخدمون الشاشات لإلهاههم عنا أو لتسليتهم أو لمكافئتهم ولم ننتبه لعنصر الوقت المستخدم أمام الشاشات. ولكن هل فكرت في علاقة استخدام الطفل للشاشات بقلة تركيزه أو تراجع مستواه الدراسي أو عزوفه عن الانسجام والمشاركة في الأنشطة مع الأطفال من حوله مما قد يؤدي لإصابته بأمراض عقليه ومشاكل في السلوك؟
في هذا المقال سنتعرف على التأثير السلبي لاستخدام الشاشات المفرط على الأطفال وصحتهم العقلية وسلوكهم والوقت المناسب لكل مرحلة عمرية للقضاء أمام الشاشات وكيف نسيطر على وضعهم ونحجم وقت الشاشة حتى لا يتحول إلى إدمان إلكتروني.
هناك العديد من الدراسات التي ربطت بين التعرض المفرط للشاشات وبعض الآثار السلبية على سلوك الأطفال وصحتهم العقلية مثل:
- نقص الانتباه والتركيز، فقد يؤدي التعرض المفرط للشاشات إلى تشتت الانتباه وصعوبة التركيز لدى الأطفال، وهذا قد يؤثر سلبًا على أدائهم الأكاديمي والسلوكي
- اضطرابات النوم: قد يتسبب استخدام الشاشات المكثف في اضطرابات النوم، مما يؤثر على جودة نوم الأطفال نظراً لتأثير الشاشات المضيئة على هرمون الميلاتونين، الذي يلعب دورًا في تنظيم النوم والاسترخاء مما يؤدي إلى اضطرابات في السلوك النهاري والانتباه
- زيادة العدوانية والاكتئاب: فقد ربطت بعض الدراسات بين التعرض المفرط للشاشات وزيادة الاضطرابات العاطفية والسلوك العدواني والاكتئاب لدى الأطفال وقد تؤثر المحتويات السلبية أو المؤثرة على الشاشة على الحالة المزاجية للأطفال
- التأثير على التواصل الاجتماعي: قد يتسبب الاعتماد المفرط على الشاشات في تقليل التواصل الاجتماعي الواقعي مع الأصدقاء والعائلة، مما يؤدي إلى الشعور بالعزلة ويؤثر سلباً على قدرة الأطفال على بناء العلاقات الاجتماعية وتطوير مهارات التواصل الحية
- التأثير على تطور الدماغ: هناك اعتقاد بأن التعرض المفرط للشاشات قد يؤثر على تطور الدماغ في مرحلة الطفولة المبكرة
ولا نغفل عن ذكر الآثار السلبية لاستخدام الشاشات المفرط على صحة أطفالنا الجسدية والتي طالما عانى منها صغارنا على مر السنوات السابقة مما كان له أثر على صحة بعضهم اليوم مثل
- الإجهاد العيني بعد التركيز المستمر على الشاشات مما ينتج عنه تهيج العينين وربما ضعف البصر
- الوزن الزائد، فقد ارتبط الوقت الطويل أمام الشاشات بزيادة فرص الجلوس الطويل والتحسس لأنواع معينة من الطعام، مما يزيد من خطر البدانة لدى الأطفال.
- نقص النشاط البدني لأن الاعتماد المفرط على الشاشات قلل من الفرص المتاحة لممارسة النشاط البدني، مما أثر سلبًا على صحة القلب والأوعية الدموية والعضلات.
- زيادة خطر مشاكل الرقبة والظهر كنتيجة للجلوس بشكل مستمر أمام الشاشات وانحناء الرقبة والظهر بشكل غير طبيعي، مما يسبب مشاكل صحية محتملة في هذه المناطق.
- تأثيرات على تطور الجهاز الحركي للأطفال خاصة إذا قضوا الكثير من الوقت في وضعية جلوس غير صحية.
- انخفاض الطاقة والنشاط لأن الوقت الطويل أمام الشاشات يقود إلى الإحساس بالتعب والإرهاق
ما هي المدة الزمنية المثلى لاستخدام الشاشات للأطفال؟
تحديد وقت الشاشات للأطفال يتأثر بعدة عوامل مثل العمر، والنمط الحياتي، ونوع النشاط الممارس على الشاشة، والغرض من استخدام الشاشة. وهناك بعض الإرشادات العامة التي تنصح بها الجمعيات الطبية والمؤسسات الصحية للتحكم في استخدام الشاشات للأطفال. فالأطفال حتى عمر 2 سنوات يُنصح بتجنب استخدامهم للشاشات باستثناء المحتوى التعليمي والترفيهي ذو الجودة العالية والموجه لهذه الفئة العمرية. أما الأطفال من عمر 2 إلى 5 سنوات فيُنصح بتحديد حد زمني لا يتجاوز ساعتين يوميًا من وقت الشاشة.
في عمر ست سنوات، لا يوجد حد معين للشاشات، لكن ينبغي التركيز على الاهتمام بالتوازن. فتكون الشاشات جزءًا من الترفيه والتعلم للأطفال، ولا يجب أن تحل محل الأنشطة الخارجية البدنية والاجتماعية والإبداعية كالرياضة وقضاء وقت مع الأصدقاء والأقارب والقيام ببعض الواجبات المنزلية القراءة واللعب في الهواء الطلق مع الحرص على التوقف عن استخدام الشاشات قبل النوم بفترة مناسبة لتحسين جودة النوم والاسترخاء.
فابتداءً من هذه المرحلة العمرية يعتمد الأمر بشكل كبير على الحكمة والاعتدال في استخدام الأطفال للتكنولوجيا وتوجيههم نحو محتوى مناسب ومفيد مثل تعلم البرمجة مع تقليل التعرض المفرط للشاشات وتحقيق توازن في الاستخدام. وعليك أن تأخذ بعين الاعتبار احتياجات وسلوكيات طفلك الفردية عند تحديد مدة الاستخدام المثلى للشاشات لأن الهدف هو توفير تجربة صحية وتعليمية وتسلية للطفل دون أن يتعرض للتعرض المفرط للشاشات التي قد تؤثر سلبًا على صحته وتنميته. فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنه إذا أمضى الطفل أكثر من ساعتين يوميًا أمام الشاشة، فإنه يؤثر على معدله في اختبارات اللغة والتفكير، أما الطفل الذين يمضي أكثر من 7 ساعات، فيعاني ترققًا في قشرة الدماغ المسؤولة عن المهارات الاستنباطية والتفكير النقدي
ما هي أفضل الأنشطة للاستفادة من استخدام الشاشات للأطفال
بما أن استخدام الشاشات أصبح واقع ملموس لا يمكن تغيره ولا رجعة فيه لأنه من سمات عصرنا وربما يأخذ تحجيم استخدامه وقت طويل فلما لا نفكر في استثمار الوقت الذي يقضيه أطفالنا أمامهم بشكل مفيد بتوجيههم لبعض الأنشطة التي يمكن الاستفادة منها بما يناسب مواهبهم وميولهم كالأتي:
- التطبيقات والألعاب التعليمية التي تقدم محتوى تعليمي ممتع ومفيد للأطفال ويمكن للأطفال التعلم من خلالها والتفاعل مع المواد التعليمية بطريقة مسلية.
- مشاهدة المحتوى التعليمي على الإنترنت مثل الفيديوهات التعليمية والدروس الخاصة بالمواد المدرسية. ويمكن أن تكون هذه الفيديوهات مفيدة في تعزيز المعرفة والمهارات الأكاديمية.
- التفاعل مع الأصدقاء والعائلة عبر الشاشة مثل مكالمات الفيديو والدردشة الصوتية. وهذه الأنشطة تعزز التواصل الاجتماعي والعلاقات العائلية.
- الإبداع والتصميم: يمكن للأطفال استخدام التطبيقات والبرامج للرسم والتصميم وإنشاء قصص وأفلام قصيرة فيمكن أن يكون لهذه الأنشطة تأثير إيجابي على الإبداع والتفكير الإبداعي.
- تطبيقات الأنشطة الرياضية واللياقة البدنية التي تشجع الأطفال على ممارسة النشاطات الرياضية online وتحفزهم على الحفاظ على لياقتهم البدنية.
وأخيرا يجب ان ندرك ان أي معوقات أمام تنشئة أطفالنا بشكل صحي وسليم يجب مواجهتها بحكمة بعيدا عن فكرة المنع التي باتت لا تؤتي ثمارها مع أبناء هذا الجيل، ولكن بدلا من ذلك يمكننا مساعدتهم في جعل وقت الشاشة وقت مفيد للاستفادة بتجارب علمية وترفيهية بالإضافة الى محاولة تقضية وقت معهم بعيد عن الشاشات لان هذا ما سوف يحميهم من خطر الشاشات المتزايد والأهم من ذلك أنه يدعم علاقتنا بهم ويقويها مما له أبلغ الأثر على صحتهم النفسية والعقلية .
المراجع:
https://www.twinkl.ae/blog/fwayd-tlym-albrmaja-llatfal
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات