بعض الأشياء التي تقال نسمعها ولكن لاندركها ولا ترسخ فينا الى أن نمضي إلى بحر التجربة واختبار الحياة وذلك العام الراحل كان هو الاختبار القاسي.

انتهت الرحلة الطويلة، وابتدأت أخرى ، عام لم يكن كمثله من الأعوام ، ودروس ليس لها مثيل.

رحلة عام كانت محملة بدروس 100 عام ، اعادت ترتيبنا واعادتنا إلى صوابنا الذي فقدناه منذ وقت طويل.


عام علمنا كم أخطئنا بحق أنفسنا وكوكبنا ، كم لهونا عمن ترعرعنا معهم ، عام أثبت أن ليس كل شخص يستحقك.

هذا العام علمني الكثير، ارهقني من كل النواحي .


مررت بتجارب كثيرة ، تخليت عن أشخاص كثر ، أشخاص كنت أشعر أن من واجبي أن أدفئهم بالطمأنينة وبعض الشغف الذي يسكنني ، أن أضيء لهم السماء بشمس طاقتي وعطائي وأفرش لهم الأرض ورود صفحي عن الإساءات المتكررة وتدمير ثقتي بقدرتي على وصولي لما ابتغي.

لطالما كان الوضوح منهجي ، والهدوء والصبر هي سمتي التي لا تفارقني، واجهـت بها هذا العام وكانت هي درعي أمام تناقضات البشر ، إلقاء اللوم علي واتهامي بالخطأ كل ذلك مع أني لم أنطق حرفا واحد، ليس لأني لا أعرف الدفاع عن نفسي ولكني لم أخطئ أصلا لأبرر محاولات يائسة لاستمالتي.

تعلمت أن هناك وقت محدد للانتظار ، وسوف ينقضي ولابد أن ينقضي ، وليس كل انتظار سيء، ولكنه لايجدي نفعا إذا اردت تحقيق هدفك ،أودع الانتظار على الرف وأقدم وابحث ولا تستسلم ، فإنها إن أغلقت ابوابا أمامك ستفتح أخرى بطريقة ما وستحل وكأنها لم تكن.

تعلمت أنه لا بأس بأن تبقى لوحدك وتتوقف عن الحرب والدفاع والمقاومة لبرهة لتنجح خطتك، لابأس بأن تحزن وأن تشعر بالاكتئاب يحاوطك من كل اتجاه ويحاول التهام شمعة الأمل التي بدأت تخبو ويضعف نورها، وإن كان الحديث عن مشاعرك لن يغير شيء لكنه سيجعل الضجيج يتلاشى شيئا فشيء ، وكأنك تنفست الصعداء في صراعك الداخلي ثم بدأت تعود لصوابك بعد فترة.

أعترف بأني فشلت في معظم الأحيان ، سقطت وتجرعت الألم ، ذرفت دموعا ولسان حالي يقول لقد انتهيت وانتهى كل شيء ، اعترف أني مررت بلحظات قلت فيها مالذي فعلته ولماذا أمر بكل هذا ؟ أعترف بأني تسائلت في نفسي هل حقا سأصل أم ستبقى أحلاما في مخيلتي واهدافا على ورق ، أعترف أني واصلت الانحدار وتمنيت أن أذهب مع الموت وأودع العالم ليدعني بسلام .

سامحني يا الله على هفواتي..

سامحني يا الله على ضعفي..

سامحني يا الله إن تسلل اليأس إلى قلبي..

سامحني يا الله إن كنت أشكو إليك في لحظات بلا يقين..

سامحني يا الله وأعني ومدني بقوة منك لأواجه المزيد.


عام جديد وأيام جديدة ، سأبدأ رحلتي بتغيير لم يكن بالحسبان ..

لم يفت الآوان لأبدء من جديد..

وها أنا ذا، مستعدة للرحلة الجديدة

لامكان للماضي ، ولامكان لليأس.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أبجدية مخيلة

تدوينات ذات صلة