ما شكل الحياة لو كنتَ حقيقيا؟ أو لو كنتُ أنا أكثر كذلك؟
طوال حياتي كنتً منتظراً أن تُهديني الحياة أمان الاختيار، أمان القفز والعدو والتحليق والسفر والحلم وأمان أن يكون هناكَ أمانٌ من الأساس، وكانت كُلّ قراراتي تبدأ بتخيُّل أن الدُّنيا خضراء ستهب لي سماءها وأخيراً، لأحلق، فأحلّق! حتى يأتي الخوف هازماً متعتي حتى في التخيُّل، فتصبح الدُّنيا ضبابية، ويصغر حجم الحلم تدريجياً حتى أكاد لا أستطيع الوصول إليه ولا استرجاعه، أفقد نفسي، لأنني خائف، حتى صرتً أخاف الخوف وأرقبه، فأبقى في مكاني متربصّاً، تائه، وحيد، بالمناسبة، لطالما كنتُ وحيداً أيضاً! وكيف يكون الوحيد إذا خاف؟ لا يجد مأمناً واحد، وقد تُصبح صورة من بين مئات الصور ملاذاً خادع، يرجوها بعد حفظ ألوانها وتفاصيلها وضحكتها ونظرتها لو كانت حقيقة! أو أغنيةً تُعيده لنفسه تذكُره بين سطورها فيشعر بأنه حيّ.
تعلمتُ أنني مهما كنتً وحيداً، وخائف، تائه وضائع فإنّ الله دوماً ما يدفعني، دوماً ما يجعلني أختار وأبحر في بحر من الاختيارات، لأقوى! وأن هذا البحر الكبير جداً قد تعتليه سفينةٌ كبيرة تمرًّ مروراً عابراً على مرأى قاربي الصغير لتدله الطريق، وقد كان، أو أردتك أن تكون، سفينتي العابرة، وصدّقت، أو أردتُ تصديق حديثك السهل عن الحياة، كما لو أنها لُعبتك الصغيرة! وما عرفتُ لم قد تكون كلمةً أصدق من غيرها، حتى شعرتُ بالخجل من نفسي لأنني احتجتُ إلى الضحك على نفسي واختيارك، ولأنك كنتَ أنا لو عرفتًني وأحببتُ الحياة، كما أحببتها وعرفتها أنت.
تمرّ سفنٌ أخرى علي، سأعرف كما عرفت اليوم، أنني
كنتُ من أنقذني.
وأنّك كنت حاجتي للنجاة.
نصفً حقيقيّ ونصفٌ مقتَرف.
طريقة للحياة، فكرة بديلة عن طوق النجاة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات