أفضل خطة هي تلك التي يضعها الله لك ، ولن تدرك ذلك حتى ترى ما مررت به خلفك وتعلم أن الله وضعك في ذلك المكان لأنه يدرك ماتحمله داخلك من قوة.

ترددت كثير أن أكتب أو أن أبوح بتجربتي في هذه الحياة ، خياراتي وأهدافي ، ماأردت أن أكون وأصبحت عليه .

وأخيرا اكتملت الرؤية ودار في ذهني أن تجربتي وطريقي الذي أمشيه قد يصبح دليلا او يصل لحد في لحظات يأس، قد تشعل شيئا في داخل أحدكم وقد تساعده.

فلنبدأ من البداية ، مرحبا أنا اسمي سارة وهو اسم قررت جدتي منحي إياه والذي يعني السرور والسعادة. عشت 28 عاما على هذه الأرض ، كانت أعوام تحمل الكثير بالنسبة لي ، ولكن أنا موقنة بأني في المكان المناسب ولدي القوة المناسبة التي وهبني الله إياها لأكمل المسير.

رحلتي ابتدأت مثل أي طفل وحيد سنوات المدرسة الابتدائية ومن ثم المتوسطه ومن ثم الثانويه ، كانت سنوات هادئة بعيدة عن الإخفاقات ومشاكل المراهقة.

بعد الثانوية تقدمت إلى الخطوة الكبرى وكلي أمل وطموح بأن أكون طبيبة يوما ما ، ويسبق اسمي بحرف د ولكن ليس كل مايشتهيه المرء يدركه، فتنازلت قليلا وقلت لابأس لم يفت الأوان بعد ، مازلت أستطيع تحقيق حلمي سألتحق بمقاعد الحقوق والقانون ولكن مجددا فشلت الخطة .

بحثت عن طرق أخرى ووجدت الكثير من المعاهد والبرامج التي تمنح درجة الدبلوم ، تقدمت لأحد تلك البرامج في أحد المستشفيات لاأخفيكم أني كنت أحلق مع الطيور فرحا ، كنت أفكر ماذا سأختار ليكون تخصصي ومن أين سأبدأ، ولكن حدث مالم يكن في الحسبان أتى الرفض ولكن هذه المره أتى من طرف والدتي ، أصبحت كآنية سقطت وتحطمت إلى ألف أو بالأصح إلى آلاف القطع ، حلمي تبخر واختفى .

لاتظنوا أني استسلمت بسهولة ، قاتلت وحاولت بكيت وغضبت ، اضربت عن الطعام ، مازلت أذكر روحانية شهر رمضان التي فسدت ، مازلت أذكر كوب الماء الذي أفطر به واضرابي عن الطعام والحديث ، لم أجد سببا مقنعا ، الأصح أن أمي لم تملك واحدا تقنعني به.

في مرة من المرات تحدثت إلى والدي عن دراسة تخصص طب الطوارئ ، وكم أردته باستماته ، ولكنه مجددا أنهى أحلامي بكلمة واحد جعلت أمي تمحو ذلك الخيار من ذهني أيضا فعاهدت نفسي أن لا أقول لأبي عن نواياي وطموحي ، ليس لشيء وإنما ( اقضو حوائجكم بالكتمان)

تذكرت أني تقدمت على أحد الكليات وتم قبولي بها في تخصص السكرتارية الطبية ، ارتأيت أن أذهب وأكمل ذلك الطريق لأتفادى ملازمة المنزل التي تقدم الاكتئاب على طبق من فضة.

ذهبت ودرست وتحملت وتفوقت في تخصص لم أكن أرغب به وإنما كان حل مؤقت.

ولكن لا أنكر أني خلالها تعرفت على شخصيات رائعه، مروة،مرام،ميعاد ،عبير، منال،منال وبشاير وريم كانو أبرز من عرفتهم ومازالو معي

انهيت دراستي بامتياز لاشيء جديد بالنسبة لمن كانوا حولي ، كان لدي طريقان إما أن أبدأ البحث عن وظيفة أو أن أتقدم مره أخرى وأطرق أبواب الجامعة وذلك يعني أني سأقوم بإلقاء شهادتي إلى مكب النفايات وأبدأ من جديد كان خيارا صعبا ومصيريا ولكن اخترت، اخترت أن أبدأ من جديد

لم أدخل الطب البشري كما أردت ولكن اخترت تخصصا قريبا ، لا أنكر أنه كان تحديا صعبا لمدة 5 سنوات

علوم الاتصال الصحي مسار السمع والتوازن

ذلك كان تخصصي في جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن ، كان الخيار الغريب بين باقي التخصصات التي اعتدنا سماعها، نسيت إخباركم أني أميل لكل ماهو غريب لا أعلم لماذا؟ .

أمضيت 4 سنوات أتألم وأتأمل ، المعاناة والعقبات كانت رفيقتي في كل خطوة تقريبا بداية من مواصلات ووسائل التنقل ، صعوبة المواد ، وصعوبة التعامل مع هيئة التدريس ، لا أخفيكم كنت أتساءل لماذا أنا هنا؟ وماذا أفعل؟ ولماذا مازلت هنا؟

سنة الأمتياز

كانت من أجمل السنوات التي أفتخر بها ، وسأذكرها لاحقا

انهيت مسيرة 5 سنوات خرجت منها بصداقات جميلة ورقيقه ، بشاير ، نورة ، خديجة، خديجة ، فاطمة، سندس، سلوى ووعد .

وهناك أيضا صداقات مؤقتة انتهت بانتهاء الفترة المنشودة.

انتهت مرحلة طلب العلم وابتدأت مرحلة البحث عن وظيفة ومازلت عالقة بها ، ولكن كلي يقين بأنها ستنتهي قريبا وسيبدأ فجر تجربة جديدة ودروس وخبرات من الحياة.

للقصة بقية.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تلك الانتصارات الصغيرة والكبيرة والتي لايتذكرها سواك وحدها ماتبقيك قوية أمام كل مايسيئ إليك (قوية لانك تخطيت اشياء ليست سهلة 👏🏽👍🏽)

إقرأ المزيد من تدوينات أبجدية مخيلة

تدوينات ذات صلة