قضية حماية النساء تبقى من الأولويات وعلى الحكومات والمؤسسات الحقوقية التحرك بجدية

ولا تزال الانتهاكات مستمرة بحق الفتيات والنساء في الكثير من المجتمعات، خاصة المتخلفة منها، أخبار حرق هنا وقتل هناك، تشويه جسدي ومعنوي، ضرب، اعتداء جسدي وجنسي، أكل لحقوقهن، إسقاط لهويتهن، تقليل من احترامهن، منع لهن لتقرير مصيرهن، تحكم بمستقبلهن.

عالم ذكوري يحكمه قانون الغاب، وفي ذات الوقت كأن الكثير من الدول عاجزة عن فرض قوانين لتدافع به ببساطة عن حق الإنسان، عن حق هؤلاء الفتيات في الحياة، في السعادة، في الحصول على أمان.

يبدو لي أن الحكومات والمؤسسات الحقوقية والمجتمعية عاجزة تماما عن مساعدة النساء في حمايتهن، هناك تقاعس وإهمال بشأن حقوقهن، وتخاذل بفرض قوانين صارمة تؤدب جنوح هذا المجتمع.

نحتاج قوانين صارمة وعقوبات غليظة وحقيقة تمنع انتهاك حقوق النساء والفتيات، تمنع سفك الدماء والوحشية الذكورية المتفشية في المجتمعات.

أن نبدأ بالعمل بشكل جمعي حقيقي على كافة المستويات، من وزارات، إلى شرطة ومؤسسات أمنية، مؤسسات مدنية، مدارس وجامعات بتغيير ثقافة هشة بائسة فاسدة تدمر مستقبل الكثيرات.

متى من الممكن أن تتحرك الدول، وتعي أن مستقبل النساء من الأولويات!

أن إنقاذ حياة الكثيرات يعتبر قضية رئيسية للمجتمعات!

متى من الممكن أن نبدأ بالنظر جليا إلى جوهر مشاكلنا؟

متى من الممكن أن يدرك هذا العالم .. بأن أساس مشكلة المجتمعات قيميا اليوم، يبدأ من نظرتهم إلى المرأة وتعاملهم معها، وفي تلك المجتمعات التي تهمش النساء وتعمل على التقليل من شأنهن ويستمرون في أذيتهن، تكون مجتمعات فاسدة أخلاقيا، هشة قيميا وتحتاج لثورة فكرية ثقافية حقيقية للبدء بإصلاح العفن الذي يعتري أفكار وثقافة المواطنين.

علينا البدء بكسر الأصنام، أن نضع حدا لكل من يحاول تشويه النساء ..

أن لا نقبل بأخبار العنف والقتل والاضطهاد أبدا.

أن لا نقبل الأذية لا معنويا ولا جسديا ضد أيا من الفتيات، أن نعمل على تقويتهن، على استفزاز جبروتهن من جديد ليقفن بعزة وإراداة أمام ذكورية فاسدة أساءت لهن جسديا ومعنويا على مدار آلاف السنين.

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة