حفيدات ليليث يقاتلن من أجل غستعادة إنانا لقدسيتها وعرشها من جديد

يقولون إن الدفاع عن المرأة أمر مبالغ به وإن النساء حصلن على الكثير من حقوقهن في هذا الزمان

وأصبحن يحكمن الكثير من القطاعات، خارج حدود سلطتهن في منزلهن.

لكن الحق الذي أطالب به ليس مادي إنساني، ليست حقوق اجتماعية واقتصادية فحسب..

إنما نطالب بحقها على مستويات أبعد وأكثر أهمية.


إن أردتَ أن اختصر ما أريده.. سأصوغه بالكلمات التالية


"نريد حقها في أن تحظى بالتبجيل والاحترام الذي تستحقه"

نريد استعادة كرامتها وقدسيتها.. حقوقا معنوية قبل أي حقوق أخرى.


وإن أجبتني بأننا نحترم النساء .. فهنّ أمهاتنا وأخواتنا وزوجاتنا وخليلاتنا..

فسأجيبك بأنه على العكس من ذلك .. فلا زالت المرأة تشكل جدلا في العالم الإنساني.. حتى في عصرنا الحالي، فهي مشكك بها، مهددة، يُقلل من شأنها، ويُستهان بعقلها وفكرها وقوتها،

للأسف لا أرى شخصيا بأنها تحظى بأي تبجيل مقدس تستحقه !


فإلى يومنا هذا ما زالت المرأة مهددة وتصرفاتها تحت المجهر

وحقوقها محل تشكيك دائما والضغط عليها لا ينفك إلا ويزيد .

عليها أن تعمل ثلاثة أضعاف الرجل لتثبت أنها تصلح لمنصب ما، بأنها تستحق وظيفتها، وتستحق ما تناله بعملها وجهدها.

هي مضطرة دائما للتبرير .. تبرير نجاحها .. تبرير كلماتها .. تبرير تصرفاتها ..

عليها أن ترفق كل كلمة تتفوه بها بقاموس شرح .. حتى لا تُفسر كلماتها على أنها "غزل" " أو دعوة للتعدي على حدودها" أو "محاولة منها لاستمالة رجل" .. أو غيره من الافكار التي تراود أشباه الرجال.

هي قابعة تحت الضغط .. لتفسر أنها ترتدي أخر صيحات الموضة لنفسها وليس للفت أنظار "رجال" عديمي الذائقة بالأساس.

قابعة تحت الضغط في كل ما تفعله..

عليها أن تكون "خارقة الذكاء" وأن تنقذ الرجال والنساء والأطفال ولا زالت تُعتبر أنها أقل شأنا من "الذكر"..

عليها أن تكون قادرة على بناء عائلة .. والاهتمام بكل من حولها وبنفسها في آن.

كل ذاك .. في ظل جهود غير كافية لتحريرها، بأن تعود آلهة نفسها.

وبالرغم من كل ما تقدمه وما لا تقدمه.

أؤمن أنه على هذا العالم أن يُعيد التفكير مليا بثقافته.. وعلى المرأة أن تحظى بالاحترام والتبجيل..

لأنها مقدسة.. ليس لأنها أم مضحية ولا أخت ترعى أسرتها ولا لكونها حبيبة جميلة أو صديقة وفية أو عشيقة مسكينة..

عليها أن تحظى بالاحترام لأنها تستحقه .. لأنها رمز الخصوبة .. والحب .. والقوة

نحن من نسل ليليث المتمردة. أما "إيف" فهي من صنع مجتمع ذكوري، يريدها أن تكون تحت ظله دائما.. خانعة خاضعة تتحمل مسؤولية أخطائه دائما وجاهزة لتحمل كل اللوم على ما اقترفته وما لم تقترفه!

أما ليليث .. فهمشها التاريخ ونبذها ولا أحد يحب أن يسرد قصتها، خوفا منها..

هي متمردة لحقها وحريتها .. أبت أن تكون جارية.. فقالوا عنها مجنونة تقتل الأطفال وتسرق المنازل.


حين كانت المرأة إلها .. كان لها منزلتها المعنوية العالية،

قوية، شامخة، قائدة جيوش لا تُقهر، لا يشكك بقدراتها وحياتها.. وهي بالتأكيد ليست ملكا لأحد.

حرة .. عزيزة النفس .. وحين تقول للشيء كن، فيكون ..!

كل ما أريده أن تستعيد الإلهة إنانا عرشها من جديد .. أن تفيق من سُباتها .. أن تُرد لها عزتها.

حين سرق يهوه عرش إنانا وأسقطها من التاريخ ..

بدأ حال النساء بالانهيار

حقوقهن بُددت .. وسمعتهن لُوثت .. وحياتهن سُلبت ..

تم استعبادهن وتحويلهن لسلع بخيسة .. وضعن في قوالب مشوهة ..

وبدأ التاريخ يكتب سطورا من الذل لا تليق بكرامة وعزة النساء ..

هُمشن لأن هناك خوف شديد وحذر أشد من قوتهن

ببساطة .. لأن المرأة هي الموت والحياة..الجحيم والجنان في آن.

ربا عياش

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ربا عياش

تدوينات ذات صلة