في زمن أصبح فيه الناس نسخ لبعضهم البعض،أصبح بالنسبة لهم تبني نفس المفاهيم ،الأفكارو الآراء شيئا يقوي من روابطهم الإجتماعية ، استخلصت أنا هاته الكلمات ...

أي اختلاف ذاك الذي سيجعل مني شخصا مألوفا ،...

أي اختلاف ذاك و أنا لا أخالف غيري ، أي اختلاف ذاك وقد باتت أوراقي مكشوفة ، أي اختلاف ذاك و الناس كلها تميزت به ، أي اختلاف ذاك و قد أصبح الكل يفهمه ،...


...جلست وحدي في زاوية تلك الغرفة ، أحاول ايجاد ولو شيءا واحداً بسيطاً كنت أتميز به ، فأول شيء خطر ببالي هو أنني كنت أُعرَفُ بشقاوتي و عدم خضوعي ، بروح المرح و الدعابة ، بحيث أن معظم أصدقائي كانوا يستمتعون بالجلوس معي ، هذا ما أظنه أنا وهذا ما كانوا يصرحون به ذاك الوقت ، أيضا ، كنت أُعرَفُ بعفويتي و بأنني تلقائية ، أُعرَفُ بأنني أحترم الغير و أعطيه فرصة ليعبر عن نفسه ، وهذه أيضا آراء كنت أسمعها ذاك الوقت ، كما كنت أعرف بأنني اجتماعية ، و متعددة الصداقات ،... وغيرها ، لازالت هناك أشياء عديدة كنت أُعرَفُ بها و هذا أمر طبيعي طالما كنت اجتماعية إلى حد التخلي عن من أكون بحجة أنني أتقبل الغير، ... ، أعلم أنها كلها صفات و مميزات لابأس بها ، و ليس هناك مشكلة في التحدث عنها ، صراحة ، طريقتي في الكتابة تعطي الإنسان بعض الملاحظات كهاته ، لكن ، المشكل الذي أراه في هاته المسألة هو أنني كنت أصدق فقط من هم مثلي و لا أتوسع بفكري لأشمل معظم الآراء التي من شأنها أن تكون أقوى ، بل هي الأقوى بدون شك ، ما دامت كلها ذات المضمون نفسه ...


حاولت تفسير ذلك و ربطه مع أفكاري الحالية ، فوقع تعارض لازلت أحلله ، تعارض بين مفهوم أدركت جوهره مؤخراً وهو الاختلاف و بين ما كنت أطلق عليه اختلاف ، فكيف لي أن أختلف بشقاوتي ؟ بل وكيف للشقاوة أن تكون اختلافاً ؟ أليس كذلك ؟ ... أيضا ، كيف للضحك و المرح أن يكونا اختلافاً ؟ فالجميع يضحك ، و كيف لكثرة الصداقات أن تكون اختلافاً ؟ و الجميع إن تخلوا عن ما يؤمنون به و لم يفكروا في النتائج ، فسيكون من أسهل الامور لديهم تكوين صداقات ، و كيف لتقبل الغير أن يكون اختلافاً ؟ فالجميع بطبعه يتقبل الآخر ، أبسط مثال على ذلك هي تلك الأم التي ترى إبنها يعصي أوامرها و لكنها تقول إبني ، فبالنسبة لي هذا تقبل ، ، كيف للموسيقى أن تكون اختلافاً ؟ فبعض الروايات و الكتب تتضمن أفكارا لن تستوعبها إلا عندما تكون ملامسا للواقع مئة بالمئة و بعيدا عن أي تأثير ، كيف للموضة أن تكون إختلافاً ؟ فأحيانا نجد المتعة في البساطة لا في الأشياء التي تعكس صورتنا بشكل خاطئ ، ...


صراحة ، لن أنتهي ، ولن أستطيع أن أشمل هذا الموضوع من جميع جوانبه ، فالإختلاف من بين المسائل التي أرى أنه يجب تسليط الضوء عليها ، و من بين المسائل التي أرى أن استيعابها له دور كبير في حياة الفرد ، فبرأيي ، أنا مختلف بثقافتي ، مختلف بعقيدتي و احترامي لها ، مختلف بالمجهود الذي أبذله في محاربة نفسي و السيطرة عليها ، أنا مختلف حينما أراهم جميعاً يضحكون و يستمتعون و أنسحب لأنني أعرف حدودي و ضوابطي ، مختلف حينما أقول لا بدل الإنضمام لجماعة تخالف ما أؤمن به ... ، هذه و أخرى فقط أفكار أدركت صحتها بعدما قارنتها بواقعي ، و بعدما رأيت أمثلة حية أمام عيني ، فلذلك : لا تنكر من تكون ، كل منا حسب محيطه و أسرته ، فلما لا نظهر ذلك بيننا ، لما نرتدي جميعا نفس القناع ، لما نتبنى جميعا نفس الأفكار ، ألهذا الحد استغنينا عن استخدام عقولنا ،...

الأختلاف جزء من شخصنا فلنحسن فهمه و استثماره


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الشرف لي انا ❤❤

شرف لي أن أحظى بتقييم كهذا 💛💛

التدوينة عبارة عن حكم وكل كلمة بمحلها رائعة

إقرأ المزيد من تدوينات كلمات ريا - Ria's words

تدوينات ذات صلة