من بين أكبر القضايا التي نراها نحن البشر في حياتنا عامة و نحن الشباب خاصة حاولت أن أضمها في هذا المقال و حاولت أن أعالج و لو جانب واحد من جوانبها ، ...

كيف ما كنت ...


لا يهم جنسك أو جنسيتك ، لا يهم لونك أو شكلك ، لا يهم اعتقادك أو معتقدك ، لا يهم أصلك أو نسبك ،...جميعها لا تهم ، تلك الأمور التي لم تبذل أي جهد في الحصول عليها ولا تلك التي لم تسأل عن امتلاكها ،...


كيف ما كنت نحن لا نرى سوى من أنت ، لا نرى سوى ما أخترته كمبدأ لتكون أنت ، و ما تعاليت به كخلق لتمثل من أنت ، ولا نرى سوى ما رفضته بهدف التميز بمن أنت ، نحن لا نرى كيف هي جمالية ابتسامتك أكثر من كونها صادقة أم لا أو أكثر من إن كان صاحبها صادق أم لا ، نحن لا نرى إن كنت حسن الوجه بل نرى إن كنت حسن الأخلاق و الكلام اللذان يعكسان نور حب الخالق للمخلوق ، نحن لا نرى سواد عينيك و كبرها فوالله هناك أعين لا تنسى رغم صغرها إلا أنها أجمل بجمال صدق صاحبها ، فنحن لا نرى الجسد قبل الروح ، نحن لا نرى إن كنت ذو مكانة بين أقرانك ، بل نرى مكانتك عند والديك و أسرتك ، نحن لا يغيرنا عنك رأي الغير فيك بل يغيرنا عنك التعامل الذي يصدر منك ، نحن لا نرى من هو والدك و ما قام به بل نرى ما حققته و ما تحققه لتكون مثله أو أكثر ،... نحن لا نرى ما وهبك الله من اختياره بل نرى ما خيرت فيه كهبة من الله ، ...


لك و لكل من يرى معايير جماله تقتصر في تفاصيل وجهه و شكله و جسده ، و لكل من يفتخر بمكانة الغير الذي يقربه ،... و كل من يفتخر بما ليس له و ما لم يتعب لأجله ، لقد أوجدنا الله لنكمل بعضنا البعض ، و ما غاب في هذا تجده في ذاك و العكس صحيح ، و نحن في هذه الحياة سواسية لا أنت خير مني و لا أنا خير منك إلا بتقوى الله ، فما دام الشخص أقرب إلى الله أكثر مني و منك فهو أفضل لو مهما بلغنا من قوة لن نغير ما أقامه رب العباد ،

و أنت يا من تظنهم قد فاتوك شيئا بلباسهم و شهرتهم ، فأنت البطل كل ما يفعلوه فهو لأجلك أنت ، فلولاك لما كانو كذلك ، حتى كونهم أجمل فبتفكيرك أنت قد أثبتت لهم ذلك ، فكل شيء يتغير بتغير تفكيرك ، حاول تغيير نظرتك للحياة ، و حاول أن تراجع ذاتك و أن تطور منها و حاول أن تعطيها الأساس الذي لا يدمره شك و لا يزعزعه رأي ضعيف ، حاول أن تسأل أكثر ، إبحث عن حقيقتك و حقيقتة وجودك في الحياة ، لما أنت هنا ، ما وظيفتك الأساسية ، و لا تشغل بالك بأمور الغير ، فالولله في نفسك أمور أعظم من أن يأثر عليك رأي الغير و تقييمه لك ، ...

أنظر إلى نفسك من زاوية أنك تسعى إلى النضج لا أنك ناضج ، على أنك تسعى لتطوير نفسك و فهمها أكثر لا أنك واثق منها وأنك لا تتغير ، أطلق العنان لنفسك و أبدأ في الإكتساب و انسى الكسل ، فحتى البحث في نفسك عمل و هدف ، فقط مني لك ، ضع تحسين ذاتك غاية في ذاتك أيضا ، لن أطيل ، لازال هناك الكثير ما يقال عن تطوير الذات ، لكن أهم شيء أريد ايصاله هو أنت تكون ما تصنعه أنت و تبذل الجهد في التميز به ... و آخر ما سأقول : إبدأ رحلة البحث عن نفسك و امضي بسلام ...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

شكرا جزيلا ، شرف لي

إقرأ المزيد من تدوينات كلمات ريا - Ria's words

تدوينات ذات صلة