للقراءة سحر يبدأ بقراءة أول كتاب و يتزايد مفعوله مع كل كتاب ثم لا بلبث ان يتحول إلى قيود تأسر صاحبها طول العمر

بدايتي مع القراءة

بدأت رحلتي مع القراءة بعد الإعلان عن تحدي القراءة العربي في عام 2016 و قد عزمت حينها على الاجتهاد في القراءة و إتمام الخمسين كتابا بالتمام و الكمال دون تعب او ملل ، و بالفعل قمت بعد سماعي الإعلان بمباشرة القراءة و كان اول كتاب قرأته هو كتاب (الأيام ) لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، و قد كان مركوناً في مكانه المخصص في مكتبة المنزل زمنا طويلا بما فيه الكفاية لتجمع كمية كافية من الغبار لجعلي أسعلُ فور فتحه ، أمسكت الكتاب بكلتا يدي و جلست في مكان مريح و ابتدأتُ القراءة، لم يكن الأمر سهلاً في البداية و مرت اول مئةِ صفحة مرور الكرام دون أن تترك في عقلي أيّ معلومات او افكار او مشاعر تُذكر و كأن دماغي حينها كان يقاوم هذا التغير المفاجئ و الكم الهائل من المعلومات مقارنة بما اعتاد عليه .

بعد تجاوز الصفحة المئة بعدة صفحات بدأ الوضع يتغير و بدأت اشعر بخيوط خفية تمتد من صفحات الكتاب الى عقلي و يداي و تمنعني من تركه او التوقف لبرهة لحين اتمام طعامي او واجباتي المدرسية المتراكمة ، ودخلت في حالة من اللاوعي بين دفتي الكتاب أفيق على نفسي تارة لأرى دموعي تنهمر بغزارة و تارة اخرى أجد نفسي و قد تورد وجهي بابتسامة عريضة و هكذا دواليك الى ان أنهيت الكتاب بالكامل ،و لم ادرك حقيقة انهائي للكتاب إلا بعد نفاذ ورقه و رؤيتي لكلمة النهاية التي توسطت الصفحة الاخيرة .

وبعد إنهائي للكتاب تملكتني رغبة قوية في إفراغ كل ما في جعبتي من كلمات استقيتها من الكتاب في اذهان الآخرين ،و قد أصبحت في يوم و ليلة من انصار الكتب و القراءة و أدركت في تلك اللحظة انني دخلت عالما جديدا و مشوقا أرغب الانغماس فيه لأجل الفائدة و الاستمتاع و ان هذا الشعور الجميل لن تمنحني اياه المسابقة نظرا لضيق الوقت و كثرة الكتب المطلوبة .

فما كان مني إلا أن اعلنت انسحابي من المشاركة و غيرت هدفي من قراءة خمسين كتاب الى قراءة عدد لا محدود من الكتب فالمهم عندي الآن هو القراءة بحد ذاتها و عدد الكتب لم يعد سوى مجرد رقم.


ما الذي جذبني الى القراءة


وجدت في القراءة ما هو اكبر من مجرد كلمات رُصّت بجانب بعضها البعض ،وجدت فيها حلاً لمشاكلي، وأنساً لي في وحدتي، و مواساةً لي في حزني. جعلتني القراءة اعيش حياتي و كأنني أشاهد فيلما مُعادا؛ فالمشكلات و العقبات والتجارب التي تواجهني و تحيرني قد مرَّ بها او بما يشبهها أُناسٌ قبلي ووثقوها بحلوها و مرها و انا الآن قادرة بعد ان قرأت تجاربهم على خوضها مثلهم بل و ربما افضل منهم لأنني الآن أعرف ايّ الطرق هو الصحيح و أيها الاصح.


كيف التزمت عادة القراءة

أرى و من وجهة نظري أن الطريقة المثلى لالتزام عادة ما هي المشاركة ،ان تشارك شخصاً او مجموعة اشخاص عادة معينة يجعلك تلتزم بها خوفا من فشلك امام نفسك و أمام الآخرين، كما ان رؤية اشخاص آخرين يشاركونك مشوارك يحفزك و يجعلك متيقظا فترة أطول من الاعتماد على نفسك فقط ،و هذا هو الأسلوب الذي انتهجته مع القراءة ، فقد شاركت في مجموعات قراءة متعددة على صفحات التواصل الاجتماعي اتشارك فيها انا و بقية الاعضاء خلاصة ما نقرأه يوميا و أسبوعيا.


ثمار القراءة

احتجت وقتا طويلا لكي احصد ثمار قراءتي على مدار السنوات الست السالفة الا انني و بعد هذه المدة لاحظت زيادة في ثقافتي ووعيي و حصيلتي اللغوية و هذا ما كنت أطمح إليه ،

و طموحي الآن هو ان اكون قد ألهمتك عزيزي القارئ لابتداء رحلتك الخاصة مع الكتب ،و آمل أن أكون قد أفلحتُ في ذلك.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نُلهَم لنُلهِم

تدوينات ذات صلة