يتلهف معظمنا الى النجاح الى ان البعض منا قد ينجرف في هذا الطموح الى الدرجة التي تجعله يحلم بحياة بلا اخطاء و هنا تكمن المشكلة
ما هي المثالية ؟
المثالية هي سمة شخصية تجعل حاملها في سعي دائم نحو الكمال و الخلو من النواقص ، و يصاحب هذه السمة جلد مستمر للذات بغية اتمام المهام على اكمل وجه بصورة مبالغ فيها.
ما الذي قد يدفعنا الى السعي وراء المثالية ؟
على الرغم من ان المثالية من وجهة نظر علم النفس
تعتبر من الاضطرابات النفسية التي يلزمها العلاج الا ان هناك عدد لا بأس به من الناس الذين مازالوا يسعون وراءها و تعدد الاسباب في ذلك و لعل احد هذه الاسباب هو خوف الشخص من الفشل و من اهتزاز صورته أمام الاخرين او من ان لا يتمكن من مجاراة سقف تواقعاتهم اتجاهه الامر الذي قد يجعله يرهق نفسه نفسيا وجسديا بغية ابهار الاخرين واتمام مهامه بالشكل الذي يراه الاخرون مناسبا ،و بمعنى اخر فان دافع هذه الفئة للإنجاز هو الرهبة و الخوف و القلق من الظهور في صورة اقل من المتوقع.
و قد يكون أحد هذه الاسباب ايضا هو ما نتلقاه كل يوم من وسائل التواصل الاجتماعي من فيديوهات لاشخاص يسافرون حول العالم و يقطنون منازل فخمة و يتناولون اشهى الماكولات و يحييون حياة مثالية كما يصورونها هم لنا، الامر الذي يولد لدينا روح المقارنة و يجعلنا نعيش في سباق مستمر بغية مجاراة الناس و السير مع الركب .
هل من الممكن ان يتحول حلم الوصول إلى المثالية الى هَوَس؟
ارى و من وجهة نظري المتواضعة ان ممارسة اي شئ بصورة مبالغ فيها و بحد يفوق المستوى الطبيعي يودي في النهاية الى ادمانه و الهوس به .
ذلك انك قد تسعى في البداية للمثالية في القضايا الهامة بالنسبة لك كمشروع تخرجك من الجامعة او حفل زفافك، لكنه و من المحتمل في حالة اغفالك لنفسك و عدم مراقبة افكارك و السيطرة عليها من وقت لاخر ان يتحول هذا الهوس الى ادمان مثالية قصة شعرك او نبرة صوتك مما يجعلك تعيش في قفص صنعته بنفسك
هل تفقدنا المثالية الشعور بلذة النجاح؟
مهما بلغ نجاحك فهناك دائما اشخاص قد حققوا نجاحا ممثالا لك او ربما تفوقوا عليك في مجالك او في مجالات اخرى و في سعيك الدائم نحو الكمال ستجد نفسك تلقائيا تضع نفسك في مقارنات مع هؤلاء الاشخاص الامر الذي قد يفسد عليك لذة نجاحك، و حتى في اوقات نجاحك قد لا تلقى التقدير و الاحترام المرجووين و قد لا تتحقق ذات الصورة الوردية التي رسمتها في خيالك مما قد يحبطك في حالة كنت شخصت مثالياً.
و في الختام ادعوك ان تكون مثاليا قي تقديرك لذاتك و احترامها باخطائها و عيوبها و ما تبذله من جهد في سبيل الوصول الى الافضل .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات