كتبت في هذه المقالة جزءا من ذكرياتي الجامعية التي آمل ان يُلهم منها طلاب الجامعات و من هم مقبلون عليها.


اختياري للتخصص

لم اختر تخصصي بل هو من قام باختياري، و لم يكن اولى رغباتي أو حتى ثانيها بل كان يحتل المرتبة الثالثة و العشرين

على قائمة التخصصات التي شملت ثلاثين تخصصا في طلب واحد ،ربما كان الخوف و القلق من المجهول احد الأسباب

التي شكلت عائقا امام اختياري لتخصص يتوافق مع ميولي وقدراتي ،أما وقد تخرجت بتقدير امتياز من الجامعة الأردنية

و أحرزت المركز الأول فأنا ممتنة لكوني قبلت خوض غمار تجربة دراسة تخصص لم يكن لي يد في اختياره و لكوني

تكيفت مع ما قدّمه لي المستقبل و استثمرت كل جهدي ووقتي لأحوّل هذا التحدي إلى فرصة عظيمة استطعت من

خلالها أن اكتشف ذاتي و قدراتي، و إن كان هناك نصيحة أقدمها لمن هو مقبل على هذه المرحلة فهي ان لا ييأس لمجرد ان معدل الثانوية العامة لم يسعفه لدخول تخصص احلامه و ليعطي نفسه الفرصة ان يستمتع باختيارات القدر.


الجامعة و الإحباط

في مرحلة ما قبل الجامعة توهمت انني و بمجرد دخولي للجامعة سينتهي عهد الدراسة و التعب و الامتحانات التي لا تنتهي إلا انني بفصل واحد درست اكثر مما كنت ادرسه في عام مدرسي كامل، إضافة إلى انني كنت استقل حافلتين ذهابا إلى الجامعة و مثلهما ايابا و أقضي ما لا يقل عن ساعة و نصف في المواصلات و انا التي كنت أصل إلى مدرستي مشيا على الأقدام في عشرة دقائق فقط ، و لعل احد اهم العوامل التي كانت تشكل مصدر ازعاج لي في بداياتي الجامعية هي فئة من الطلاب كنت أدعوهم ب "السلبيين "و هم اشخاص طابعهم الأساسي التذمر و الشكوى بسبب و بفير سبب و هم اشخاص فشلوا في تحقيق طموحاتهم و انتهجوا اسلوب تحطيم الآخرين إما بانتقاد تخصصاتهم التي اختاروها أو بتشويه صورة الحياة الجامعية و ذكر سلبياتها فقط خاصة إذا ما عرفوا انك طالب مستجد .

و رسالتي لمن يقرأ مقالتي الآن هي تجاهل هذه الفئة من الاشخاص سواء داخل الجامعة أو خارجها و استمتع بحياتك و املأها بالتفاؤل و الإيجابية و الثقة بالله عز وجل و تذكر ان جمال الإنجاز يتجلى بأبهى صوره بعد الكفاح و اجتياز المصاعب و التحديات في سبيل هدف انت فقط من تختاره و تسعى إليه .


ماذا تعلمت من الجامعة

لم أشأ أن أكون طالبة جامعية عادية أتلقى المحاضرات و أقوم بتسليم الواجبات و اجتاز الإمتحان تلو الآخر تماما كما كنت ايام الدراسة المدرسية،بل كنت املك طموحا اكبر من ذلك فاستثمرت اوقات الفراغ ما بين المحاضرات في حضور الدورات المؤهلة لسوق العمل و التي كانت تنظمها عمادة شؤون الطلبة، و انضممت إلى الأندية الطلابية المختلفة و شاركت في الانشطة التطوعية، و على الرغم من ان هذه الانشطة كانت تشكل عبئا اضافيا علي إلا انني كنت اشعر بسعادة لا توصف و رغبة جامحة في ان اجعل كل شخص اقابله يتبع النهج الذي اتبعته طيلة الأربع سنوات.


الصداقات الجامعية


فيما يخص العلاقات الإجتماعية و تكوين الصداقات في الجامعة فقد وجدتها خطوة صعبة نوعا ما إذ يصعب ان تلتقي

بنفس الشخص في اكثر من محاضرة او ان تلتقيه بانتظام في الكلية خاصة في اول عامين حيث يمضي الطالب جُلَّ وقته

في محاضرات تتنوع ما بين الكليات ،و لكن الأمور سرعان ما تصبح أسهل في العام الجامعي الثالث ،و تصبح العلاقات

أكثر متانة و غالبا ما تمتد صداقات الجامعة الى ما بعد انتهاء الجامعة بسنوات طويلة و في بعض الأحيان قد تمتد الى

آخر العمر.


اليوم الأخير في الجامعة

كنت و ما زلت اكره لحظات الوداع فكيف إذا كانت وداع المكان الذي قضيت فيه اجمل سنين عمري و بنيت فيه أحلامي و طموحاتي و ألِفتُ كل شئ فيه من الأشخاص إلى الأماكن إلى القطط التي كانت تملأ ارجاء الجامعة بنظراتها البريئة كلما شاهدتنا نحمل طعاما تحبه ، لم يكن الفراق سهلا لكن إيماني بأنني تخرجت من الجامعة و انا أحمل في داخلي ما هو أكبر من الشهادة من وعي و ثقة بالنفس واحترام للذات و انني لم اعد ذات الفتاة التي دخلت الجامعة قبل اربع سنوات يجعلني اشعر بالتفاؤل و الأمل نحو بداية جميلة و موفقة بإذن الله.



مقولة أثّرت بي خلال حياتي الجامعية


من المقولات التي أثرت بي خلال رحلتي الجامعية ما كتبه الدكتور ياسر عبد الكريم بكار في كتابه" عشرة امور تمنيت

لو عرفتها قبل دخولي الجامعة" ؛و هو كتاب انصح كل طالب جامعي بقراءته و الاستفادة منه .


تذكر حاجة أمتك و بلدك و شعور الناس بالفخر بالإنجاز الكبير الذي ستحققه بعد تخرجك .. هل تستحق أمة الإسالم أن ترفع عن كاهلها عبء الجهل في تخصصك ؟ أنت على ثغرة من ثغور الأمة فهل سنؤتى من ثغرك ؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نُلهَم لنُلهِم

تدوينات ذات صلة