تفريغ المشاعر بالكتابة هو أحد طرق التحرر من المشاعر السلبية
يعتبر الشهر الفضيل فرصة لتغيير العادات و تحدي لنا و تدريب على الصبر و التحمل و كما أن الصيام عن الطعام يعتبر نوع من التنظيف و التطهير للجسم فإنه من الممكن استغلال طاقة التطهير للشهر الفضيل في تنظيف الأفكار و المشاعر السلبية التي أيضا يتم تخزينها في الجسم، لكن لماذا حقا نريد فعل ذلك؟
إننا في كل مرة ننزعج فيها من موقف وتتعرض لصدمة مشاعر و في كل مرة نشعر فيها بخيبات الأمل و الإحباط و الحزن و الخوف و اليأس و التعاسة و غيرها من المشاعر السلبية و إذا لم يتم تفريغ هذه الطاقة بالطرق الصحيحة فإنها تتراكم في الجسم و تعطينا فلتر غير حقيقي نرى من خلاله الأحداث و الأشخاص بصورة غير حقيقية و تجعلنا نبني اعتقادات خاطئة عن الحياة، ليس فقط ذلك إننا بتراكم المشاعر السلبية نعرض أنفسنا لاحتمالات الأمراض ، فكر معي صديقي بذلك، درسنا في المدارس أن الطاقة لا تفنى و لا تستحدث من عدم و لكن تنتقل من شكل لآخر و بنفس هذا المنطق مشاعرنا السلبية يتم تخزينها في أجسامنا عند حدوث موقف مزعج تتفاعل معه اجسادنا و تنتج مشاعر سلبية يتم تخزينها في الجسم و نتظاهر نحن بعدها أنه لا يوجد مشكلة بينما في الحقيقة تم تخزين هذا الشعور في الجسم و سيعمل على إصدار طاقة و ذبذبات سيؤثر على طريقة تفكيرنا و تعاطينا مع الأحداث القادمة بل و يؤثر على صحتنا النفسية و الجسدية ، لذا كان من المهم أن نقوم في كل فترة بعملية تنظيف فكري و مشاعري.
تتعدد طرق تنظيف المشاعر و الأفكار لكن سأقوم هنا بالحديث عن طريقة واحدة فقط، طريقة فعالة و سهلة و هي استخدام الكتابة لتحرير المشاعر و الأفكار السلبية. و تتضمن ببساطة أن تحضر ورقة و قلم (يفضل ورق حر حتى تقوم بالتخلص منه لاحقا) و اجلس بمكان هادىء و ابدأ بتفريغ مشاعرك السلبية بالكتابة ، استمر بالكتابة و لا تتوقف، و مع أنه لا يوجد وقت معين للتوقف إلا أن باحثا من جامعة تكساس في أوستن يشير إلى استمرار الكتابة بدون توقف لمدة 15 إلى 20 دقيقة يوميا لمدة أربعة أيام ، تستطيع البدء بموقف حديث أو موقف قديم حسب شعورك بالقدرة على تماسك نفسك و فيما إذا كان الوقت مناسب لك للتفريغ بمعنى أنه سيتسنى لك الوقت بعدها أن تستعيد توازنك بحيث لا تتأثر مهامك اليومية و طبعا هذا الموضوع مهم لدرجة أنه يستحق منك اهتمام خاص بتخصيص وقت كاف أو حتى إجازة من أعمالك لتقوم بتفريغ كل المتراكم من المشاعر و الأفكار السلبية ، إذا شعرت أن موضوع معين يثيرك و لن تستطيع تحمل الكتابة عنه و كان لديك أعمال لا تؤجل بعدها فعندها تستطيع تخصيص وقت آخر للكتابة عنه واختيار حدث آخر أقل حدة في المشاعر و التأثير. بعد أربعة أيام من الكتابة لاحظ ما يحدث معك، كيف هو شعورك أو ردات فعلك ، و فيما إذا كان هناك حدث يتطلب المزيد من التفريغ أو أن هناك المزيد من الأحداث و المواقف ظهرت للسطح أو قد تكتشف أنك بحاجة لمتخصص للحديث معه عن الموضوع ، افعل ما تراه مناسبا حتى ترتاح.
عندما تكتب تذكر أن تكتب عن مشاعرك و أفكارك تجاه الحدث المزعج و ليس الحديث عنه ووصفه ، لأن الهدف في النهاية هو التخلص من شحنة المشاعر المخزنة و ليس وصف الحدث ، و عندما تكتب مشاعرك أيضا اسمح لنفسك بالشعور السلبي الذي ينتج من هذه العملية، مثلا كان الحدث الذي تكتب عن مشاعره مليء بالغضب لذا عندما تفرغ مشاعرك على شكل جملة "أشعر بالغضب عندما حدث كذا و كذا و شعرت بالإهانة و …..إلخ" و في كل شعور يخرج اسمح لنفسك بأن تشعر به إلى الدرجة التي تشعر بعدها أنه لم يعد هناك ما تشعر به من مشاعر سلبية، استمر بدون توقف إلى أن ترتاح ، تستطيع الالتزام بالقدر الذي ذكره الباحث فوق أو أنك تستمر و تسترسل و تخرج كل ما يظهر معك لمدة أكثر من 20 دقيقة يوميا لأكثر من أربعة أيام حسب الحاجة و حسب انهائك لكل المشاعر العالقة. بعد أن تنتهي من الكتابة لا تقرأ ما كتب و قم بالتخلص من الورق.
إذا كنت ستعمل التمرين في رمضان اختر وقت تكون فيه بحالة جيدة ، أي لا تشعر بتعب شديد ، من الممكن عند تفريغ المشاعر أن يتفاعل جسمك بعدها بالشعور بالتعب أو الصداع لذلك كن لطيفا مع نفسك و اختر وقت يناسبك ، تستطيع مثلا أن تجرب أولا لمدة 15 دقيقة ليوم واحد ثم تراقب جسمك بعدها و إذا شعرت أنك قادر أن تكمل أكمل أو من الممكن أن تقرر أن تعمله بعد رمضان ، المهم أن تتحمل مسؤولية مشاعرك و مسؤولية عافيتك النفسية و الجسدية و أن تتطبق و تجرب.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
شكرا لك على هذه المقاله استفدت منها جدا وباذن الله ساطبق ماذكرته
شكرا جدا جدا على مشاركتنا هذا الجمال، انا معك، التفريغ بالكتابة اثره عظيم جدا، الحمد لله على فضله