عندما يضربُ داخلنا سوطٌ من حديد, يجعلنا نتوقف في لحظات.. ونتأمّل
-في صحراءٍ مهيبة..
واسعةٌ كسعة السّماء..
على تلّةٍ صنعها الزّمان..
واقفاً، نظرُه إلى الأفق..
يُراقِبُ القمر.. وتلألئَ النجوم..
نسماتُ هواءٍ باردة.. تلسَعُ وجنتيه..
ولايزال غارقاً في التفكير..
حالماً طموحاً، في داخله أسئلة..
-من أنا؟..
ولِمَاذا السّماءُ جميلة..لِم أسمعُ نبضاتِ قلبي..
ولماذا اشتاقُ إلى الطيران..؟
ولماذا أشعرُ بالشّوقِ..؟!! أليسَ حريّاً بأن أشعر بالحماس..
لأن الطيران تجربةٌ جديدة..والشّوقُ فقدانٌ لشيءٍ كُنتُ امتلكه..!أ
حقّاً كنتُ استطيعُ الطّيران؟..!آهٍ، لرُبّما قيّدتني سلاسلٌ ما
ولكنّها ليست كتلك التي أعرفها..
أشعُرُ بامتلاءٍ في صدري..لا..
بل امتلاءٌ من جدارِ الحلقِ إلى رأسِ معِدتي..
أظنّ أنني سأنفجر..
وتذهبُ أجزائي متفرّقةً كلٌّ منها إلى وطنه..
هل حقّاً أنا جسدٌ بلا معنى؟..كيفَ ذلك..!
يستحيلُ أنني شيءٌ واحد..بل إنني مجموعةٌ من هذا وذاك..
من كلّ شيءٍ حولي
إنّني كُلّما رأيتُ شجرةً شامخةً أحسست بالانتماء!!
رّبّما يلتفّ حولَ قلبي غصنٌ ما..
هُناك..!! لقد مرّ شهابٌ خاطف وسمعتُ جُزءً منّي يصيح
ارجع مرّةَ أخرى.. وخذني معك..
لرُبّما كانَ صوتَ أحد أضلاعي..
ما المعنى مِن وقوفي هنا على هذه التلّة..؟
وإحساسي بالجمال؛ لحظة.. ما هو الجمال ؟
وكيف استطيع أن اعرف أنني أحسّ بشيءٍ جميل..!
من أينَ لي بهذا المعنى؟ ومن أين استمدّه..
كُلّ المعاني من حولنا..
الحُبّ والحزن.. الألمُ والجمال
الكراهيةُ والاستسلام.. الحسدُ والغرور
السّعادةُ والاطمئنان.. التكبّرُ والخوف
كلها..نراها كُلّ يومٍ ولكن ليسَ بأعيننا..
نسمعُها دون آذان.. ونحسّ بها دون لمسها..
ولكنّها هناك..نعرفُ أنها هناك..
-يظلُّ واقفاً مُخدّراً.. في كلّ ثانيةٍ يضربُ عقلهُ مئات الأسئلة..
إنّه هناك.. مُنذُ مئاتِ السّنين..
لَم يحرّك ساكناً..ولكنّهُ عاشَ كُلّ شيء..من مكانه
وينتظرُ اليومَ الّذي يتوقّفُ فيه عن السؤال..
وامتلاك جميع الإجابات التي تشغلُه..
ظنّاً منه بأنّه سينعم بالرّاحةِ والخلاص..
#هناك
#POISON
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
هناك مقولة تقول: يعيش الإنسان نصف حياته وهو لديه الرغبة في تعلم كل شيء ومن ثم يعيش نصف حياته المُتبقية هاربًا مما تعلمه!!
شكراً لكِ هيا :)
كلمات رائعة,وفلسفة جميلة
" ولِمَاذا السّماءُ جميلة..لِم أسمعُ نبضاتِ قلبي..
ولماذا اشتاقُ إلى الطيران..؟"
بالتوفيق لك.