اعمارنا تمضى بسرعة البرق فلا تتوافق اعمار مشاعرنا مع اعمار اجسادنا فنضيع بينهما دونما سبيل للالتقاء

حقيقة عمري

لم أدركها الا عندما رأيت الصغار يعودون للمدارس فتذكرت انه مضى زمن منذ أنهيت دراستي ، و عندما سمعت الأعيرة الناريه تطلق إحتفالاً بنجاح طلاب التوجيهي فتذكرت كم من السنون مضت منذ كنت في مكانهم أنتظر نتيجتي ، و حينما تغيرت عاداتي اليوميه و أصبح صوت الأغاني في السياره يزعجني إذا إرتفع ، و صوت الصغار الذين يلعبون حول منزلي يأرقني و أتمنى أن يعودوا لبيوتهم لأنعم بالهدوء و السكينه ، و عندما تغير ذوقي في الملابس و الالوان ، و أصبح تقبلي لكل جديد أصعب ، و أفضل الإبتعاد عن الناس قدر المستطاع ، و أتجنب المناسبات الاجتماعيه الرتيبه التي تحمل في طياتها النميمه و الحسد و الأحقاد ، و طموحي إنحصر في كوخ صغير هناك بين الأشجار ، و ما عادت الأشياء الماديه لها معنى كالسابق ، لا أشتري سوى ما أحتاجه ليس بخلاً ولا حرصاً ولكن لأن تراكم الحاجيات من حولي يشعرني بالإختناق ، برغم تصليب و وعندي السابق الا أنني أتفهم البشر بشكل أفضل فلا أعاقب شخص على خطأ أخر و لا أحمل شخص ملامة و عتب بلا سبب ، في تفكيري حنين للايام السابقه و حاضري أتمنى أن ينتهى بسرعه ، برغم أن صبري إزداد في كثير من المواقف الا أنه تضاءل في مواقف أخرى ، و عندما أرى تلك الفتاه التي أخذت من وقتها في الصباح الكثير من الوقت لتزين و الظهور بأفضل شكل و هيه تذهب للجامعه أرى نفسي فيها و أضحك على تلك الذكريات ، و تلك الفتاه التي تترقب دخول الخطيب هو و أهله إلى الصاله و كل ما يتبع ذلك الموقف من خزعبلات و توتر أشعر بأنني تركت تلك الطقوس خلفي منذ زمن ، و عندما لمحت من نافذة غرفتي سيارة التدريب على القياده تذكرت يوم الاختبار و القلق و تحرقي شوقاً لاستلام رخصة القياده لأنطلق مسرعةً على طريق المطار و أنا أحتسى القهوه و اسمع أغنيه المفضله ، كثيره هيه المواقف التي ذكرتني بأني أصبحت كبيره في العمر و تقدم بي الزمن دونما أن أشعر ، و كثيره هيه المواقف المليئه بالذكريات و المشاعر المنسيه التي تدل على إنتهاء مراحل الصبا ، لكن برغم من الأرقام و الإعتبارات التي تصاحبها و التوقعات إلا أنني مازلت أشعر بأن تلك الفتاه ذات السادسه عشر هيه التي مازالت متحكمه بي و تثور أحياناً على كل القوانين و تهدد بالإنقلاب على حياتي ، لا أعتقد أن هنالك أحد يجرء على إخبارها بعمري الحقيقي لذى تعيش بداخلي سعيده و تتحكم بي متى شاءت و أنا أحبها و أغمض عينيها عن الحقيقه لما تتراءى لي و أحتضنها عندما تشعر باليأس لأن ما تريده لم يتحقق ، لن أخبرها بما إكتشفته مأخراً عن حقيقة عمري .


Fayrouzthoughts

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Fayrouzthoughts

تدوينات ذات صلة