إن تلك الصفعة التي نتلقاها عندما نختار طريقاً جديداً, لربما ترشدنا إلى مصدر قوتنا, وتخلق إرادةً جديدة
إنها العيون تراقبنا من كل مكان !
،تكتم أنفاسنا بنظراتٍ قاسية.
تنتظر منا أن نكون من نحن،
أو أن نختار أن نعيش حياةً ببعض الابتسامات.
في داخلنا جوهرٌ في كل مرةٍ يريد أن ينتفض،
ليخرج إلى هذا العالم بنفسه،
وبدون غطاءٍ يحميه من سَوءته،
إننا نظن أن الإرادة سَوءة،
وأننا إذا ما اخترنا أن نمشي في طريقٍ مظلمٍ
لا يحفه إلا مناراتٌ بلا أضواء،
ومشاعل بلا نيران،
نكون قد خُنّا أنفسنا،
وبعناها إلى شياطينٍ تلعب بأرواحنا.
لقد نظرتُ مرّة في المرآةِ ووجدت انسلاخاتٍ
ليست تراها عيوني بظاهرها،
ولكنها مخفيةٌ بين جفونٍ وارتسامات الابتسامة.
محاولةٌ من شيء ما لنزعِ التقاليد،
وروتينٍ قد تملك ساعتي،
ساعتي التي ابتعتها بأزهد الأثمان،
هي نفسها ما يدلّني على أغلى ما ملكت،
منها أعرف أنني أنني فقدت نصف ليلتي،
متجهماً بوجهي ناظراً إلى سقف غرفتي؛
انتظر أن يأتي نيزكٌ ليمحيه عن الوجود،
لأستطيع النظر إلى السماء، ونجومها،
وكي استطيع أن أخلع رداء الخوف من المساحات المفتوحة،
التي لانهاية لها.
أتسائلُ إذا ماكان الكون في داخلي،!
وعما إذا كانَ الوجودُ لائقاً بشقائي،؟!
وهل حقّا ينال الخلودُ مني.؟!!
أتلمس أحياناً رأسي خائفاً من أن يكونَ قد زاد حجمه،
كجعبةٍ مليئة بالأسئلة،
يزيد حملها يوماً بعد يوم
وكأن في داخلها ثقبٌ دوديّ
فبدل أن يسقط منه الحمل،يكبر ويثقل.
إنها العيون تراقبنا كل يوم.
لكنها من صنع أيدينا،
ورسم خيالنا،
إننا ننظر إلينا بعين القسوة والشدة،
وإننا نخافُ من الظّلام والإرادة.
هذا طريقنا بلا دليلٍ يجمعنا،
أو علامةٍ يتشاركها الجميع.
إننا نمشي فيه بحكمة الماضي،
وخريطةٍ مختلفة يملكها كل شخص منا ،
كما اختلافُ البصمة بيننا.
هذه نصف ليلةٍ أخرى،
ولازال سقف غرفتي موجوداً..
ولازال الوجودُ وجوداً..
والواقع واقعاً كما أعرفه..
صوت السيارات من شباك الغرفة..
وضحكة الجيرانِ،
وإعلانٌ ينزل من شاشة الهاتف.
ولازلت امشي ولا أدري أنني أمشي،
حتى وعيٍ آخر،
وخوفٍ آخر
حتى أستيقظ لأرى نفسي قد قطعت شوطاً كبيراً
مع محاولةٍ لإرادة جديدة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات